تلوث الهواء، وحُبست الأنفاس، بعد تصاعد دخان المصانع وعوادم السيارات وحرق المخلفات وقش الأرز وتصاعد أبخرة الفلزات الثقيلة كالرصاص، فتعلقت فى الجو وظهرت آثارها الخطيرة على الإنسان فى صور عدة، ومنها - كما أكد العلماء: ضيق التنفس واضطراب الذاكرة والانتباه والتخلف العقلى والهلاوس والكآبة والأوهام والتبلد. يقول الدكتور أشرف سليم الأستاذ بمركز علاج السموم الإكلينيكية والبيئية بكلية طب قصر العينى إن ملوثات الهواء تعد الأكثر انتشاراً لأنها قادرة على عبور كل الحدود كالتلوث بمواد صلبة معلقة كالدخان، وعوادم السيارات والأتربة وغبار الإسمنت والمبيدات الحشرية، وكذلك التلوث بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة كالسيانيد والكلور وأول أوكسيد الكربون وثانى أوكسيد الكبريت، وكلها مواد تؤثر بشكل مباشرعلى البيئة، وتؤدى الى الإسهام بمزيد من التغيرات المناخية. وأوضح أنه تلاحظ لفريق بحثى ضم مجموعة من الباحثين منهم: الدكتورعبد المنعم محمود استاذ علم النفس بجامعة المنوفية والدكتورة ميرفت مصطفى الباحثة فى علم النفس، فى أثناء عمل المتابعة والكشف الدورى بالهيئة العامة للتأمين الصحى، وتزايد الحالات العصبية والسلوكية من تأثير أبخرة السيانيد. وأضاف أنه تبين - بعمل دراسة بحثية وعلمية على أكثر من مائة من العمال المعرضين لأبخرة السيانيد من خلال الاستنشاق أو اللمس أو البلع - وجود فروق واضحة وجوهرية فى سرعة رد الفعل باستخدام مسطرة وجهاز قياس زمن الرجع الأجنبى بين المجموعة المعرضة وغير المعرضة. كما وُجد أن الناس الذين يدخنون أو يتنفسون دخان التبغ فى البيئة، والأجنة من الأمهات اللاتى يتعرضون لدخان التبغ البيئي؛ لديهم مستويات عالية للسيانيد، مما يؤثر على أداء العمال وسلامتهم أثناء العمل، كما أجريت القياسات البيئية لسيانيد الهيدروجين فى الهواء، وكان يتراوح بين 9.2 و9.3 جزء فى المليون. أخيرا، أشار الدكتور أشرف سليم إلى أن المظاهر التى تحدث بسبب التعرض لمجموعة السيانيد تبدأ بالدوخة والصداع وضيق التنفس واضطراب الجهاز الهضمى لفقدان وعيه، وكذلك عدم انتظام ضربات القلب، وتنتهى بالموت.