"قومي المرأة" بالمنيا يناقش طرق التعاون المشترك مع الأجهزة التنفيذية    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 5-6-2024 في البنوك    افرحوا يا ستات.. سقوط أسعار الفراخ البيضاء اليوم 5 يونيو    الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للبيئة    التموين: هناك 4.3 طن ذهب دخلوا مصر خلال مبادرة زيرو جمارك    واشنطن: ننتظر رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار فى غزة    ليلة ساخنة في تل أبيب.. الحرائق تلتهم الأخضر واليابس وصواريخ حزب الله تدك المستوطنات    الخارجية: الجميع متوافق على وقف إطلاق النار والغموض يحيط بالرد الإسرائيلي    تعرف على عقوبة أفشة في الأهلي.. وموقفه من العودة للتدريبات    «معدومي الضمير وضموا لاعبين مبيعرفوش يباصوا».. ميدو يهاجم مسؤولين سابقين في الإسماعيلي    "الناجح يرفع إيده" رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الأقصر    محافظ الدقهلية: توفير إيواء مؤقت ومساعدات للأسر المتضررة بانهيار عقار ميت غمر    شديد الحرارة نهاراً ومعتدل ليلاً.. حالة الطقس اليوم    اليوم.. طلاب العلمي بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان الجبر والهندسة الفراغية    جميلة عوض تتصدر الترند بعد عقد قرانها على أحمد حافظ (صور)    ما سبب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة ؟.. الإفتاء: وصية الرسول    منها الحيض.. مركز الأزهر للفتوى يوضح جميع أحكام المرأة فى الحج    ما هو السن الشرعية للأضحية وهل يجوز التضحية بالتي لم تبلغ السن؟.. الإفتاء توضح    برلماني: سنظل في الوضع الاقتصادي السيئ مع استمرار قيادة مدبولي    المصري البورسعيدي يكشف موعد الإعلان عن الملعب الجديد في بورسعيد    تعادل إيطاليا مع تركيا في مباراة ودية استعدادًا ليورو 2024    عبدالله السعيد: انتقلت إلى الزمالك بالعاطفة.. وأريد الاعتزال بقميص الأبيض    النائبة مها عبد الناصر تطالب بمحاسبة وزراء الحكومة كل 3 أشهر    «هنلعبوا السنيورة».. أحمد فهمي يطرح بوستر فيلم «عصابة الماكس» استعدادًا لطرحه في عيد الأضحى    برلمانية: نحتاج من الحكومة برامج مٌعلنة ومٌحددة للنهوض بالصحة والتعليم    دونجا: جمهور الزمالك "بيفهم كورة".. ولا توجد أزمة مع حسام حسن    فجور عصابة العسكر ..الشارع المصري يغلى بسبب العيش والحكومة تستعد لرفع أسعار الكهرباء والبنزين    3 عقوبات أمريكية في انتظار «الجنائية الدولية».. فما هي؟    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    جورجيا تعتزم سن تشريع يمنع زواج المثليين    الإفتاء تحذر المصريين من ظاهرة خطيرة قبل عيد الأضحى: لا تفعلوا ذلك    أحمد كريمة: من يعبث بثوابت الدين فهو مرتد    وفد «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية يصل القاهرة لاستعراض الأوضاع الحالية في غزة    إعلام فلسطيني: شهداء ومصابين في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلا وسط غزة    استغلالا لزيادة الطلب، ارتفاع أسعار سيارات شيري تيجو 7 المجمعة محليا والتطبيق اليوم    إبراهيم عيسى: المواطن يشعر بأن الحكومة الجديدة ستكون توأم للمستقيلة    نبيل عماد يكشف حقيقة خلافه مع حسام حسن    طريقة عمل البرجر، بخطوات سهلة ونتيجة مضمونة    البابا تواضروس: بعض الأقباط طلبوا الهجرة خارج البلاد أيام حكم مرسي    برلمان سلوفينيا يوافق على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة    «شديد السخونة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف موعد انخفاض درجات الحرارة    البابا تواضروس: حادث كنيسة القديسين سبب أزمة في قلب الوطن    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    محافظ المنوفية: تفعيل خدمة المنظومة الإلكترونية للتصالح بشما وسنتريس    سم ليس له ترياق.. "الصحة": هذه السمكة تسبب الوفاة في 6 ساعات    