يعيش الآلاف من ساكنى عزبة حسن عيسى وأحمد سعود وأحمد الغمراوى حياة مأساوية بسبب ترعة " العمياء " التى تمر وسط بيوت تلك العزب وتصدر لهم الروائح الكريهة والنوافق ومياه الصرف الصحى، بجانب الأمراض التى استوطنت فى أكباد وصدور الأطفال، ولم تقف عند هذا الحد بل أصبحت مصيدة لأرواح الأطفال الذين يعبرونها عبر المعديات البدائية التى صنعها الأهالى ليعبروا بها من جانب لجانب. فى البداية يقول جميل إبراهيم عبد المنعم مدير عام بمديرية الزراعة بالمعاش، تمتد ترعة العمياء كفرع رئيسى من ترعة الإبراهيمية وتمر بطريق الفيوم القديم حتى الأزهرى مرورا بعزبة حسن عيسى وأحمد سعود وعزبة أحمد الغمراوى، والمشكلة تتمثل فى التلوث الشديد الذى تسببه تلك الترعة عبر صرف الأهالى صرفهم الصحى فيها، وإلقاء مسئولى مشروع النظافة للقمامة التى يقومون بجمعها من البيوت بالترعة أيضا، فضلا عن الروث والنوافق التى تخرجها مديرية الرى من الترعة فى أيام التطهير وإلقائها على جنباتها، مما أدى إلى إصابة الجميع بأمراض الصدر والفشل الكلوى، فالترعة تسقى ما يزيد على 100 ألف فدان بمياه الرى المختلطة بمياه الصرف الصحى، لذا نناشد مسئولى الرى تغطيتها للحفاظ على صحة الأهالى . ويضيف سيد عمر محمود نجار من عزبة حسن عيسى، ابتلعت الترعة نجلى وائل 4 سنوات بسبب عدم وجود سور يحيط بها من ناحية عزبتنا، كما ابتلعت الترعة العشرات من الأطفال قبلها وبعدها، كما تسببت فى تزايد معدلات حساسية الصدر بسبب الروائح الكريهة والحشرات لأطفال العزبة .
وأشار عادل عوض نجار من عزبة حسن عيسى، إلى عدم دخول الصرف إلى العزبة على الرغم من تبعيتها لمجلس قروى تزمنت الشرقية هى وقرية بنى هارون الملاصقة للعزبة، التى تنعم بالصرف الصحى، فالمشروع لا يبعد عنا سوى أمتار ولم يدخل عزبتنا، مما يضطر الأهالى إلى صرف الكثير من تلك المياه فى ترعة العمياء، والأمر يمتد بالتبعية لسقاية الأرض بالماء المختلط، مما يتسبب فى الفشل الكلوى والكبدى للأهالى والأطفال .
ويؤكد خالد عبد الله أحمد سمكرى من نفس العزبة، أن الطفل محمد نادى وأحمد حنفى وشقيقه محمود أصيبوا بالالتهاب الكبدى الوبائى بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف المتشبعة بها التربة، الأمر الذى ينذر بكارثة فى حال عدم دخول الصرف إلى العزبة، وانتشال هؤلاء البراعم من خطر الموت قبل أن يكملوا عمر الزهور .
وتشير كل من ماجدة أحمد محمد وفتحية السيد حسين ربات بيوت ومن نساء العزبة، إلى أن عملية شفط مياه الصرف الخاصة ببيوتنا من الخزانات نقوم بها بعد الحجز أسبوعيا ب 50 جنيها من الوحدة المحلية وبسبب ارتفاع منسوب الماء الآسن تمتلأ الخزانات مرة أخرى بعد " نزحها" بأيام ولا نقدر على التكلفة الباهظة والمستمرة لتفريغ خزانات الصرف الصحى، مما يضطرنا إلى التفريغ فى ترعة العمياء، وهو ما يجبرنا على التوسل للمسئولين بإدخال الصرف إلى عزبتنا . ومن جانبه أكد المهندس أحمد شعبان وكيل وزارة الرى ببنى سويف، أن التغطيات الخاصة بالترع شبه موقوفة، فسلبيات التغطيات أكثر من إيجابياتها، فالترع التى تغطى يصعب تسليكها وتحتاج إلى كبارى مفتوحة ويستخدمها الأهالى فى البناء فوقها والصرف بها، كما أن ترعة الأزهرى " الشهيرة بالعمياء" هى ترعة كبرى تعطى لفروع كثيرة منها بنى رضوان، وبليفيا، والدوالطة، وطحا بوش، والتغطية ستكون خيالية ولن يتحملها أحد، وبدلا من التغطية فعلى المجلس المحلى لبنى سويف، أن يحافظ على الترعة ببناء أسوار أسمنتية وحديدية حولها وتشجير أماكن إلقاء القمامة بها لتحسين البيئة، كما يجب على مسئولى الصرف بالمحافظة إدخال الصرف الصحى للمناطق التى تمر بها الترع لمنع تلوثها بالصرف الصحى وامتداد التلوث للزراعة وصحة الإنسان .
كما أوضحت المهندسة دينا عمر سليمان مدير عام نظم المعلومات بشركة المياه والصرف الصحى ببنى سويف، أن شكاوى أهالى عزبة حسن عيسى منذ عام 2007، ولكن المشكلة متعلقة بتوافر الاعتمادات من قبل الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، المنوط بها توفيرها وإدراج مشاريع الصرف الصحى للمناطق التى تحتاج للخدمة، فتخطيط مشروعات الصرف الصحى مسئولة عنه الهيئة، وخطة الدولة تقوم على إدخال مشاريع الصرف للقرى الأم أولاً، ثم بعد ذلك العزب ونحن فى بنى سويف لدينا 1028 عزبة لا نستطيع إدخال الخدمة بها قبل القرى وفى النهاية هى مشكلة اعتمادات .