فى الوقت الذى تتأهب فيه أوروبا لاستقبال أسوأ موجة من الإرهاب، تلقت واشنطن سلسلة من الضربات المتتالية، فقد وضعت شرطة نيويورك قواتها على أهبة الاستعداد إثر تلقيها رسالة معادة تم بثها فى شهر سبتمبر 2014 تحذر من استهداف تنظيم "داعش" الإرهابى لعناصر الشرطة والمخابرات وجنود الجيش والمدنيين أيضا فى كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا. ورصدت شبكة "سى إن إن" الإخبارية مذكرة داخلية فى إدارة شرطة نيويورك تطالب قواتها بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أى هجمات إرهابية، على ضوء الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس خلال الأيام الماضية. كما أصدر كل من مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بى آي" ووزارة الأمن الداخلى تحذيرات مماثلة لقوات الشرطة فى جميع أنحاء البلاد، لترافق التهديدات الإرهابية السابقة التى أطلقتها داعش والقاعدة من قبل. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه جيه جونسون وزير الأمن الداخلى الأمريكى عن تعزيز إجراءات الأمن والمراقبة فى محيط المبانى الحكومية والمطارات إثر اعتداءات باريس، مؤكدًا أن "المرحلة تقتضى تيقظا متناميا". وتزامن ذلك مع اندلاع حالة من الفوضى والذعر فى إحدى محطات مترو أنفاق واشنطن ، عندما ملأ دخان كثيف محطة المترو، مما أسفر عن وفاة سيدة وإصابة أكثر من 48 شخصا بحالة إعياء شديد مما دفع السلطات المحلية لفتح تحقيق عاجل حول الحادث ولم يتبين حتى الآن أسباب انبعاث الدخان. وفى ضربة إعلامية محرجة للجيش الأمريكي، تعرضت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لأسوأ هجوم إليكترونى فى تاريخها، حيث شن متعاطفون مع داعش عملية قرصنة إليكترونية على حسابى القيادة المركزية الأمريكية على موقعى "تويتر" و"يوتيوب". وفتح مكتب التحقيقات الفيدرالية بالفعل تحقيقا موسعا حول الحادث بالتعاون مع البنتاجون، فى حين سارع الجيش الأمريكى لإصدار بيان عاجل يؤكد أنه لم يتم نشر أى معلومات أو بيانات مصنفة على الإنترنت بعد عملية القرصنة التى لم تستغرق أكثر من 30 دقيقة، مؤكدا أن العملية لم تؤثر على الشبكات العسكرية الأمريكية. ونشر القراصنة لافتة باللونين الأسود والأبيض مع صورة لمقاتل واسم المجموعة "سايبر خلافة" وعبارة "أنا أحب داعش" بدلا من الشعار المعتاد للقيادة العامة على تويتر. وفى ضربة محرجة أخرى لأمريكا، كشفت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية عن أن أحمدى كوليبالى منفذ الهجوم على المتجر اليهودى فى باريس على اللائحة الأمريكية للإرهابيين. فقد نقلت عن مصدر أمريكى مسئول تأكيده أن كوليبالى كان على هذه اللائحة "منذ بعض الوقت". وأوضحت سى إن إن أن التكفيرى البالغ من العمر 32 عاما مدرج على قائمة أهم وأخطر الإرهابيين والتى تضم حوالى مليون اسم. وفى ضربة دبلوماسية، اعترف جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الابيض بأنه كان على الولاياتالمتحدة إرسال مسئول رفيع المستوى للمشاركة فى مسيرة باريس، التى شارك فيها عدد من زعماء العالم فى العاصمة الفرنسية باريس للتنديد بالهجمات الإرهابية. وعلل إرنست التخاذل الأمريكى بأن الإعلان عن تنظيم المسيرة كان على عجل ، مؤكدا أن الرئيس الأمريكى باراك اوباما كان يود المشاركة فى مسيرة باريس إلا أن الوضع الأمنى لم يسمح بذلك.