بداية لا بد أن نعترف أن الآثار المصرية تعانى من كارثة. رغم المنطق الدفاعى الذى يلجأ اليه البعض فى تبرير ما حدث لقناع توت عنخ آمون وغيره من الآثار النادرة، التى تعد التسجيل الحى للتاريخ الانسانى إلا أننا يجب أن نعترف بعدم أهليتنا فى حماية ما هو تحت الأرض وما هو فوق الارض.. هناك بيزنس ضخم لتجارة الآثار ينتهى بتهريب قطع أثرية بالغة الاهمية من «المحروسة». أما عن المتاحف فحدث ولا حرج .. لم أر متاحف على مستوى دولى بخلاف متحف الأقصر ومتحف النوبة فى أسوان.. أما المتحف المصرى فهو عبارة عن مخزن كبير للآثار، أتحدى أن يضع المسئولون عنه تسجيلا بكل قطعة على الإنترنت لكى يعرف القاصى والدانى ما هى القطع التى يحويها المتحف وما عدد هذه القطع .. وما هى الآثار التى تخضع للترميم . وسوف أحكى لكم حكاية قصيرة. تلقيت الدعوة لحضور مناسبة إطلاق مشروع ترميم المتحف المصرى بالتحرير منذ نحو عام فهالنى ما رأيت.. دخلت المتحف المصرى بعد احتفالية كبرى حضرها السفير الألمانى السابق بحكم أن المانيا هى التى تمول مشروع الترميم، وبدأ المهندس عماد فريد فى شرح عملية التخريب التى تمت فى المتحف الذى صممه المعمارى الفرنسى مارسيل دورجانون، وأشرف على بنائه مارييت إتضح ان المسئولين عن المتحف قاموا منذ الخمسينيات بوضع 5 طبقات رديئة من الدهانات قاموا بعملية معقدة لازالتها من على الجدران.. قاموا أيضا بدهان السقف الزجاجى المعلق الذى تم تصميمه لكى يسمح لضوء الشمس باختراق المتحف باللون الأسود.. أما الأرضيات الموزاييك فحدث ولا حرج.. قاموا بتغطيتها بطبقة من القنالتكس البلاستيك.. هل بعد هذا من تخريب . الأدهى من هذا القسم الذى يحتوى أثمن ما تمتلكه البشرية من آثار وهى مجموعة توت عنخ آمون محفوظة فى خزانات خشبية رديئة والتراب يحيط بنا من كل مكان.. ساعتها خرجت من المتحف مكتئبا وأنا على يقين من مقولة كان يرددها أحد كبار المثقفين بأن الوقت سوف يأتى ويفرض العالم وصايته على تلك الآثار بحكم عدم قدرتنا على حمايتها. لمزيد من مقالات جمال زايدة