فى الوقت الذى تقوم فيه كل أجهزة الدولة بمحاربة هذا النمو السرطانى «المعروف بالعشوائيات» لتقليص أعدادها بدأت تنتشر هذه المناطق فى المدن العمرانية الجديدة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لوزارة الإسكان التى يفتخر بها كل مواطن مصرى ، فمنذ أن أنشئت منذ أربعين عاماً لم تمتد إليها يد الصيانة وبدأت تظهر عليها علامات الزمن وسوء إلادارة لتتحول هذه المناطق - خاصة منخفضة التكاليف - إلى عشوائيات جديدة تضاف الى كاهل الوطن. وفى جولة داخل بعض المدن الجديدة تم رصد الاهمال الذى طال المبانى منخفضة التكاليف من طفح للمجارى وظهور التشققات على العقارات وكثرة المخالفات بجميع أنواعها بشكل بدأى هدد سمعة المدن الجديدة ويؤثر على هذا الإنجاز الكبير. والسؤال الذى نطرحه هو : ما هى خطة الدولة لحماية الثروة العقارية فى هذه المدن؟ وما هو دور المجتمع والأجهزة الرقابية وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة فى التصدى لهذه المشكلة؟يوضح محمد خليل من سكان التجمع الأول أن الإسكان المنخفض تغيب عنه الصيانة والمسئولون فى حالة غياب تام ، وعلى مدار أكثر من ثلاثين عاماً بدأت مبانى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة فى التدهور ، مما جعلها أقرب للمناطق العشوائية ففقدنا الصيانة واختفى رجال الأمن وعمال النظافة وهو ما كان من ضمن الأسباب التى شوهت المدينة وأصبح الاضطرار هو سبب استمرار السكان بها ، ولو لم تتخذ الدولة الإجراءات السريعة لحماية هذه الثروة العقارية ستكون الخسارة فادحة. ويضيف هانى سمير على محاسب بشركة الكهرباء يقطن فى التجمع الثالث: منذ أن سكنت فى هذا العقار منذ أربع سنوات وجدت أن كل شئ فيها تالف من مواسير الصرف الصحى وأسلاك الكهرباء والسباكة والدهانات والتبليط والأبواب ورغم أننى قمت بدفع 2000 جنيه للصيانة مع عقد البيع الا أنه لم تتم أى أعمال للصيانة حتى الآن ومن العجب أنه إذا حدثت مشكلة لا نجد من ينقذنا حتى أن أحد القاطنين قد ترك المياه تتدفق من شقته لمدة عشرة أيام وهو غير موجود. اتحاد ملاك ويقول محمد عبد الرحمن من سكان المنطقة الاولى للإسكان المنخفض انتقلت إلى هذه الوحدة عام 2007 ودفعنا كل المستحقات للجهاز من اتحاد ملاك وصيانة وأمن ، وللأسف الآن اختفى رجال الأمن ولا توجد صيانة رغم أنها منطقة نائية تطل على الجبال ، وظهر النشع على المبانى من الخارج رغم أن عمرها لايتجاوز 7سنوات أيضا ، مع اختفاء عامل النظافة وأصبحنا نرى عربات الكارو والروبابكيا والتوك توك ، ولا أحد يقف أمام أى مخالفة فهناك البروزات والبلكونات والباعة الجائلون وقيام بعض الأسواق الأسبوعية دون أى تصريح وزادت أعداد الكلاب الضالة مما جعلنا نمنع أطفالنا من النزول نهائياً لأنها تهاجمهم بشكل خطير، وأؤكد أن هناك سوء إدارة للثروة العقارية فى المدن الجديدة. ويوضح أحمد عبد الفتاح مخلص جمركى يقطن فى منطقة منخفضة التكاليف فى الحقيقة أن المنطقة تحولت إلى عشوائيات والمسئولين غير متعاونين وأيديهم مرتعشة لاتخاذ أى قرار فهناك الأسواق العشوائية وتحويل جميع الوحدات الأرضية إلى محلات تجارية وهناك طفح مجارى ومواسير متهالكة ومبان آلية للسقوط ولاتوجد إنارة وكابلات الكهرباء والتليفونات تسبح فى مياه الصرف، مما جعلنى ألغى خدمة التليفون الأرضى وإن لم يتحرك المسئولون بشكل فورى ستسقط بعض هذه العقارات فوق رؤوس قاطنيها. 3 أجيال وردا على المشاكل التى يعانى منها سكان الإسكان المنخفض والمجتمعات العمرانية الجديدة ، يوضح المهندس كمال فهمى نائب رئيس الهيئة للتنمية والتطوير أن المدن العمرانية الجديدة أنشئت لتحقيق أهداف من أهمها تخفيض الضغط السكانى على المناطق الحضارية مثل القاهرة وشرق الدلتا وخلق فرص عمل جديدة وجذب رؤوس الأموال وتشجيع الاستثمار , وهيئة المجتمعات العمرانية هى هيئة تتبع وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية وقد أنشئت بقانون 59 لعام 1997 وخلال تلك الفترة وحتى الآن قامت الهيئة بإنشاء 24مدينة فى مراحل مختلفة، وقد ظهرت مؤخراً الحاجة إلى صيانة وترميم العقارات القديمة التى مر عليها ثلاثون عاماً وأربعون عاماً وخاصة منخفضة التكاليف وهناك مشروع قومى كبير تقوم به الهيئة لإصلاح وترميم الواجهات الخارجية والقاطنون يقومون