أعلنت حركة طالبان الأفغانية مسئوليتها أمس عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار جلال آباد شرقي أفغانستان, وأسفر عن مصرع ستة أشخاص وإصابة سبعة آخرين. جاء ذلك في اطار تصاعد للتبعات الانتقامية الدامية لواقعة حرق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة جوية أمريكية في أفغانستان, وأكد متحدث باسم الحركة في بيان لها أن هذا الهجوم جاء ردا علي حرق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة باجرام التابعة للقوات الأمريكية. واعتبرت الحركة أنها بذلك ثأرت للحدث المشين الذي شهدته القاعدة الجوية التابعة لحلف شمال الأطلنطيالناتو. وأعلنت الشرطة الأفغانية أن هذا الهجوم أدي إلي مصرع وإصابة13 شخصا, وأنه نجم عن انفجار سيارة ملغومة عند بوابات المطار. وكانت أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها الاحتجاجات علي حرق المصحف في أفغانستان قد أسفرت عن مصرع نحو30 شخصا علي الأقل, من بينهم أربعة جنود أمريكيين, كما أصيب مئات آخرون.وأوضح المتحدث باسم شرطة ولاية نانجرهار الأفغانية حضرت محمد: إن الانفجار وقع عند مدخل مطار جلال آباد, واصفا الانفجار بأنه قوي للغاية, وأشار إلي أنه لا يعلم ما إذا كان لهذا التفجير علاقة بموجة المظاهرات المستمرة منذ أسبوع في أفغانستان احتجاجا علي حرق جنود أمريكيين نسخا من المصحف الشريف.ومن ناحيته, استغل السفير الأمريكي في أفغانستان ريان كروكر التطورات المتلاحقة علي الساحة الأفغانية ليؤكد أنه يجب علي الولاياتالمتحدة مقاومة أي تعجل لسحب قواتها من أفغانستان قبل الموعد المقرر لذلك. وقال كروكر في مقابلة مع شبكة سي إن إن من كابول إن التوترات متزايدة جدا هنا.. أعتقد أننا بحاجة لأن نترك الأمور تهدأ والعودة إلي مناخ طبيعي بشكل أكبر ثم نبدأ في العمل. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إن وزيري الدفاع والداخلية الأفغانيين أجلا زيارتين مقررتين للولايات المتحدة هذا الأسبوع, في الوقت الذي يجريان فيه مشاورات مع الزعماء الأفغان الآخرين بشأن حماية قوات التحالف وإخماد أعمال العنف. وكان من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع عبد الرحيم وردك ووزير الداخلية بسم الله محمدي مع وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا بعد غد الخميس.وقال جورج ليتل السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية أن بانيتا يتطلع لاستضافتهما في الوزارة في المستقبل القريب, ويعتبر أن لجهودهما في الداخل أولوية الآن. وفي الوقت ذاته, أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن أملها في استجابة الأصوات الأخري في أفغانستان إلي الدعوي التي أطلقها الرئيس حامد كرازي لإعادة الهدوء لأفغانستان بعد حادث إحراق نسخ المصحف.وأضافت كلينتون في مقابلة مع شبكة سي إن إن أن اعتذار الرئيس باراك أوباما عن حادث إحراق المصحف لم يكن عاملا مساعدا, وأنه كان يتعين عليه أن يعلن أن هذا الحادث لم يكن متعمدا وأننا نأسف بشدة لوقوعه. كما استغل المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية ريك سانتورام الأزمة لفتح النيران علي منافسه أوباما, حيث اتهم الأفغان بالمبالغة في ردة فعلهم, وزعم أنه لم يكن هناك ما يستدعي اعتذار من الرئيس الأمريكي بدعوي أن واقعة إحراق المصاحف لم تكن متعمدة.