بمناسبة مرور عام على إقامة المشروعات التنموية الإماراتية فى مصر وفى ظل التعاون المستمر بين الدولتين، رصدت «الأهرام» إنجازات تلك المشروعات على أرض الواقع فى البلاد، حيث قامت الإمارات تحديدا فى 26 أكتوبر 2013 بتوقيع اتفاق مع مصر لتنفيذ عدد من المشروعات التنموية التى تزيد من قدرات البلاد على مواجهة التحديات وتسهم فى تحسين الخدمات المقدمة للمواطن المصرى خاصة فى المناطق النائية والأكثر احتياجا. وقد تم التنسيق مع الحكومة المصرية على برامج زمنية لتنفيذ تلك المشاريع بما يحقق فوائدها الاقتصادية والاجتماعية العديدة والتى يستفيد منها أكثر من 8 ملايين مواطن مصرى بشكل مباشر، وبالفعل يجرى العمل حاليا على قدم وساق للانتهاء من تلك المشاريع التى تحظى بمتابعة الحكومة المصرية ودولة الإمارات من خلال المكتب التنسيقى الذى تم إنشاؤه خصيصا لهذا الهدف فى مصر، حيث تعكس تلك المشاريع العلاقات الأخوية بين البلدين والتقدير الإماراتى الكبير لدور مصر ومكانتها وعطائها للأمة العربية والبشرية كلها. وتؤكد هذه المشروعات وقوف دولة الإمارات فى صف واحد مع الشعب المصرى والعمل يدا بيد مع الحكومة المصرية لمواجهة التحديات، كما أنها استمرار لنهج ثابت بدأ فى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ويحرص على تعميقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات. ومن المشروعات الإماراتية الخاصة بالمرافق والبنية التحتية، مشروع بناء 4 جسور وتطوير 41 مزلقانا للسكك الحديدية، ويجرى العمل فى هذا المشروع بموارد مصرية 100% بعدد من المحافظات لحماية المواطنين من خلال تأمين تلك المزلقانات وتشغيلها آليا للحد من الأخطاء البشرية الناتجة عن التشغيل اليدوي، وخفض عدد الحوادث والخسائر الناجمة عن الأخطاء البشرية. ويساهم المشروع فى تخفيف الازدحام المروري، وإنجاز 15% من مخطط تطوير الجسور، و5% من مخطط تطوير المزلقانات، ضمن برنامج تطوير سكك الحديد. أما مشروع تطوير البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي، فهو يستهدف 151 قرية تمثل 12 % من القرى الأكثر احتياجا لخدمات الصرف الصحي، بما يحقق هدفا صحيا من خلال الحد من انتشار الأمراض والأوبئة والحفاظ على البيئة والصحة العامة وبما ينعكس إيجابيا على حوالى 1.7 مليون مواطن مصري. كما أنه يوفر المضخات التى ستسهم مستقبلاً فى خدمة المزيد من القرى المعزولة عن نظام الصرف الصحي، إضافة إلى أنه يوفر أكثر من 23 ألف فرصة عمل فى مجال الإنشاءات. وفيما يخص مشروعات الإسكان، سيتم إنشاء 50 ألف وحدة سكنية لمحدودى الدخل لتخفيف التحديات التى يواجهها قطاع الإسكان فى مصر بإنشاء مجمعات سكنية تحتوى على المرافق المعيشية الأساسية ل50 ألف عائلة أو ما يزيد على 250 ألف شخص من ذوى الدخل المحدود، بما فيها المساجد والمتاجر ومراكز رعاية الأطفال والمرافق الترفيهية. ويسهم هذا المشروع فى تخفيف الضغط السكانى على العاصمة وتقليل الازدحام فى القاهرة الكبرى والتكاليف المرتبطة به والتى تقدّر ب50 مليون دولار سنوياً كما يوفر 220 ألف فرصة عمل فى مجال الإنشاءات و10 آلاف فرصة عمل دائمة. كما يوجد مشروع خطوط إنتاج الأمصال الصحية، الذى يؤمن خدمة صحية وقائية للمواطن المصرى بتطوير 4 خطوط لإنتاج الأمصال الصحية (إنسولين وأمصال وطعوم ) تلبى 55% من حاجة مصر لأمصال التطعيم وترفع نسبة اكتفائها الذاتى من 15% إلى 80%. كمايحقق هذا المشروع الاكتفاء الذاتى بنسبة 100% بالنسبة لأمصال الانسولين والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية