الملك عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركى آل سعود، هو الملك السادس للمملكة العربية السعودية، ويلقب بخادم الحرمين الشريفين، وهو ذات اللقب الذى اتخذه الملك فهد قبله، وهو الابن الثانى عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، ولد فى الرياض عام 1931 فى عصر كل ما فيه يفرض على الإنسان الصبر والاحتمال، وكان من نتيجة ذلك أن كان للانضباط الدينى والنفسى والأخلاقى دور فى تكوين شخصيته، وإثراء حضوره وتأثيره وتفاعله، وفى تشكيل قناعته سلوكا وتعاملاته قولا وفعلا . والده هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، موحد ومؤسس الدولة السعودية الثالثة، أما أخواله فمن رؤساء عشائر شمر، تسلم إدارة شئون الدولة، وأصبح الملك الفعلى بعد إصابة الملك فهد بمتاعب صحية، وبعد وفاة الملك فهد فى أغسطس 2005 تولى الحكم. نهل الملك عبدالله من مدرسة والده ومعلمه الأول الملك عبدالعزيز و تجاربه فى مجالات الحكم والسياسة والإدارة والقيادة، إلى جانب ملازمته لكبار العلماء والمفكرين الذين عملوا على تنمية قدراته بالتوجيه والتعليم أيام صغره، لذلك فهو حريص دائما على التقاء العلماء والمفكرين وأهل الحل والعقد، سواء من داخل المملكة أو خارجها . فى سنة 1962 م تسلم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئاسة الحرس الوطنى، وفى سنة 1975 أصبح نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، ورئيسا للحرس الوطنى، وفى يونيو عام 1982 بويع وليا للعهد من قبل أفراد الأسرة المالكة والعلماء ووجهاء البلاد وعامة الشعب السعودى، وفى مساء ذات اليوم صدر أمر ملكى بتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطنى، بالإضافة إلى ولاية العهد. وقد اهتم الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتطوير العلم والثقافة فى السعودية، وأنشأ مهرجان التراث والثقافة، الذى يقام سنويا فى الجنادرية، ويستقطب العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين، وحقق العديد من الإنجازات التنموية العملاقة فى مختلف القطاعات، وتحقق لشعب المملكة فى عهده العديد من الإنجازات المهمة، منها تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثمانى جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة، وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والعديد من المدن الاقتصادية، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية فى رابغ، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية فى حائل، ومدينة جازان الاقتصادية، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، إلى جانب مركز الملك عبدالله المالى بمدينة الرياض، وفى المجال الاقتصادى دفع بالإصلاح الاقتصادى الشامل وتكثيف الجهود من أجل تحسين بيئة الأعمال فى البلاد، وإطلاق برنامج شامل لحل الصعوبات التى تواجه الاستثمار. وفى مجال الحوار بين بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات ونبذ الصدام بينهما وتقريب وجهات النظر، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله فى أكثر من مناسبة إلى تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، وإلى ضرورة تعميق المعرفة بالآخر وبتاريخه وقيمه، وتأسيس علاقات على قاعدة الاحترام المتبادل، والاعتراف بالتنوع الثقافى والحضارى، واستثمار المشترك الإنسانى لصالح الشعوب، وتتويجا لجهوده لتعزيز التواصل والحوار بين الحضارات والثقافات تم إطلاق جائزة عالمية للترجمة باسم جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله العالمية للترجمة، وكانت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية ولا تزال تعبر بصدق ووضوح مقرونين بالشفافية عن نهج ثابت ملتزم تجاه قضايا الأمة العربية وشئونها ومصالحها المشتركة ومشكلاتها. كما اقترح خادم الحرمين الشريفين إقامة مركز دولى لمكافحة الإرهاب، وذلك خلال المؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب، الذى عقد فى مدينة الرياض فى شهرفبراير 2005 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وبمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية. وامتدت مشاركات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الخارجية إلى أبعد من ذلك، حيث كان يحرص دائما على المشاركة وحضور المؤتمرات الدولية والعربية والإقليمية والزيارات الرسمية لمعظم دول العالم، ويسهم بفاعلية فى وضع الأسس الثابتة القوية لمجتمع دولى يسوده السلام والأمن والإخاء.