انظر حولك فى عام واحد وصلت الهند للمريخ وتمكن الروبوت كريوزيتى من رصد ملامح للحياة على سطح الكوكب الأحمر، تم إنزال أول مركبة فضاء على سطح مذنب، وشاعت تقنية الطابعات ثلاثية الأبعاد مات الآلاف بسبب فيروس إيبولا وغياب الوعى الصحى وانتشار الخرافة. من اليوم ومن واقع البحوث فى مجالات الروبوت والنانوتكنولوجى وعلوم الفضاء يرسم العالم مستقبله خلال العقود الخمسة المقبلة. انظر حولك جيدا فمصر تعانى سنويا من 200 ألف إصابة جديدة بفيروس سى وتضاعف معدل المواليد حيث زدنا 10 ملايين نسمة خلال 4 سنوات فقط وهو ما يعنى زيادة الإنفاق على التعليم والصحة من كاهل دولة مثقلة بالأعباء. انظر حولك وتدبر الأمر، ففرص البقاء شبه معدومة بدون تعليم جيد ومنظومة داعمة للعلوم والتكنولوجيا لتنقذ الوطن وتضعه على أول الطريق. عدد من المحطات الناجحة شهدها عام 2014 في إطار جهود مكافحة الفيروسات الكبدية بين المصريين وعلي رأسها الفيروس الكبدي سي. ومنها نجاح التفاوض علي توفير أحدث دواء لعلاج فيروس سي السوفوسبفير، إلي جانب تدشين الخطة القومية لمكافحة العدوي الكبدية بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية. ضمن الهدف الرامي لخفض معدلات الإصابة بفيروس سي من 10% إلي 1% فقط بحلول عام 2030. يكشف الدكتور وحيد دوس أستاذ الأمراض المتوطنة بقصرالعيني ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، عن أهم ملامح استراتيجية المكافحة خلال عام 2015، والذي يشهد توسعا في عدد المراكز المتاحة أمام المرضي من خلال تقديم الخدمة في مراكز للجامعات المصرية والهيئات ليرتفع إجمالي العدد إلي 50 مركزا بدلا من 26 مركز كبد تابعا لوزارة الصحة حاليا. أما علي صعيد العلاجات فبعد النتائج الطيبة التي حققها السوفالدي فالإتجاه إلي إتاحة المثيل المصري للجمهور في الصيدليات بسعر منخفض. حيث تمت الموافقة ل19 شركة من قبل وزارة الصحة لإنتاج العقار محليا عقب إتمام إجراءات واشتراطات التسجيل. وهي خطوة كما يفسرها الدكتور دوس تهدف إلى تعزيز الإتاحة والجودة والكفاءة وعدم التمييز بين المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية. ومن المأمول أن يتم علاج 300 ألف مريض خلال العام القادم بدون اشتراطات أوتحديد فئات. كما يتوقع أن يشهد النصف الأول من عام 2015 تسجيل أربعة عقاقير جديدة تتيح الاستغناء عن الإنترفيرون تماما وربما تغني أيضا عن الريبافيرن. كاشفا عن بدأ التجارب الإكلينيكية محليا عقب إتمام تسجيله في الخارج وبعد الأطمئنان التام لفعاليتها وأمانها قبل توفيرها للمريض المصري مثلما حدث مع عقار السوفالدي. وتمتاز هذه العاقير الجديدة بنسب فعالية أعلي تجاوز 90% مع أثار جانبية أقل. ويقول الدكتور دوس أن اللجنة تضع في أولوياتها للعام القادم إطلاق مشروع جديد لعلاج الأطفال المصابين بالفيروسات الكبدية بعد حسم الدليل العلمي علي فعالية بعض العقاقير الجديدة وبعد ثبات فعاليتها وأمانها. مشيرا إلي أنه توجد نحو ألف حالة إصابة جديدة بين الأطفال المصريين سنويا. الوجه الأخر للأستراتيجية القومية يتمثل في تقديم الدعم الوقائي إلي