يظن البعض خطأ.. أن عقل المرأة وعلي حد تعبير العامة «علي قدها» وأن قدرتها العقلية أقل من الرجل بكثير، و لهذا فهي- ومن وجهة نظرهم- في مكانة أقل من الرجل. ولكن الحقيقة غير ذلك فقد أثبتت الدراسات و البحوث العلمية أن عقل المرأة يتميز بالتفوق عن عقل الرجل في كثير من المجالات إذا ما أتيحت له الفرصة علي العمل والابداع، أو لنقل إذا لم تطغ عليه العواطف الزائدة، والدليل علي ذلك ما أكدته دراسة أجراها لغويون إنجليز بأن المرأة تستخدم التعبير في اتجاه العمق بينما الرجل يستخدمه في البعد، و ضربوا مثلا لذلك بأن المرأة إذا عبرت عن رؤيتها للبحر مثلا فإنها تقول: ان البحر جميل جدا، بينما يصفه الرجل بالواسع، وهذا يدل كما يقول د. الصاوي أحمد العميد السابق لكلية الآداب جامعة قناة السويس علي تعميق صفات البحر عند المرأة، وتفكير الرجل يدل علي التفكير البعيد المدي، و يؤكد أن كليهما يستخدم العقل و لكن لكل منهما اتجاهه و هذا يرجع إلي أن مخ الرجل أوسع من مخ المرأة حيث يزيد عنها بمقدار مائة جرام، ومن حيث الحجم فهو يزيد بمعدل مائتي سنتيمتر مكعب،ونسبة وزن مخ الرجل إلي جسمه 1-40 بينما نسبة وزن مخ المرأة إلي جسمها يبلغ 1-44 فحسب. المرأة المنشغلة كما تشير الدراسات إلي أن المرأة عندما تفكر تستخدم جميع خلايا المخ، أما الرجل فيستخدم بعضها، وهذا يرجع إلي أن الألياف العصبية في الدماغ عند المرأة أكثر سمكًا من الرجل، مما يتيح لها تدخلا أكثر بين الحس العاطفي الموجود في الجزء الأيمن من الدماغ مع الجزء الأيسر وهو التفكير المنطقي لذلك يقوم دماغ المرأة بعمليات الاتصالات أكثر من الرجل. ومن أسباب الاختلاف بين عقل المرأة و عقل الرجل، كما أكدت الدراسات أنه بالرغم من أن الخلايا في عقل الرجل تزيد علي تلك التي في عقل المرأة بحوالي 4%، إلا أن عقل المرأة يتميز بزيادة شبكات الاتصال أكثر من الرجل، وهذا يعني أن النساء أكثر تأثرًا بالتجارب العملية من الرجل و أكثر احتفاظًا و تذكرًا لها. و لهذا فهي من الصعب أن تنسي ما حدث لها، وبالذات التجارب المؤلمة، وهنا يمكننا القول إن عقل المرأة إذا تخلص من سيطرة العواطف الزائدة عن الحد استطاع أن يكون أكثر قدرة من عقل الرجل في التغلب علي كثير من الأمور، ولهذا نجد بعض النساء اللاتي لديهن العواطف والمشاعر ضعيفة أو محجمة أو غير مستغلة تكون القدرة العقلية عندهن قوية، ويستطعن التفوق علي الرجال في كثير من القضايا الفكرية، والثقافية والسياسية و قيادة المؤسسات والبحث العلمي. ولهذا فالنساء ثلاثة أنواع :- الأول: إما أن تكون عقلانية بدرجة كبيرة، وهنا تكون عواطفها ومشاعرها ضعيفة أو غير مستغلة أو غير فعالة. الثاني: أو أن تكون عاطفية جدًا وذات مشاعر وقادة، وهذا علي حساب قدراتها العقلية. الثالث: أو تكون متوسطة العقل والعواطف حسب طبيعتها الحقيقة، وهذه هي المرأة الطبيعية التي تجمع بين خصائصها العقلية و العاطفية الطبيعية التي خلقت من أجلها. وتجدر الإشارة هنا إلي أن معظم النساء لسن ثابتات علي حالة واحدة من هذه الحالات بل يمكنهن أن يتقمصن هذه الحالات الثلاث في اليوم الواحد عدة مرات حسب الحالة المزاجية والبيولوجية والنفسية لهن، فإذا كانت عواطفها منشغلة أو مشتعلة فإنها تلقائيا تلغي التفكير العقلي عندها، و«العكس صحيح»، أما إذا كانت العواطف والمشاعر معتدلة أو في معدلها الطبيعي استطاعت الاعتدال في كل أمورها و أحوالها، وهذا هو الأمر الطبيعي لدي المرأة وغير ذلك يعتبر غير مألوف. فاختاري سيدتي.. أي امرأة اليوم ترغبين أن تكوني؟