حاولت أمس الجماعة الإرهابية والجبهة السلفية والتيارات المتطرفة إحداث حالة من القلاقل وإثارة الشغب والتعدى على قوات الأمن والجيش فى أنحاء متفرقة بالقاهرة، وقد نجح الأمن فى احتواء التظاهرات التى دعوا إليها وتفريقهم والسيطرة على الأوضاع وإعادة الهدوء والقبض على عدد من مثيرى الشغب، وإبطال مفعول 12 عبوة بدائية الصنع. ففى منطقة المطرية، نشبت اشتباكات عنيفة بين عدد من المتظاهرين وقوات الأمن، بعد قيامهم بتنظيم العديد من المسيرات، كان أبرزها تلك التى خرجت من مسجد «الرحمن» بشارع «النور المحمدي»، بالإضافة لشارع «التروللي»، أشعل المتظاهرون النيران فى إطارات الكاوتش، وأطلق بعضهم الخرطوش على القوات المتمركزة، والتى سرعان ما قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الرصاص، وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة وسقط فيها أول قتيل من جماعة الإخوان الإرهابية، قامت على أثرها قوات الأمن بإغلاق ميدان المطرية، كما تم إلقاء القبض على 12 من المتظاهرين بحوزتهم أسلحة نارية، والعثور سيارة بها أسلحة ومنشورات مدون عليها شعارات وأعلام تنظيم القاعدة وداعش. أما فى منطقة عين شمس وعقب صلاة الجمعة، خرجت مسيرة بشارع «أحمد عصمت»، وهتف المشاركون ضد قوات الجيش والشرطة، وأشعلوا الشماريخ والألعاب النارية، إلا أن القوات نجحت بالتصدى لهم وفروا هاربين بالشوارع الجانبية. وفى الوقت نفسه تفقد اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة منطقة عين شمس، واطمأن على جاهزية القوات، وحثهم على التصدى بقوة لتلك الأعمال الإرهابية، وضبط مثيرى الشغب، وإحالتهم إلى القضاء العسكرى فورا. وفى منطقتى حلوان والمرج، حاولت أيضا الجماعات الإرهابية الحشد والخروج فى مسيرات من بعض المساجد إلا أن القبضة الأمنية وانتشار القوات من الجيش والشرطة حال دون ذلك. كما تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على عامل يدعى طاهر السيد بحوزته قنبلة شديدة الانفجار وموصلة بمفجر قبل استقلاله الخط الأول من المترو. وفى مشهد من الخسة استهدف الإرهاب الأسود فى الساعات الأولى من صباح أمس ضابطا من القوات المسلحة واثنين من المجندين المرافقين له، بأسلحة آلية بمحطة الجراج بجسر السويس، مما أدى إلى استشهاد الضابط وهو برتبة عميد، وإصابة المجندين اللذين تم نقلهما للمستشفي، وفر الجناة بسيارة ملاكى بدون لوحات معدنية، وكثفت القوات جهودها للقبض عليهم. وفى محاولة لإثارة الفزع أيضا، تمكنت الجماعة الإرهابية من زرع قنبلة بدائية بالقرب من قصر «الاتحادية» بجوار أحد أكشاك الشرطة العسكرية، والتى انفجرت دون حدوث إصابات، وتبين من التحريات الأولية أنها عبارة عن «محدث صوت» قوى وضعة الإرهابيون بالمنطقة فى تقاطعو شارع الميرغنى مع الخليفة المأمون. وفى المقابل، نجح خبراء المفرقعات بقيادة اللواء علاء عبد الظاهر مدير مفرقعات القاهرة والعميد أشرف قابيل وكيل إدارة مفرقعات القاهرة فى إبطال مفعول 12 عبوة بدائية الصنع منها قنبلة بدائية تم وضعها بجراج لهيئة النقل العام بالبساتين، وتم تفكيكها، وانتشرت الكلاب البوليسية، ومشطت المنطقة والجراج ولم يتم العثور على أى عبوات أخري. كما تمكنت القوات من إبطال مفعول قنبلة أخرى عثر عليها أمام الشهر العقارى بشارع رمسيس بالقرب من دار القضاء العالي، وتم التعامل معها دون حدوث أى انفجارات أو إصابات، كما ألقي مجهول قنبلة بدائية من أعلى كوبرى اكتوبر بميدان عبدالمنعم رياض وتم القبض عليه. من ناحية أخري، تجمعت أعداد من الشباب بميدان التحرير أمام مسجد عمر مكرم ورفعوا صور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعلام مصر وهتفوا ضد الإرهاب والخونة. وبشكل عام شهدت القاهرة حالة من الهدوء وانتشارا أمنيا مكثفا بكل الميادين والشوارع وأمام الأقسام الشرطية لصد من تسول له نفسه الاقتراب منها، والتصدى لأعمال الشغب والعنف.