الدعم العلاجي للقضاء على الفيروس فى السنوات القادمة وذلك بالتعاون مع الشركاء الدوليين ومنظمة الصحة العالمية ومركز الوقاية ومكافحة الأمراض الأمريكي واليونيسيف والنمرو، مع فرق عمل تضم مختلف قطاعات وزارة الصحة والجامعات والخدمات الطبية في الوزارت المختلفة مثل الدفاع والداخلية. من خلال عدد من المحاور بداية من الترصد للوضع الحالي والمستقبلي للإصابات ومكافحة العدوي في المستشفيات وتوفير الدم الأمن والتطعيمات والكشف المبكر عن المرض. وبحسب الدكتورة منال السيد أستاذ الامراض الباطنة بطب عين شمس وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، تتبني الإستراتيجية برنامج قوي للترصد في مستشفيات الحميات للكشف عن الحالات الحادة للفيروسات الكبدية المختلفة وهي سي وب و أ وه وبعضها ينتقل عن طريق الدم او الطعام الملوث. هذا بالإضافة إلي العمل علي إعداد اللائحة التنفيذية للقانون المنظم لأمان الدم والذي يعود إلي عام 1961. وذلك بهدف ضمان توافر الدم الأمن الخالي من العدوي خارج نطاق مركزية بنوك الدم، وبالفعل تم الانتهاء من الخطة الارشادية الخاصة بها ووضع اليات التنفيذ. أيضا تم الانتهاء من وضع الميزانية الخاصة بخطة مكافحة العدوي علي أن تطبق في كل محافظة علي جميع القطاعات الصحية. ويدور الأن مناقشات علي اختيار محافظة أسوان للبدء بها كنموذجا للوصول إلي أفضل أليات التنفيذ ومن ثم تعميم ونقل التجربة إلي المحافظات الأخري تباعا. أما علي صعيد توفير التطعيمات فلأول مرة يتم تطعيم حديثي الولادة خلال 24 ساعة الأولي ضد فيروس بي، بعدما كان يقتصر علي تطعيم الطفل بداية من عمر شهرين وقد بدأت هذه التجربة بمحافظتي الاسكنرية والغربية. وكانت أهم الصعوبات هي نقص التوعية بأهمية التطعيم لمنع انتقال العدوي من الأم الحامل للوليد. إلي جانب تنفيذ برامج مسح للحوامل ضد فيروس بي وسي، وكذلك الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة لأكتشافهم وتحويلهم إلي المراكز لتلقي العلاج. وتكشف الدكتور منال عن اختيار مصر كأول دولة من قبل منظمة الصحة العالمية ليطبق بها مشروع الحقن ذاتية التدمير كإتجاه عالمي نحو تعميم إستخدام هذه الحقن الآمنة في السنوات القليلة القادمة. وينتظر الإعلان عنه خلال عام الربع الأول من 2015. وهي نوع من الحقن مصنوعة بتكنيك يسمح بإستخدامها مرة واحدة فقط ولايمكن من إعادة تدويرها بعد الحقن. وبذلك تعتبر وسيلة هامة لمنع إساءة إستخدام الحقن بتكرار حقنها لأكثر من مريض، أو لتجنب الوخز عن طريق الخطأ بالنسبة لأفراد الطاقم الطبي. وتشير الدكتورة منال إن المشروع يتضمن نقل معرفة كيفية تصنيع هذه الحقن إلي الجانب المصري لحين نشر الوعي الكافي وإتاحة الوقت للمصانع المحلية لإنتاج هذه النوع من الحقن. كما تؤكد علي أهمية تزامن الجانب التوعي مع خطة الوقاية لمكافحة انتقال العدوي سواء بتغير سلوك العاملين في القطاع الصحي للتعامل الآمن مع المرضي، وأيضا لتوعية المرضي وذويهم سواء لعدم الإصابة ثانية أوتجنبا لنقل العدوي لعائلة المصاب أوالمحطين به، كذلك توعية أفراد المجتمع ككل بأهمية وطرق مكافحة العدوي.