«الأهرام» ليس مجرد صحيفة تصدر كل صباح وإنما هى مؤسسة عملاقة تحوى بين جنباتها كنوزا ثمينة ومركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلوما ت " «أسيوت» هو أحد أهم هذه الكنوز بما يمتلكه من تراكم معرفى ضخم ومتنوع نشر على صفحات الأهرام على مدار نحو 140 عاما. ولأنها الأهم والأجود والأعرق والأكبر .. ولأن قارئها هو الهدف والغاية الذى نكن له التقدير والإجلال وندين له بالولاء والعرفان .. فقد قررنا فتح كنز " أسيوت " المثير لقارئنا الكريم .. نعيد نشر الأحداث .. نجلى الحقائق .. نكشف الملابسات .. نفند الأسباب .. ونؤرخ للتاريخ من خلال ما نشر فى الأهرام على مدى تاريخه من أخبار مهمة .. ومقالات شهيرة .. وقصص مثيرة .. وصور نادرة .. وكاريكاتير ساخر فى شتى مناحى الحياة .. ونقدم لكم هذه الصفحة " ذاكرة الأهرام" واليوم نفتح ملف سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى ذكرى مرور أربعين عاما على وفاتها التى تحل علينا الأربعاء المقبل .. والكلام عن أم كلثوم أو ثومة - كما كان يناديها المقربون والجمهور - له أبعاد عديدة لا يعرف المرء من أين يبدأها .. من نشأتها المتميزة وطفولتها الفريدة أم من تألقها وتميزها فى مجالات شتى ؟! هل نتحدث عن ثومة المطربة التى تربعت على عرش الغناء العربى عقوداً طويلة ولقبت بألقاب فريدة من بينها "سيدة الغناء العربي" و"كوكب الشرق"ووصفتها الصحف الأجنبية بأنها "أعظم مطربات العصر" وأن صوتها هو"تغريد البلبل" ؟! أم نتحدث عن أم كلثوم السياسية صاحبة العلاقات الوطيدة بكبار الساسة والدبلوماسيين بل وكثيرمن القادة والزعماء الذين كانوا يحرصون على حضور حفلاتها والاستماع لأغانيها والاستمتاع بصوتها وتقديم الأوسمة والنياشين لها ؟! أم نتحدث عن الصحفية والأديبة التى نشرت مقالات باسمها فى كبريات الصحف والمجلات - ومن بينها صحيفة الأهرام الرائدة كما سنبين – ومقالات عنها ناهيك عن علاقاتها القوية برجال الفكروالثقافة والأدب ؟! أم نتحدث عن مواقفها الوطنية ودورها البارز فى دعم المجهود الحربى والمهجرين من دول القناة من خلال تبرعات سخية وحفلات خاصة تقيمها وتهدى إيراداتها للجهات المعنية ؟! أو عن لحظات حياتها الأخيرة فى مستشفى المعادى وكيف كان المرضى وأقاربهم مشغولين بمرضها عن حالاتهم,وكيف كانت جنازتها المهيبة التى صادفت الرابع من فبراير عام 1975 ؟! لقد كانت أم كلثوم عالما خاصا بمفردها .. نحاول أن نقطف زهرة صغيرة من كل واحة فيه .. نقدمها - فى ذكرى وفاتها الأربعين - لجماهيرها العريضة ..سواءً الذين شاهدوها وعشقوا طلتها البهية أو الذين لم يعاصروها واستمتعتوا فقط بأغانيها الخالدة .