في واحد من أكثر الحوادث دموية في السنوات الأخيرة في باكستان، أكدت السلطات مقتل 126 شخصا على الأقل بينهم 125 طفلا وإصابة 122 آخرين أغلبهم من الأطفال والصبية أمس في هجوم مروع شنته مجموعة من مسلحي حركة طالبان على مدرسة عسكرية في بيشاور كبرى مدن شمال غرب البلاد. وقال مسئولون باكستانيون إن القوات الحكومية قتلت ستة من المسلحين من طالبان الذين احتجزوا المئات من الطلاب والمدرسين كرهائن في المدرسة العسكرية لنحو خمس ساعات. وجاء في بيان عسكري: « قتل أفراد قوات الكوماندوز خمسة مسلحين، وفجر آخر سترته المفخخة عندما أحاطت به القوات». وبدأ الهجوم عندما اقتحم مسلحون تابعون لحركة طالبان الباكستانية، مدرسة في مدينة بيشاور وبدأوا في قتل من بداخلها، وسمع خلال فترة الاقتحام دوي إطلاق نار متفرق وأصوات انفجارات. وذكر شهود عيان أن دوي ثلاثة انفجارات سمعت في محيط المدرسة، ثم تبع ذلك هجوم للمسلحين على فصول المدرسة المختلفة وبدأوا في قتل التلاميذ في كل فصل. وقال مسئولون عسكريون في المكان إن ستة مسلحين بملابس عسكرية على الأقل دخلوا المدرسة العسكرية العامة التي يديرها الجيش، ويعتقد وجود نحو 500 فرد بين طلبة ومعلمين داخلها، مشيرين إلى أنه تم إجلاء العشرات منهم خلال الاشتباكات بين الجيش والمهاجمين. وقال جمشيد خان أحد سائقي أوتوبيسات بالمدرسة: «كنا نقف خارج المدرسة وفجأة بدأ إطلاق نار، وسادت الفوضى المكان، وتعالت صرخات الأطفال والمعلمين». وذكر أحد الطلبة: «كنا في قاعة الاختبارات عندما بدأ إطلاق النار، وطلب منا المعلمون أن ننام على الأرض في صمت، ومكثنا على الأرض لمدة ساعة ،وكان هناك إطلاق نار كثيف ، وعندما هدأ إطلاق النار جاء جنودنا وأرشدونا لطريق الخروج». وترددت معلومات، تفيد بأن عدد الأطفال الذين لقوا مصرعهم في الهجوم زاد على 80. وتبنت طالبان الهجوم فور وقوعه، وأعلن محمد عمر الخرساني المتحدث باسم الحركة أنهم أرسلوا ستة من المسلحين مزودين بسترات متفجرة للهجوم على المدرسة انتقاما للقتلى الذين سقطوا في الهجوم العسكري الأخير على معاقلهم في وزيرستان الشمالية في يونيو الماضي. وعقب المجزرة، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف لدى وصوله مدينة بيشاور، أن هذا الهجوم هو رد فعل للعملية العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني ضد معاقل طالبان وتحمل اسم «ضرب غضب». ونقلت شبكة «دون» الإخبارية الباكستانية عن شريف، قوله: «إنني أشعر أنه حتى وحينما يتم تطهير البلاد من الإرهاب، فإن هذه الحرب وهذا المجهود لن يتوقفا ، يجب ألا يشك أحد في ذلك.. لقد تحدثنا مع أفغانستان بهذا الشأن ونحن سوف نحارب الإرهاب معا». وأضاف: «نتوقع حدوث مثل هذه الهجمات في أعقاب الحرب ،ويجب ألا تفقد البلاد قوتها». وأعلن شريف حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام، كما أعلن عمران خان رئيس حزب «حركة الإنصاف» الباكستانية، أن حزبه قرر إرجاء الاحتجاجات التي كان يعتزم تنظيمها في أنحاء البلاد غدا الخميس في أعقاب الهجوم الدموي.