يعول على الإعلام المصرى خلال المرحلة الراهنة القيام بالعديد من الأدوار فى مرحلة البناء الحالية والتنمية الشاملة على جميع مساراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويناط بالإعلام المصرى ضمن جهوده فى تحديث ثقافة المجتمع المصرى القيام بالعديد من الأدوار فى دعم ثقافة الإنصاف فى سياسات التعليم العالى فى مصر على مستوى العديد من المحاور. ويأتى فى مقدمة أدوار الإعلام المصرى دعم ثقافة الأسرة المصرية الريفية لتشجيع التحاق الفتيات بالجامعات والمعاهد العليا، فلا تزال الفجوة واضحة على مستوى مقارنة التحاق الذكور والإناث بالتعليم الجامعى على مستوى الريف المصرى لمصلحة الذكور. وكذلك التشجيع على إنشاء جامعات إقليمية تغطى الأطر الجغرافية المختلفة للمجتمع المصرى بما يحقق الإتاحة من ناحية ويلبى احتياجات المجتمع المحلى من ناحية أخرى ،ودعم هذه الجامعات الناشئة بالموارد البشرية والمادية اللازمة لتفعيل دورها مستقبلاً. كما أن التعليم العالى فى مصر فى حاجة ماسة لدور الإعلام فى تشجيع الأسر المصرية على إلحاق أبنائها بالتعليم الفنى باعتباره يمثل قطب الرحى فى عملية التنمية والبناء، وتسليط الضوء بشكل مستمر على احتياج المجتمع ومشروعاته المختلفة إلى خريجى التعليم الفني. كما أن مشاركة المجتمع الفاعلة فى دعم التعليم العالى رهن بدور فاعل لوسائل الإعلام من خلال حملات إعلامية منظمة وبرامج وحوارات كثيرة تدعو إلى تفعيل دور المجتمع فى دعم التعليم العالي. خاصة من جانب القطاع الخاص والمجتمع المصري، الذى يمكن أن يقدم الكثير فى جوانب دعم التعليم العالي، من خلال توفير فرص التدريب العملى للطلاب بالمصانع والشركات والمشروعات الاقتصادية المختلفة، وتوفير المنح الدراسية للمتفوقين ودعم صناديق التكافل الاجتماعى للطلاب غير القادرين ودعم البنية التحتية والمرافق للجامعات الحكومية، والاهتمام باختراعات ومشروعات تخرج الطلاب المتفوقين فى مختلف التخصصات العلمية. ويمكن للإعلام المصرى أن يسهم بدور أكثر فعالية فى تشجيع الاتجاهات المعاصرة فى التعليم من خلال تطوير دور البرامج والقنوات التعليمية فى تقديم خدمة تعليمية أكثر جاذبية وقدرة على التفاعل والتواصل مع الدارسين، وكذلك تشجيع التعليم الإلكتروني، وتقديم المقررات الدراسية من خلال التعليم الإلكتروني، والتسويق لبرامج التعليم الأكثر استجابة لسوق العمل، والأكثر قدرة على الارتباط بالاحتياجات المحلية. إضافة إلى ما تقدم، يمكن أن يطور الإعلام ثقافة المجتمع لتتقبل وضع الدعم المقدم للتعليم العالى فى إطاره الصحيح، فليس من المنطقى تقديم الدعم لطالب راسب عدة سنوات، لأن ذلك يعد إهداراً للمال العام. كما أن توفير هذه المبالغ يمكن أن ينتفع به فى دعم مجالات تعليمية أخرى. لمزيد من مقالات د . عادل عبد الغفار