بفوز عبد ربه منصور هادي بأصوات أكثر من5ملايين ناخب يمني كرئيس انتقالي علي مدي العامين المقبلين. هل ستستقر الأوضاع باليمن ليعود سعيدا كما كان؟ أم أن المشكلات الصعبة والمتراكمة علي مدي ال33 عاما من حكم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح ستكون عائقا إلي جانب طبيعة الشعب اليمني الذي تحكمه القبلية والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية والتدخلات الإقليمية والدولية في شئونه. وعلي الرغم من بحور الدم التي أسيلت أمام عناد صالح لتحقيق المطالب السلمية للشعب برزت علي السطح جميع الخلافات الكامنة ولعل أبرزها قضية الجنوب الذي تم إهماله وتهميشه برغم عودته لأحضان الوطن الأم من التسعينيات, وتشاء الأقدار أن يكون رئيس اليمن الجديد الثاني عشر من أبناء الجنوب اليساري الاشتراكي وهو ما وضعه أمام معضلة القسم الذي ألقاه في حفل تنصيبه بمجلس النواب, بالمحافظة علي وحدة اليمن وبين تحقيق مطالب أهل الجنوب بالانفصال أو الخروج بحل توافقي من خلال الحكم الفيدرالي للجنوب!!. المهم أن نجاح المبادرة الخليجية وتبني مجلس الأمن لها تعينه مبعوثا دوليا ونجاح الثلاثية في التوصل إلي خارطة طريق للانتقال السلمي للسلطة باليمن علي مدي العامين المقبلين تحقق بالحوار المباشر والتفاهم بين جميع القوي الوطنية والمعارضة بمختلف أشكالها وألوانها بما فيها الحوثيون وأبناء الجنوب والسلفيون والقبائل وغيرهم باستثناء تنظيم القاعدة الذي مازال يغرد خارج السرب ونجح في تفجير قصر الرئاسة بالمكلا بالجنوب خلال تنصيب الرئيس الانتقالي الجديد لإثبات وجوده في تحد بين الإرادة اليمنية لحقن الدماء والاستقرار علي أسس وقواعد ثابتة وبين الإرهاب والفوضي الهدامة. الحوار الوطني الذي حدد الفترة الانتقالية بعامين للرئيس ولحكومة الوفاق الوطني وضع أمامها مهام محددة لتحقيق الأمن وتوحيد الجيش والشرطة والنهوض الاقتصادي وفتح الحوار المجتمعي للتوصل إلي حلول جذرية للمشكلات العالقة منذ سنوات وأدت إلي نشوب6 حروب أهلية بين شعب يمتلك ملايين القطع المتعددة من السلاح بمختلف أنواعه من دبابات إلي مدافع مضادة للطائرات تباع وتشتري في أسواق علنية للسلاح فشلت الحكومات السابقة في جمعه. وهو ما يؤكد عظمة الشعب اليمني الشقيق في تغليب لغة الحوار علي لغة السلاح والقتال. هذا النموذج اليمني في الحل والذي بدأ بالرحيل والخروج الآمن للرئيس الأسبق وأعوانه إلي الانتقال الهادئ للسلطة ما أحوجنا إلي استعارته كحل لأزمة الشعب السوري الشقيق من أجل حقن دماء الأبرياء التي تسال يوميا وتهدد بحرب أهلية في الشام, والمخاوف من امتدادها إلي دول الجوار.. فهل نتحرك لاستعارة حل عربي لدولة عربية علي أبواب الانهيار أم نواصل مسيرة المبادرات المصطدمة بمصالح القوي الكبري علي حساب مصالحنا القومية. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين