يلعب التعاون بين بلدان الجنوب دورا أكبر من أى وقت مضى فى معالجة انعدام الأمن الغذائى. ويعد الطلب العالمى على حلول التنمية فى الجنوب، التى تم اختبارها وأثبتت فعاليتها، مرتفعا فى كل الأوقات. ويأتى هذا التعاون بين بلدان الجنوب كوسيلة فعالة من حيث التكلفة لتبادل حلول التنمية وتعزيز القدرات.كما تلعب منظمة الأغذية والزراعة( الفاو) دورا رئيسيا فى تنسيق التعاون بين بلدان الجنوب بغرض تحقيق الأمن الغذائى والحد من الفقر وتطوير الزراعة المستدامة. و أكد جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة أن المنظمة تركز جهودها على عدة محاور أهمها تنسيق تبادل حلول التنمية ، وتوفير التوجيه والدعم العملى و تعزيز إدارة المعارف وربط مزودى الحلول فيما بين بلدان الجنوب بطالبى تلك الحلول (العرض والطلب)، وزيادة المشاركة بالمعرفة بين مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة ، بما يشمل الحوار وتعبئة موارد أوسع نطاقا وتسليط الضوء على قيمة التعاون بين بلدان الجنوب.
وأضاف ان العديد من البلدان النامية تواجه تحديات مماثلة فى مجال الأمن الغذائى والتنمية الزراعية والريفية، وفى كثير من الحالات تتشابه الظروف الجغرافية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية بين الدول.
وكان جوزيه غرازيانو قد أكد خلال المؤتمر الدولى الأول للتعاون بين بلدان الجنوب الذى عقد مؤخرا فى مراكش على أهمية التعاون المتوازى بين بلدان الجنوب لمواجهة تحديات التنمية المستدامة، مشيرا الى أن التشابه فى الظروف يجعل من السهل التكيف وتطبيق التجارب الناجحة مع الواقع المحلى.
و أضاف غرازيانو ان دور المنظمة يتمثل فى تسهيل عملية تقاسم وتبادل الخبرات وحلول التطوير بين الدول ، ومن جهتها ستقدم الفاو دعما طويل الأمد يخدم برنامج التعاون بين بلدان الجنوب. وهو البرنامج الذى يعمل منذ عام1996 على تحديد الخبرة المطلوبة فى كل بلد، ومساعدة البلدان التى يمكن أن تستفيد من بعضها البعض على التواصل، وهو ما ساعد على نشر أكثر من 1800 خبير وفنى فى أكثرمن 50 دولة على الأرض.
وخلال المؤتمر ناقش وزراء الزراعة وممثلون رفيعو المستوى من أكثر من عشرين دولة إفريقية سبل إدارة موارد المياه والتمويل والابتكار فى الزراعة الأسرية، بالإضافة إلى بناء تعاون أقوى يستند إلى تبادل الخبرات والتحديات المشتركة .
وقد أكد غرازيانو دا سيلفا أهمية تبادل وجهات النظر لمفهوم التعاون الدولى، حيث إنها "علاقة بين دول متساوية تكسر الانقسام التقليدى بين المانحين والمتلقين"على حد تعبيره.
وأشار إلى أن هذا النهج عرف على نطاق واسع كأداة فعالة من حيث التكلفة لتبادل مبادرات التنمية المحلية.
وخلال حديثه فى المؤتمر شدد غرازيانو دا سيلفا على أهمية الزراعة العائلية، مشيرا إلى أنها العمود الفقرى للاقتصاد فى الريف والمفتاح لمكافحة الفقروانعدام الأمن الغذائى.
كما أكد أيضا العلاقة بين انعدام الفرص الاقتصادية بين الشباب فى المناطق الريفية، و أزمة الهجرة فى منطقة البحر الأبيض المتوسط وخارجها، داعيا إلى ضرورة تنفيذ الإجراءات التى تعطى فقراء الريف الفرص حتى يعيشوا حياة كريمة داخل مجتمعاتهم بالقرب من أسرهم، وأشار إلى أن اهتمام الفاو بالتعاون بين بلدان الجنوب أدى إلى تحول تنظيمى أكبر شهدته المنظمة خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل مركز ومنظم و أكثر كفاءة نحو تحقيق النتائج.
كما جدد تأكيده التزام الفاو بدعم المزارعين الأسريين، ليس فقط من خلال السنة الدولية للزراعة الأسرية لعام 2014، ولكن من خلال برنامج التعاون بين بلدان الجنوب لدعم المزارعين المحليين فى تحقيق الأمن الغذائى والنظم الغذائية المغذية للجميع.