فى قلب مدينة «بادن» الواقعة فى الجزء الألمانى من سويسرا، كانت الثلوج تغطى الجبال والبيوت، ولكن الحضور فى مسرح» ترافو « لم يشعروا بالبرد نتيجة الدفء الذى بعثه اوركسترا النور والأمل، فنسى المشاهدون برودة الطقس وتفاعلوا مع 32 فتاة كفيفة وهن يعزفن لوحات فنية عالية جعلت منهن سفراء لبلدهم ووجها مشرفا للترويج الفكرى والثقافى والسياحى لمصر فى الخارج. تمثل هذه الرحلة التى قام بها اوركسترا النور والأمل تدعيما حقيقيا لوجه مصر الحضارى، حيث عزفت الفتيات الكفيفات أشهر المقطوعات العالمية ومنها الجمال النائم وفالس الجنوب الأزرق واوبرا كارمن والشرقى كان على شط النيل وايه العبارة ولوجا رياض لكل من الموسيقون المصريين أحمد أبو العيد وراجح داود ورياض السنباطى، بالإضافة لمقطوعة أخرى اسمها «منوعات سويسرية» ألفها الموسيقار السويسرى «جيان بيرو ريفيرى» خصيصا لهم. وأوضحت أمال فكرى مديرة معهد الموسيقى: أن هذه الزيارة هى الثانية لأوركسترا النور والأمل لسويسرا، الأولى كانت فى أغسطس 2008 بدعوة من الاتحاد السويسرى للمكفوفين واستمرت لمدة 10 أيام، كانت بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبى للاتحاد (مرور 50 عاما على ) حيث أقام الأوركسترا 3 حفلات فى زيورخ وبرج وفارتاك، وهذه هى الزيارة الثانية والتى استمرت لمدة أسبوع فى مدينة «بادن» والتى عزف خلالها الاوركسترا عددا كبيرا من المقطوعات الموسيقية فى 3 حفلات حضرها أكثر من 1500مشاهد رغم بروده الطقس على مسرح « ترافو «. حضر الحفلة الأولى عمرو عبد الوارث الوزير المفوض فى السفارة المصرية بالعاصمة برن، الذى أشاد بالدور الرائع الذى يؤديه اوركسترا النور والأمل عالميا وحضاريا وإنسانيا، مضيفا أن حفلة موسيقية واحدة لأوركسترا النور والأمل فى الخارج تساوى سنوات من الترويج السياحى. أما نازلى الأتربى - مصرية مقيمة فى سويسرا منذ حوالى31 عاما وصاحبة دعوة اوركسترا النور والأمل للعزف فى سويسرا للمرة الثانية – فقالت إن هذه الدعوة نبعت من عشقى لمصر وحبى أن أرفع صورة بلدى فى سويسرا فاختارت اوركسترا النور والأمل لأنه يعكس حضارة مصر وقدرة المصريين على صناعة المستحيل، وأضافت: تعرفت على اوركسترا النور والأمل من خلال زياراتى العديدة للقاهرة، كما تعرفت على آمال فكرى رئيسة معهد الموسيقى والأم الحنون لفتيات الأوركسترا واتفقنا على أن يكون يناير 2015 هو ميعاد زيارة الأوركسترا لمدينة بادن السويسرية وتم الاستعداد لهذه الزيارة منذ عام كامل. وعلى هامش الرحلة استمتع فتيات النور والأمل بأول تجربة مع الثلج وزرن مطعما مخصوصا للمكفوفون حالك الظلام، وكل من يقوم بالخدمة به مكفوفين، وقد سعدت الفتيات بتبادل الأدوار وقمن بخدمة الوفد المرافق لهن وتناول الطعام فى الظلام. الجدير بالذكر أن جميع الجرائد الرسمية فى مدينة «بادن» السويسرية أشادت بالاوركسترا وبتفرده فى العالم، كما أكدت الصحف السويسرية أن اوركسترا النور الأمل المصرى صار أحد عناصر القوة الناعمة المصرية التى تحارب الإرهاب وتعرف العالم بقيمة مصر الحضارية. كما حرصت الصحف أيضا على التأكيد أن مشاهدة وسماع اوركسترا النور والأمل تجربة انسانية رائعة، وأن العزف يعتمد على التناغم وسماع فتيات الاوركسترا عزف بعضهن لبعض وليس على النوتة الموسيقية أو مشاهدة عصا المايسترو، كما أشادت الصحف بالمايسترو على عثمان وطريقته الخاصة فى قيادة الفتيات، واجروا لقاءات صحفية مع فتيات الأوركسترا تقديرا لانجازاتهن الفنية وللتعرف، وتم نشر هذه المقابلات فى صحيفة «بادنر تاجلانت» التى أشادت بشيماء يحيى عازفة الكمان الموهوبة التى تجيد الانجليزية، والتى قالت للصحيفة إنها تشعر فى أثناء العزف أنها عصفور طائر يغرد فى السماء، كما قالت نهلة سليمان عازفة الكمان إننا نعتبر أنفسنا فى مهمة قومية وسفراء لمصر فى الخارج، أما نورا صبحى عازفة «الكلارينت» فقالت إن الاستقبال الحافل لنا فى الخارج يرفع من معنوياتنا جميعا حيث أن درجة اعجاب الجمهور بنا يجعلنا نعزف بحماس كبير. ومما يذكر أن مدينة بادن السويسرية مساحتها حوالى 14 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها حوالى18 ألف نسمة فقط، وتشتهر منذ قديم الزمان بأنها مدينة علاجية، حيث يوجد بها أفضل الينابيع للمياه المعدنية التى تعالج العديد من الأمراض مثل الروماتيزم والدورة الدموية يصل عددها 18 ينبوعا ودرجة حرارة المياه فيه تصل إلى 47 درجة مئوية، وأن اسم بادن baden مصدرها كلمة bath فى اللغة الانجليزية و التى تعنى حمام فى اللغة العربية.