بالتأكيد جميعنا أصيب بحالة من القلق والتوتر، بسبب الأعمال الإرهابية التي وقعت هنا أو هناك، وأودت بحياة عشرات الشباب من ضباط ومجندي القوات المسلحة والشرطة، في سيناء أو غيرها، كنتيجة مباشرة للحقد الذي أصاب بعض العقول الخربة، التي تعمل ضد رغبة ملايين المصريين. من الضروري أن نتكاتف جميعا، لمنع سقوط الدولة، الذي يريده المجرمون، حيث يسعى هؤلاء بكل السبل للوصول إلى هذا الهدف، حتى لو أصابوا آلاف المصريين. فالهدف عندهم تخريب مؤسسات الدولة، والنيل من الجيش والشرطة، باعتبارهم صمام الأمان الذي يحول دون الأغراض الدنيئة التي تحاول الفئات الظلامية المختلفة تحقيقها، والتي تعمل وفقا لأوامر خارجية. حالة الحداد التي عاشتها هيئات وقطاعات مصرية متعددة، لم تكن كافية لتشفى وجع القلوب على فقد نخبة من خيرة شبابنا، وكان لابد من اتخاذ بعض القرارات الحاسمة منذ زمن بعيد، لسد الثغرات التي ينفذ منها الإرهابيون. لذلك من الواجب الاستمرار في عملية هدم الأنفاق المشبوهة التي يستخدمها أولئك الرابحون من تجارة الخراب للفتك برجال ليس لهم هدف فى الحياة إلا الحفاظ على سلامة أرض الوطن واستقراره من عدو يقبع على الحدود. مع أن البعض بدأ يتساءل عما إذا كان هناك اختراق لبعض الضباط أو الأفراد المنتمين للمؤسسة العسكرية، إلا أن المعلومات المؤكدة أوضحت صعوبة هذا الاحتمال، لأن الأجهزة الأمنية تعمل بطريقة فنية متقنة، يصعب معها حدوث تجاوزات من هذا النوع، حيث لديهم خيرة الرجال، وجميعهم فوق مستوى الشبهات، ويعملون على قلب رجل واحد وللصالح العام، وأنه يستحيل أن يتواجد بينهم خائن لبلده وعرضه وأهله، بل العكس. فالقطاع الأمني تحديداً لم يُخترق، ويتم تحصين أولاده فكريا بعمل محاضرات توعية، ولقاءات دورية داخل الوحدات المختلفة، ومراكز التدريب الخاصة بالمجندين وضباط الصف وكافة الكليات العسكرية، التي من شأنها بناء عقيدتهم القتالية منذ اللحظة الأولى لالتحاقهم بتلك المنظومة المقدسة، ولا يمكن اختراقها فكريا ومعنويا تحت أي ظرف من الظروف. نظرة عامة على أسباب تساقط العديد من شباب الشرطة والجيش على فترات متقاربة مؤخرا، تؤكد أن هناك خطأ كبيراً يقع فيه بعض الشباب أنفسهم. فعدد كبير منهم لسبب أو لآخر يكتب بياناته كاملة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفيس بوك وتويتر والڤايبر، وكلها مواقع العامل المشترك بينها ذلك اللون الأزرق المُميز للتواجد الإسرائيلي فى المنطقة، معظمهم يتباهى بعشرات الصور الشخصية بالزى العسكري داخل أماكن عملهم، والتي يُفصحون عنها علنا لأصدقائهم. الأمر الذي من شأنه أن يساعد على اصطيادهم بمنتهى السهولة من قبل بعض ضِعاف النفوس. من هنا على الجهات الرقابية أن تلفت الانتباه إلى ضرورة الابتعاد عن التعامل مع تلك المواقع التي يتهافت عليها البعض، دون إدراك كافٍ للعواقب التي تنتج عنها. بالتالي أظن أنه لا داعي للشفافية المطلقة في الإفصاح عن المعلومات أو البيانات الشخصية. فالعدو واحد، ونواياه لا تخفى على أحد، ولديه قدرة جيدة على استنتاج وتحليل الأهداف التي من شأنها تحطيم معنويات آلاف الأسر بعمل خسيس كالذي يحدث من حين لآخر، ويذهب ضحيته عشرات المواطنين. أناشد هؤلاء الشباب من راغبي التواجد على تلك المواقع أن يكون لديهم نوع من الحرص والحذر في الكتابة والإفصاح عن هويتهم وعما يدور حولهم، ولتكن صور الأمهات الثكلى والأرامل خير دافع للحفاظ على أرواحهم. وبقلب الأم أتحدث إلى الجندي القابع هناك على الحدود أتوسل إليك أن تحافظ على نفسك، وعلى حياتك. وأن تبتعد عن الأزرق فهو شِرك منصوب لك بحرفية متقنة، بمعرفة صياد ماهر، أرجوك ابتعد عنه كي تُجنبنا يوما موحشا نبكى فيه كأمهات عذاب فراقك . لمزيد من مقالات هالة برعى