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    البابا تواضروس ل"الشاهد": بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج الحمل    البابا تواضروس: التجليس له طقس كبير ومرسي أرسل رئيس وزراءه ذرًا للرماد    إعدام 3 طن سكر مخلوط بملح الطعام فى سوهاج    "تحريض على الفجور وتعاطي مخدرات".. القصة الكاملة لسقوط الراقصة "دوسه" بالجيزة    البابا تواضروس يكشف تفاصيل الاعتداء على الكاتدرائية في عهد الإخوان    حمو بيكا يهدي زوجته سيارة بورش احتفالا بعيد ميلادها (فيديو)    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج الثور    وزارة الصحة: نصائح هامة يجب اتباعها أثناء أداء مناسك الحج    مع اقتراب عيد الأضحى.. 3 طرق فعالة لإزالة بقع الدم من الملابس    عيد الأضحى 2024 : 3 نصائح لتنظيف المنزل بسهولة    مؤسسة حياة كريمة توقع اتفاقية تعاون مع شركة «استرازينيكا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوتين..‏ دموع الفرح والعودة إلي عرش الكرملين
نشر في الأهرام اليومي يوم 07 - 03 - 2012

لاول مرة‏..‏ ظهر فلاديمير بوتين الرجل الاقوي في روسيا امام شعبه وقد انزلقت دمعته علي خده خلال احتفالاته مع الآلاف من أنصاره ومؤيديه علي مقربة من الكرملين عقب الاعلان عن فوزه في الانتخابات الرئاسية بفترة ولاية ثالثة. دموع الفرح والامتنان تساقطت رغما عنه لتكشف عن لمحة ضعف انساني في حياة القيصر قبل أن يستعيد توازنه ويعود ليكيل اتهاماته الي خصومه في الخارج ممن يتهمهم بالتدخل في شئون الوطن من خلال حركات المعارضة التي صار يموج بها الشارع الروسي.
يعود بوتين الي الكرملين محاطا بالكثير من التوقعات والمخاوف التي تتباين بقدر تباين مواقع القوي السياسية في الساحة الروسية ووسط حركة احتجاج قوية خرجت للتشكيك في فوزه في الانتخابات الاخيرة. فهناك من يربط عودة بوتين مع احتمالات انزلاق المعارضة الي جولات طويلة من المواجهة وهي التي بادرت بالخروج الي الشارع احتجاجا علي اعادة انتخابه رئيسا لفترة ولاية ثالثة تطالب برحيله وتنادي بالتغيير ما يجعل البعض يتوقع أن تكون هذه العودة بداية النهاية لمرحلة البوتينية التي طالما أقلقت خصوم روسيا بما اتسمت به من تشدد وحسم تجاه مصالح الطغمة المالية والحد من نفوذها في الساحة السياسية وبما اكدته من ثوابت جديدة للسياسة الروسية الخارجية تقوم علي اعلاء اولوية المصالح الوطنية. وعلي النقيض من ذلك, هناك من يعتبر هذه العودة مؤشرا نحو ترسيخ مواقع القيصر مع القليل من الرتوش التي قد تتمثل في بعض الاصلاحات الدستورية من خلال ما بدأه سلفه ميدفيديف من خطوات مصالحة مع المعارضة تستجيب لبعض طموحاتها نحو المزيد من الحريات والتخفيف من حدة القيود التي سبق وفرضها بوتين علي تحركاتهم وحالت دون تقنين وجود منظماتهم خلال ولايتيه السابقتين.. لكن هناك ايضا من يري في هذه العودة سبيلا إلي استكمال مسيرة بوتين علي طريق استعادة مواقع الدولة العظمي علي خريطة السياسة العالمية اضافة إلي ما سبق واتخذه من خطوات وحدوية مع بعض بلدان الفضاء السوفييتي السابق ومنها بيلاروس وقزخستان بما يمكن معه لملمة ما بقي من أطراف الثوب السوفييتي. إذن التوقعات كثيرة لكنها تنطلق كلها من معطيات الحاضر التي تقول ببعض الارتباك علي الصعيد الداخلي الذي يتشابك مع تعقيدات الاوضاع الدولية. ولعل المتابع لنتائج الانتخابات يستوضح حقيقة ان هناك ما يقرب من نصف الناخبين أو أقل قليلا اعرب عن رغبة في التغيير وهي نسبة تحتم علي بوتين الاعتراف بها ومراعاة رغباتها وطموحاتها وهو الذي عرفنا عنه براجماتية التوجه والتفكير, في نفس الوقت الذي يبدو فيه غير مفرط في مصالح الوطن ما سبق واعلن عنه بكل القوة في خطابه الناري الشهير الذي القاه في ميونيخ في مؤتمر الأمن الاوروبي في فبراير2007 واعلن فيه رفضه لهيمنة القطب الواحد وضرورة التصدي لانفراد قوة بعينها بالقرار واحترام الشرعية الدولية.
