تبدأ الوزارات و الهيئات و المؤسسات المصرية المعنية بأوجه التعاون مع الصين فور انتهاء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين، فى العمل من أجل تحقيق أهدافها للارتقاء بالعلاقات الحيوية بين البلدين، وإحداث النقلة النوعية المطلوبة على صعيد برنامج التنمية فى مصر. و قال وزير التموين و التجارة الداخلية الدكتور خالد حنفي، إن زيارة الرئيس السيسى إلى الصين حققت نتائج كبيرة، لكن النتائج لا تقاس بحجم الاتفاقيات التى تم توقيعها، وإنما بحجم ما سيتم البناء عليه و العمل الذى يلحق التوقيع، معربا عن اعتقاده بأنه سيكون من الخطأ اختزال الزيارة فى عدد الاتفاقيات التى تم التوصل إليها مع الجانب الصيني. وأوضح - فى تصريحات خاصة ل«الأهرام» - أن هدف الزيارة هو ترسيم البنية الأساسية للعلاقات الثنائية «الإستراتيجية» و فتح الطريق، و هو ما تم بالفعل، و منذ الآن هناك واجب و دور لكل الجهات المعنية فى مصر، للعمل بنفس سرعة إنجاز الرئيس، بعد أن مهد الطريق مع الرئيس الصينى و فتح الباب للانطلاق فى كل المجالات، مشيرا إلى أن فتح الباب فى حد ذاته لا يضمن تحقيق الأهداف. واستطرد قائلا: أمامنا مسئوليات كبيرة للتحرك فى جميع الملفات للعمل مع الحكومة الصينية و دوائر الأعمال مثل CIC و التوجه نحو مخاطبتها لفتح التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات المطروحة للتعاون بشكل يتوافق مع العناصر الثلاثة التى طرحها الرئيس فى لقاءاته مع رجال الأعمال و رؤساء الشركات الصينية، و هى التكلفة الأقل و الجودة و سرعة الإنجاز، مشيرا إلى أن الصين لديها فائض تجارى مع دول العالم كله، و تملك احتياطيا نقديا يقدر بنحو 3 تريليونات دولار، و ترغب فى تحويل الفوائض للاستثمار فى مناطق و دول عديدة، بما يضمن لها عوائد مغرية.. و مصر باعتبارها دولة صاعدة تقدم أكبر عائد استثماري، موضحا: أن الاستثمارات الصينية فى مصر يمكن ان توجه أيضا سواء الى تمويل مشروعات تم الاتفاق عليها مع شركات صينية، أو إلى صناديق استثمار فى البورصة المصرية. و أضاف: إلى جانب الاتجاه المالى التمويلى هناك مشروع إحياء طريق الحرير التجارى البرى و البحري، و مصر نقطة ارتكاز محورية و مؤهلة لذلك بسبب موقعها الجغرافي، و فى ضوء إنشاء قناة السويس الجديدة. و لفت الدكتور خالد حنفى فى هذا الصدد النظر إلى أن الصين تريد إستراتيجيا أن تنطلق الى عواصم جديدة بعد أمريكا و أوروبا.. و لذلك عندما نتحدث عن العلاقات الإستراتيجية بين مصر و الصين و المشروعات المطروحة، فإننا نتحدث عن مشروعات تنمية علاقة و ذات عوائد اقتصادية و أبعاد إستراتيجية للبلدين. و اختتم الدكتور خالد حنفى تصريحاته قائلا: إن هناك عملا كبيرا مطلوب البدء فيه فورا للوصول إلى تحقيق الأهداف الحيوية للبلدين.. أما إذا اعتقدنا أن هذه الزيارة وصلت إلى نتائج و كفي، فإن ذلك يعد تقييما متواضعا لزيارة رئيس دولة بحجم مصر، إلى دولة عظمى و كبيرة مثل الصين.