لماذا يكره الغرب نبينا ويهاجمونه رغم ان ديننا أمرنا بحب أنبيائهم؟ للإجابة على هذا السؤال يجب طرح القضية فى سياقها التاريخى والثقافى والديني، ولا يجب التعامل معها كظاهرة منفصلة، فعندما تنشر الصحف الغربية الرسوم المسيئة للرسول من آن لآخر فإنها فى الحقيقة تجسد الصراع بين الإسلام والغرب، وتكشف تراث الكراهية للإسلام الذى يعود لقرون طويلة. هناك عوامل كثيرة ساهمت فى ترسيخ الصورة السلبية عن نبى الإسلام فى مقدمتها الكنيسة الأوروبية فى العصور الوسطى وبعض الأعمال الأدبية مثل «الكوميديا الإلهية» ل دانتى، الى جانب تصريحات السياسيين ورجال الدين المتطرفين والمؤسسات التعليمية ووسائل الاعلام الغربية المغمورة سعيا للشهرة. إلى جانب انتشار العلمانية وتراجع تأثير الدين بعد فصله عن الدولة فى الغرب، وهو ما أدى الى عدم احترام نسبة كبيرة منهم للأديان والمقدسات بشكل عام. وإذا تساءلنا لماذا يتزايد الهجوم على نبينا خصوصا فى فرنسا وبلجيكا والدنمارك بالذات، فتجيب عن ذلك دراسة لمركز الدراسات العربية عام 1995 حيث اكدت ان المناهج الدراسية والكتب المدرسية هناك تصور المسلمين على انهم قتلة ومخربون وغزاة، وتجعل من الإسلام مرادفا للإرهاب هناك مما يوجد مناخا يحرض على إبادة المسلمين. وهو يؤكد مدى تناقض مواقف الغرب الذى يطالبنا دائما بتغيير مناهجنا الدراسية رغم ما يشوب مناهجه. ولا يمكن إغفال تأثير رجال الدين المسيحى فى الغرب فى بث الكراهية للإسلام، فعندما طالبت صحيفة «نيويورك تايمز» من بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان السابق الاعتذار بعد إهانته المسلمين كان رده أنه أسيء فهم كلماته ولم يعتذر مراعاة لمشاعرهم، ويجب ألا ننسى دور مقدمى بعض البرامج الدينية هناك فى تشويه الإسلام والتى يشاهدها ويسمعها الملايين أسبوعيا. لهذه الأسباب لا تتعجب عندما يتساءل المواطن الغربى لماذا يغضب المسلمون؟ وما الذى يمنع نشر الرسوم المسيئة فى الصحف ما دامت تملأ أسقف بعض الكنائس الكاثوليكية فى إيطاليا و بلجيكا؟ لمزيد من مقالات نبيل السجينى