الدموع تظل ساخنة.. متحجرة فى العيون.. لحظات الموت تطل برأسها على الطرق السريعة فى مصر لتقطف دائما الزهور من نجومها , الجميع يبكى الفراق .. ولكن تظل فى النهاية حالة الالم بأن الدرس يتكرر ولا أحد يتعلم من الاخطاء مع الاعتراف بان كل شيء يقدر. لم تكن وفاة نجم الاتحاد الشاب والمعار من الزمالك يوسف محيى الصدمة الوحيدة التى لفحت الوجوه من حوادث السيارات, بل انها مرت من قبل على العديد من الاسماء اللامعة وايضا الشابة, فقد سبقه الى نفس المصير اللاعب الشاب إبراهيم العدوى مدافع فريق طلائع الجيش عن عمر يناهز 21 عاما إثر حادث سيارة أليم أودى بحياته على طريق مصر إسكندرية الزراعي. وكان اللاعب الشاب فى طريق العودة إلى قريته التابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية ( التى تبعد 92 كم شمال القاهرة) لقضاء أجازة قصيرة مع أسرته، قبل أن يتعرض للحادث على مشارف مدينة طنطا ليلفظ أنفاسه الأخيرة. واستمرت مسيرة الألم المر مع حصد الطرق للنجوم بعد أن فقد فريق الترسانة لاعبيه أحمد وحيد نجم منتخب مصر للناشئين المتوج بكأس الأمم الأفريقية، وزميله رامى جمعة فى حادث سيارة فى 29 أغسطس 2006 - قبل يومين من وفاة اللاعب محمد عبدالوهاب مدافع الاهلى فى مران فريقه - توفى على اثره الأول فى الحال، ولحق به الثانى بعد يومين متأثرا بجراحه. وجاء عام 2006 ليشهد قبل ان يسدل ستائره رحيل لاعب أخر من أبناء الصعيد ، فقد لقى محمد صبرى ابو العلا (23 عاما) مهاجم نادى اسمنت اسيوط أحد فرق دورى الدرجة الثانية مصرعه فى حادث تصادم بين حافلة الفريق وشاحنة على طريق القاهرةأسيوط الصحراوى الغربي, كما أصيب ثمانية من طاقم الفريق بينهم ثلاثة لاعبين ، ولكن القدر سلم وخرجوا جميعا بصحة طيبة. وفى أواخر ثمانينات القرن الماضى خطفت حوادث الطريق أحد أبرز المواهب فى تاريخ الكرة المصرية، أبن الاسماعيلية محمد حازم عن عمر يناهز ال26 عاما فى حادث سيارة بطريق الاسماعيليةالقاهرة، وهو فى طريقه الى العودة الى بيته عقب لقاء الدراويش مع غزل المحلة مباشرة فى يوم الثلاثاء 11 من نوفمبر عام 1986. وكان حازم بشهادة أبناء جيله من أفضل المواهب الكروية فنا وخلقا والتزاما، حيث حصل على لقب هداف الدورى موسمين متتاليين، وكان من أبرز لاعبى منتخب الفراعنة. وتوفى فى هذا الحادث زميله فى الفريق على أغا حارس مرمى الأسماعيلى الذى لحق به بعد أيام قليلة، مر خلالها بغيبوبة تامة لم تستمر طويلا ليرافق زميله، فيما نجا من الحادثة المشئومة زميلهم محمود جابر. كما عجلت حوادث الطريق بالقضاء على موهبة نجوم كان يتوقع لها التألق فى سماء الكرة المصرية، فأنهت حادثة طريق مسيرة اللاعب هشام عبد الرسول مهاجم فريق المنيا والمنتخب المصري، حيث اصيب باصابات بالغة قبل مشاركة منتخب الفراعنة فى مونديال 1990، لتحرمه بعدها من الظهور على البساط الأخضر وتجبره على الاعتزال. كما سقط نجم منتخب مصر للشباب محمد اليمانى «صاحب برونزية مونديال الارجنتين 2001» ضحية هذه الحوادث بعد اصابته بشكل خطير لينتهى مشواره فى الملاعب بعد أن كان على مسافة خطوات من الانضمام الى يوفنتوس الايطالي. كما أثرت حادثة طريق مروعة على مسيرة النجم إبراهيم حسن نجم الأهلى والزمالك والمصرى السابق، فى فترة لعبه بصفوف فريق الزمالك، بعدما انقلبت سيارته أثناء توجهه إلى الغردقة لقضاء عطلة شم النسيم وأصيب بكدمات ورضوض و ارتجاج بالمخ ووضع فى العناية المركزة، ليعجز بعدها عن العودة لسابق عهده، ويترك البساط الأخضر. وكان القدر رحيما مرة أخرى بلاعب الأهلى الشاب حسام عاشور (21 عاما) عندما سقط بسيارته من أرتفاع ثمان أمتار من أعلى الكوبرى الدائرى فى ديسمبر الماضى وهو فى طريقه الى منزله بالهرم، ليخرج اللاعب سليما من سيارة مهشمة بالكامل وسط دهشة الجميع، وينجو برحمة الله من موت محقق. ونجا اللاعب الشاب هانى العجيزى (21 عاما) مهاجم فريق بلدية المحلة الحالى والأهلى القادم، من حادث سيارة فى أواخر الشهر الماضي، أثناء عودته إلى بلدته فارسكور بمحافظة دمياط، عقب مباراة فريقه أمام الزمالك فى الدورى المصرى الممتاز.