تداعيات الهجوم على مجلة «شارلى إبدو» مازالت تلقى بظلالها السلبية على أطراف عديدة فى أوروبا فهناك حديث عن تعديل اتفاقية «شينجِن» الخاصة بإلغاء مراقبة الحدود بين بلدان اوروبا الى جانب توقع إصدار قوانين على شاكلة قانون «باتريوت اكت» الامريكى الذى صدر عقب اعتداءات سبتمبر وهذه القوانين ستكون بالتأكيد مقيدة للحريات والانتقال بين بلدان أوروبا وانتهاكا لخصوصية الافراد هناك بدعوى مواجهة الإرهاب الإسلامي. لكن تظل خسائر المسلمين فى أوروبا أكبر بكثير، خاصة بعد ان اعطت الجماعات المتطرفة التى تتحدث باسم الإسلام المبررات للغرب للإساءة لكل ما هو اسلامى وذبح المسلمين ماديا ومعنويا فى اوروبا وعلى الجانب الآخر هناك ربحوا لما جرى فى باريس يستثمرونه الآن لمصالحهم، فمجلة «شارلى إبدو» نفسها التى تأسست منذ نصف قرن تحاول استغلال شهرتها بعد الحادث لإصلاح وضعها المالى المتدهور لترفع توزيعها من 40 ألف نسخة، الى ثلاثة ملايين وب 16 لغة منها العربية. اما الأحزاب الراديكالية الأوروبية فقد جاءتها الفرصة لطرد العرب والمسلمين من أوروبا وتحويل أوروبا الى معسكرين احدهما مسيحى غربى واخر إسلامى عربي، ومد الصراع الى خارج اوروبا. من ناحية أخرى لم يفت إسرائيل أيضا استغلال الحدث والصيد فى الماء العكر حيث طالب بنيامين نيتانياهو يهود فرنسا بترك فرنسا لافتقادهم الأمان فيها، والهجرة الى إسرائيل، الى جانب مشاركته فى مسيرة باريس ضد الإرهاب متناسيا انه نفسه يمثل إرهاب دولة بالكامل. اما بعض وسائل الإعلام الغربية فهى تحاول قيادة حملة كراهية ضد الإسلام وإلصاق تهمة الإرهاب به، فى حين تتجاهل حوادث إرهابية عديدة اقترفها متطرفون أو عنصريون مسيحيون كان من اخطرها على الاطلاق تفجير أوكلاهوما سيتى قبل احداث 11 سبتمبر بست سنوات، عندما قاد الإرهابى تيموثى ماكفيج سيارة مملوءة بالمتفجرات فى اتجاه مبنى حكومي، مما أسفر عن مقتل 168 شخصا، و بذلك يغفل الاعلام الغربى عن حقيقة هى ان الإرهاب بلا وطن ولا دين. لمزيد من مقالات نبيل السجينى