بالإصلاح الداخلى والحقيقة أن السكان متجاوبون جداً وسعداء بهذه الاعمال ، ونقوم بتنسيق الموقع الخارجى وتنسيق الممرات الخارجية والزراعة والأرصفة ، وسيتم إنجاز هذا المشروع على ثلاث سنوات بتكلفة إجمالية 3مليارات جنيه كل عام يتم انفاق مليار على 24 مدينة ، وقد قمنا بتكليف كل رئيس مدينة بحصر المناطق فى الأحياء القديمة المتهالكة ، ويتم طرح المشروعات بين المقاولين وقد بدأ العمل فعلاً. وحتى لا يكون هناك جدل حول كفاءة المشروع تم تحديد مجاورتين فى كل مدينة كنموذج للتطوير ليحتذى به المقاول كما حدث فى الحى الرابع المنطقتين الرابعة والثالثة بالقاهرة الجديدة ، وفى الحيين الأول والثالث فى العبور ، والمنطقة 13 فى العاشر من رمضان ، والهدف من المشروع الحفاظ على الثروة العقارية ، وأن يعيش المواطن البسيط حياة كريمة ويكون الشكل حضاريا ، وفى حالة عدم قدرة المواطن على دفع تكاليف الترميم الداخلى تتدخل هيئات المجتمع المدنى والجمعيات الاهلية وإتحاد الشاغلين وإتحاد الأمناء لمساعدته ودفع التكاليف بناء على حالة السكان المادية ، ولا يتم عمل الإصلاح الداخلى إلا إذا تم الإصلاح الخارجي.ويعد المهندس كمال فهمى رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة قاطنى المدن الجديدة بأنه سيعيد تأهيل جميع المداخل وعودتها إلى سيرتها الأولى وما كانت تتميز به المدن الجديدة وخاصة بعد أن صدرت أوامر إسناد لجميع الشركات للبدء. تجمعات سكنية ويوضح المهندس علاء عبد العزيز رئيس جهاز القاهرة الجديدة أن القاهرة الجديدة تعتبر من أكبر المدن المنشأة بقرار رقم 191 لسنة 2000 وتقدر مساحتها بحوالى 70 ألف فدان تتكون من عدة تجمعات سكنية أكبرها التجمع الخامس والتجمع الأول ، ومن الطبيعى أن نبدأ بصيانة المبانى القديمة وفعلاً تم تحديد بعض المجاورات وقد تم عمل نموذج إرشادى للشركات المتعاملة وخلال ثلاثة أعوام ستنتهى مشكلة الصيانة فى المبانى القديمة بالتعاون مع قاطنى الوحدات ونحن على استعداد لاستقبال أى مواطن لديه مشكلة فى الصيانة. إعادة تأهيل ويوضح المهندس عصام بدوى رئيس جهاز العاشر من رمضان أنه تم عمل خطة طبقاً لتعليمات الوزير لإعادة تأهيل وتطوير مناطق إسكان محدودى الدخل منذ بداية إنشائها ولدينا فى العاشر 65 مجاورة كادت أن تتحول إلى مناطق عشوائية بسبب الإهمال وعدم التطوير والتأهيل والدهانات والصرف الصحى وانخفاض مستوى المعيشة وهناك خطة عاجلة تم إختيار نموذج من ثلاث مناطق وهى المجاورتان 37 و43 والنموذج الثالث من المشروع القومى جنوب الحى العاشر وتم تنسيق النماذج وتنسيق موقع حضارى للمنطقة من زراعة وتشجير وعمل ملاعب ودهانات وصيانة بعض العقارات بمساعدة السكان. أما الخطة الآجلة فتتكلف 400 مليون جنيه لتأهيل وتطوير باقى المناطق وسيتم تطبيق نفس النموذج بالتعاون مع مجلس أمناء المدينة حيث سيخصص جزء من رصيدها للمساهمة فى الصيانة ثم بعد ذلك سيتم تأهيل 270عمارة فى 9 مجاورات خلال 2015 ونقوم بطرح هذه المناقصات للمقاولين طبقاً لقانون 89 ويتم العمل وفقاً لذلك ولا توجد مشاكل بين قاطنى الوحدات وكانت فرحتهم كبيرة يوم حضور الوزير ومروره وسطهم فى الشارع ووعدهم بتنفيذ كل مطالبهم . ويوضح المهندس أمين غنيم رئيس جهاز العبور أنه تم إنشاء المدينة عام 2003 وقد بدأنا فى تنفيذ مشروع تطوير المناطق والاحياء القديمة بدأت بنموذج الحى الأول والثانى من تنسيق كامل للموقع وزراعة وزيادة المساحات الخضراء والإنارة وقمنا بعمل 5 نماذج استرشادية فى الحى الثانى وهناك ثلاثة مشاريع تم طرحها لتنسيق الموقع وطبقة الإسفلت السطحية لثلث الحى الأول وثلث الحى الثانى وثلث حى الشباب وسنبدأ بتأهيل 136 عمارة بالحى الأول والصيانة الكاملة للصرف الصحى والتفتيش كما سيطبق نفس المشروع على 53 عمارة بالأحياء الأخرى لتصل تكاليف المشروعات الى 80 مليون جنيه وتنتهى المرحلة الأولى بعد 12 شهرا ، وبعد ثلاثة شهور من بداية العمل سيتم طرح باقى الأعمال حتى لاتتوقف وتدور العجلة وبعد إنتهاء المراحل الثلاث خلال 36 شهرا ستنتهى عشوائيات المدن الجديدة وهناك بعض المشاكل التى تواجهنا فى تطوير هذه المناطق مثل المخالفات بجميع أشكالها من البروزات والتعديات على الأرصفة والزراعات العشوائية ومعارضة بعض المواطنين للمشاركة فى الإصلاح الداخلي.