بالرغم من أن واحة سيوة تعد من أشهر مناطق الاستشفاء فى مصر لما تتمتع به من طبيعة بكر جعلتها خالية من كل أشكال التلوث، بالاضافة الى وجود مراكز استشفاء طبيعية بها لعلاج الروماتيزم واللمباجو وآلام المفاصل والروماتويد عن طريق تغطية المرضى برمال جبل الدكرور الذى يقع على مشارف الواحة والذى اكتسبت رماله صفة علاجية منذ قديم الزمان حتى صار هذا الجبل مقصدا للسياحة العلاجية يتوافد عليه المصريون والعرب والاجانب فى الشهور الأربعة من يونيو وحتى سبتمبر من كل عام، بالاضافة الى منتجعاتها السياحية البيئية والتى جذبت اليها السياح والأمراء والملوك من جميع أنحاء العالم مثل الأمير تشارلز ولى عهد بريطانية وزوجته كاميلا دوقة كورنوال حيث قضى الامير فور زواجه شهر العسل فيها عام 2005 كما زارت الواحة الملكة باولا ملكة بلجيكا عام 2006. وبالرغم من نجاح خطة تم تنفيذها منذعام 2002 للحفاظ على الطابع البيئى للواحة، كما تم القضاء على العشوائيات بها مبكرا والحفاظ على تراثها المعمارى الفريد على مستوى العالم بألزام جميع أصحاب المبانى والقرى والمنتجعات السياحية بتشييدها على الطراز البيئى المميز للواحة بطلاء واجهاتها الخارجية بطبقة الكيرشيف الطينية الملحية التى تم استخدامها بمنازل سيوة القديمة منذ مئات السنين، وكذلك منع أية انشطة مهنية من شأنها احداث اصوات مزعجة داخل حيز الواحة، وكذلك حظر المشروعات التى تنتج عنها مخلفات ملوثة للهواء أو التربة وتم منع استخدام الاسمدة الكيماوية من دخول الواحة والاقتصار على الزراعة العضوية بها . إلا أن الواحة التى يقصدها العالم أجمع للإستشفاء هذه، قد استيقظت على كارثة صحية أدت الى وفاة 5 أطفال من أبناء الواحة بمرض، أصبح من الصعب منذ عشرات السنين ان يكون سببا لوفاة الاطفال على مستوى العالم وهو داء الحصبة والذى اصيب به ايضا 178 طفلا بالواحة كادوا يلقون حتفهم خلال الاسبوع الماضى لولا جهود كبيرة بذلت لانقاذهم من قبل وزارتى الصحة والدفاع ! والعجيب ان جميع الأطفال المصابين حاليا بواحة سيوة يتم علاجهم بالمستشفى العسكرى بواحة سيوة ومستشفيات مطروح بينما لاتوجد حالات مصابة بالحصبة فى مستشفى سيوة المركزى التابع لوزارة الصحة والذى تم تشييده حديثا بملايين الجنيهات لتقديم خدمة طبية متميزة لابناء سيوة والواحات الصغيرة التابعة لها مثل واحة الجارة واغورمى وغيرها بالاضافة الى خدمة المنتجعات والقرى السياحية التى تم تشييدها خلال السنوات العشر الماضية والتى تجتذب السياح من جميع دول العالم، حيث يئن المستشفى من عدم وجود اطباء اخصائيين به فى جميع التخصصات الطبية، نظرا لوجود 4 اطباء فقط بالمستشفى من أطباء التكليف حديثى التخرج و4 ممرضات فقط يشكلون الطاقم الطبى الأساسى بالمستشفى الوحيد التابع لوزارة الصحة بمركز ومدينة سيوة والغريب ايضا انه لايوجد طبيب للتخدير بالمستشفى لتتم الاستعانة به فى حالة اجراء عمليات بسيطة مثل الزائدة الدودية التى يضطر المستشفى الى تحويل المرضى لمستشفى مطروح الذى تبعد 300 كيلو متر عن سيوة لاجراء العمليات به مما جعل مستشفى سيوة مجرد وحدة صحية لاتقوى على تقديم خدمات طبية كاملة للمرضى. وبالرغم ايضا من ان مرض الحصبة الذى تجرى جهود كبيرة حاليا لاحتواء خطره بالواحة والمراكز التابعة للمحافظة عن طريق حملات التطعيم والتى نجحت فى تطعيم 30 ألفا و700 طفل بمراكز المحافظة حتى امس، بعيدا عن الموروثات الخاطئة للاهالى فى التعامل مع هذا المرض باستخدام طرق بدائية فى العلاج وعدم استجابة بعض الأهالى لدعوات وحملات التطعيم ضد هذا المرض والذى أدى لانتشاره، إلا أن ناقوس الخطر قد دق اجراسه منذرا بحدوث كوارث اخرى اذا لم تستيقظ وزارة الصحة .