دموع الفرحة بالفوز
أما عن تكرار ما قيل حول ان بوتين ضابط مخابرات وكأنما ذلك سبة في جبين الرجل فهو قول ممجوج علي حد اعتقاد كثيرين ممن يرون في مثل هذه المهنة الكثير مما ينبغي احترامه مثلما فعل كولين باول أحد أبرز رجالات المؤسسة العسكرية الامريكية ووزير الخارجية الاسبق الذي قال في حديثه إلي بي بي سي ان بوتين ابن مؤسسة كي جي بي ويجب التعامل معه من هذا المنطلق وبما يستوجب ايضا احترام تاريخه وهو قول مشابه لما قاله هنري كيسينجر الثعلب الأمريكي العجوز حين التقي بوتين في أولي سنوات حياته الوظيفية المدنية في سان بطرسبورج في مطلع تسعينيات القرن الماضي حول ان كل المحترمين بدأوا حياتهم بين جنبات اجهزة المخابرات, معترفا انه كان من بين هؤلاء, وكان بوتين شعر بالحرج من الكشف لضيفه الامريكي عن حقيقة ماضيه. وبغض النظر عن الوظيفة وواجباتها فان المنهج الذي اختاره بوتين حين قبل خلافة بوريس يلتسين حقق له التوازن المطلوب لتصفية ما صادفه من عراقيل من جانب فلول الماضي من اقطاب اللوبي اليهودي الذين سبق واحاطوا بيلتسين, وللتفرغ لبناء الدولة التي كانت علي شفا الانهيار.. وكان بوتين قد اعتمد في مواجهته لفلول النظام اليلتسيني ومعظمهم كانوا من المغامرين الذين اثروا في غفلة من الزمن اعتمادا علي سياسات خاطئة للخصخصة, علي رفاق السلاح ممن استدعاهم من مدينته الأم سان بطرسبورج ليبدأ معهم معركته مع ابرز رجال اللوبي اليهودي المالي من أمثال فلاديمير جوسينسكي امبراطور الإعلام وأول رئيس للمؤتمر اليهودي الروسي وبوريس بيريزوفسكي وميخائيل خودوركوفسكي الذي كان قاب قوسين او ادني من تنفيذ انقلابه ضد بوتين من خلال تمويل عدد من النشطاء والحركات والاحزاب السياسية لتشكيل مجلس الدوما في2004, والتفريط في مستقبل روسيا من نفط وغاز عبر صفقة مشبوهة بين شركته يوكوس مع اكسون موبيل الأمريكية.ولعله يكون مناسبا بهذا الصدد الاستشهاد بما وصفت به جيفوركيان فلاديمير بوتين: انه ممثل بارع. لقد رأيته يوم كان فولوديا( اسم التدليل لفلاديمير) الهادئ الذي كانوا يتلاعبون به كما الدمية قبل توليه مقاليد الولاية الاولي, لكنني شاهدت ايضا نظراته الي كل من كان يتصور انه سيواصل التلاعب به لاحقا. اذن هو اعتراف ضمني بقدرات مكنونة علي توجيه ضربات انتقامية مضادة, ومن هذا المنظور نذكر لبوتين ما اتخذه من اجراءات لمواجهة تغلغل المنظمات الاجنبية تحت ستار دعم منظمات المجتمع المدني في روسيا تمثلت فيما اصدره مجلس الدوما من قوانين تنظم هذه العملية.
هذا هو بوتين الذي عاد ليستهل لقاءه مع انصاره ومؤيديه ليلة الاثنين الماضي عقب الإعلان عن فوزه في الانتخابات الرئاسية باعلان التزامه بتنفيذ كل ما تعهد به من وعود سبق واودعها مقالاته السبع المنشورة في معرض حملته الانتخابية كبرنامج للتغيير في الفترة المقبلة صوب روسيا عصرية ديموقراطية خالية من الفساد الذي استشري في كل مناحي الحياة في روسيا. وفور فوزه أعلن بوتين عن استعداده للجلوس مع كل معارضيه في اطار مصالحة عامة تقتضيها المصالح العليا للوطن وبما يتفق وتعزيز التفاؤل التاريخي الذي يراود الملايين من ابناء الدولة الروسية دون الوقوع في شرك الحنين إلي الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.