بهدف استعادة رونقها وجمالها؛ شهدت الإسكندرية طيلة الأيام الماضية اجتماعات مكثفة عقدها محافظها طارق مهدى بحضور المسئولين التنفيذيين ورؤساء الأحياء وأعضاء لجنة التنمية والبيئة ومسئولى شركة النظافة وممثلى منظمات المجتمع المدنى. لبحث القضاء على مشكلة القمامة، التى تبلغ نحو 4400 طن يومياً، يتم جمع ألف منها فقط، إذ تقرر السماح لثلاثة مصانع باستغلال 1800 طن قمامة بالإسكندرية يوميا. وفي الاجتماعات، طالب المحافظ بتطبيق تجربة عملية بإحدى مناطق حى وسط، وقد حققت نجاحاً كبيراً، ووجه بإبرام برتوكولات مع بعض شركات الأسمنت لاستخدام جزء من المخلفات كبديل للوقود، وتعميم جمع القمامة من المنبع بتشغيل عمالة باليومية، والاستعانة بشباب الخريجين والجمعيات الأهلية للمشاركة فى المنظومة. كما طالب بعمل حوافز لشراء المواد المعاد تدويرها منهم بسعر مجزٍ، بواسطة الشركات الكبرى المتخصصة فى صناعة الكرتون والبلاسيك مع توفير 16اتروسيكلا«، وعدد من العربات الصغيرة للمرور فى الشوارع الجانبية، وإزالة الحواجز والسلاسل الحديدية التى وضعها السكان لركن سياراتهم أمام المنازل التى يسكنونها، وفرض غرامات عليهم تصل إلى 700 جنيه حتى لا تعوق دخول سيارات جمع القمامة. وفى بداية اجتماع لتنفيذ التوصيات التى أقرتها لجنة التنمية والبيئة، قال اللواء طارق مهدى: إنه تم البدء فى تنفيذ المنظومة بحى، وسط بتقسيمه إلى 36 مربعاً سكنياً بإسناد جمع القمامة من الوحدات السكنية مباشرةً إلى 190متعهداً مسجلين بالحى، الذى صدرت لهم أيضاً بطاقات هوية ليكونوا معروفين للسكان. وأضاف أن المحافظة قامت بحملات لضبط النباشين، والتحفظ على التروسيكلات، وعربات الجر التى يستخدمونها، مع غلق بعض المحال التى تعمل فى فرز القمامة، وتنفيذ 288 تحفظاً بحى المنتزه، وتغطية 100مربع بحى شرق من بين مائتين. وجار اعتماد عددٍ من المتعهدين لتغطية الحى بالكامل. وأشار إلى أن شركات الأسمنت عرضت مشروعاً لاستخدام القمامة فى أفرانها لتوفير الوقود مع قيام الشركة بتجهيز مكان الفصل القمامة، وإعادة استخدامها، على أن تقوم الشركة المتعاقدة بإدارة هذه المنظومة فى مصنع اأبيس 1ب بحيث تصل إلى المخلفات مباشرةٍ هناك. وقد تقرر تنفيذ ذلك بدايةً من شهر مارس المقبل. ومن جهته أكد المهندس محمد رجب منسق عام لجنة التنمية أنه تقرر شراء كيلو البلاستيك من الشباب والمتعهدين بسعر جنيهين، وأنه تم تصميم مليونين و500 ألف ملصق للإرشادات الخاصة بمنظومة النظافة، إذ يتم توزيعها فى الشوارع والعقارات ووسائل النقل العام والمحال التجارية؛ لتوعية المواطنين. وشدد على أن قاطنى المناطق الشعبية يتعاملون مع المنظومة أفضل من الأحياء الراقية، وأنه تم توفير 5 آلاف سلة مهملات توضع على أعمدة الإنارة بمختلف المناطق وعربات الترام، مشيرا إلى أنه تم تغيير مسارات سير عربات جمع القمامة مع التركيز على المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية 0 أما المهندس إبراهيم مسعود مسئول لجنة البيئة فقال إن إجمالى القمامة التى يتم جمعها يومياً من الإسكندرية يبلغ 4 آلاف و400 طن، وكان التعامل خلال الفترة الماضية يتم فقط مع ألف طن منها، مما ترتب عليه تراكم القمامة بالشوارع، وحول صناديق جمعها، ولكن منذ بداية تنفيذ المنظومة، تتم الاستعانة بألفي متعهد على مستوى مناطق المدينة، وتوصيل 400 طن لمصنع «أبيس»1 و600 طن لمصنع «أبيس2» و800 طن لمصنع «الزياتين» المتوقف حالياً لأسباب فنية. وأضاف أنه تقرر تشغيله قريباً ليتم القضاء نهائياً على مشكلة القمامة، بالتعامل مع جميع الكميات بشكل علمى وبيئى عالمى سيكون له مردود اقتصادى واجتماعى لم تشهده أي مدينة مصرية من قبل. ومن جهته، طالب الدكتور عماد عبدالوهاب (أحد منسقى لجنة التنمية) المحافظ بزيادة عدد موظفى الأحياء لمتابعة تنفيذ منظومة النظافة، وعلى الفور أصدر توجيهات لرؤساء الأحياء السبعة بتخصيص كل حى لعشرة موظفين للمتابعة الدورية والاستجابة الفورية لشكاوى المواطنين. والأمر هكذا، ناشد المواطنين -خاصةً بالأحياء الراقية- التعاون مع شركة النظافة فى جمع القمامة من المنازل، للحفاظ على المظهر الحضارى للشارع السكندرى.