للمواطن المصرى ضمن التطعيم المجاني) ويوفر 40 مليون دولار سنويا من خلال الانتاج المحلى وتقليل الواردات وإمكانية التصدير وكذلك توفير احتياجات مرضى السكري، ومنها منطقة إنتاج الأمصال الحالية ومنطقة لتعبئة من المنتج المحلى ومنع الاحتكار، ومنطقة إنتاج مركزات لقاحات الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي، ومعامل الرقابة على الإنتاج و رفع الطاقة الإنتاجية لمصنع البيوتكنولوجى (خط خلط وتعبئة الأنسولين واللقاحات المندمجة)، ومنطقة خلط وتعبئة شلل الأطفال، وهناك مشروع تشييد 78 وحدة صحية فى 23 محافظة سوف تعمل فى خدمة المريض بنظام طب الأسرة وتلبى أكثر من 20% من الطلب على العيادات التى تقدم خدمات طب الأسرة، وتأمين الرعاية الطبية لأكثر من 780 ألف مواطن خاصةً فى المناطق الأكثر حاجةً للرعاية الطبية بالقرى المحرومة والمناطق النائية. ويوفر 5 آلاف فرصة بالإنشاءات 1000فرصة عمل دائمة لأبناء تلك القري. وفى مجال مشروعات التعليم، يستهدف المشروع الإماراتى تشييد 100 مدرسة فى 18 محافظة مصرية تضيف حوالى 1877 فصلاً دراسياً وتستوعب أكثر من 75 ألف طالب فى العام الدراسى المقبل. ويؤمن المشروع، احتياجات العديد من القرى وتوابعها من فرص التعليم وتوفير المدارس والفصول المطلوبة ويسهم فى مكافحة الأمية وتقليل أعداد المتسربين من التعليم وتقليص المسافات التى يقطعها التلاميذ، الذين يضطرون للسفر لمسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم، كما يقلل من الفترات الدراسية صباحية ومسائية ويلبى نحو 7% من الطلب على المدارس فى المناطق النائية، ويسهم فى توفير 8 آلاف فرصة عمل فى مرحلة الإنشاءات و3 آلاف و 200 فرصة عمل دائمة. وعن برنامج التدريب المهنى من اجل التشغيل، يعتمد هذا المشروع على تنمية القوى البشرية ورفع كفاءة ومهارات الأفراد، من خلال توفير التدريب الصناعى ل100 ألف شخص سنويا بما يوفر حوالى 50% من احتياجات التدريب المهنى فى سوق العمل فى مجال الصناعة. كما يتضمن إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية ، وكذلك إعداد المناهج المهنية اللازمة لذلك ومنها تصميم 312 منهجا مهنيا لتلبية احتياجات المستفيدين من برامج التدريب المهني. وهناك مشروع بناء 25 صومعة لتخزين الغلال فى 17 محافظة تزيد الطاقة التخزينية من القمح إلى نحو 1 ونصف مليون طن. ويوفر المشروع 10% من فاقد القمح بقيمة تصل لنحو 2.4 مليار جنيه سنوياً، ويعطى الحكومة المرونة المطلوبة لاستيراد القمح بأسعار أكثر تنافسية، إذ يوفر ما بين 3 - 5% من أسعار القمح المستوردة، أى ما يعادل حوالى 160 مليون دولار فى العام، ويوفر أكثر من 15 ألف فرصة عمل جديدة. أما مشروع توريد 100 ألف رأس من المواشي، فهو يحقق خدمة كبيرة للعديد من سكان المناطق الريفية فى مصر إذ يعتمد على توريد 100,000 رأس من المواشى الحية منها 50 ألفا عجول حلاّبة (عجلات عشار) لإنتاج الحليب ومشتقاته و50 ألف رأس للتسمين بما يسهم فى دعم حوالى 100 ألف أسرة فى الريف ويغطى احتياجاتها اليومية بهدف المساهمة فى رفع المستوى المعيشى للأسر البسيطة واستحداث فرص لإقامة مشاريع صغيرة فى قطاع منتجات الألبان. وهناك مشاريع الكنيسة الأرثوذوكسية القبطية فى مصر، حيث يتم دعم الكنيسة الأرثوذكسية القبطية فى مصر من خلال 3 مشروعات تتضمن بناء عيادات، وبيت للأيتام ومدرسة داخلية للطالبات بما يسهم فى تخفيف التحديات التى تواجهها الكنيسة فى تقديم الخدمات الاجتماعية. وفيما يخص مشاريع الأزهر الشريف، تتضمن المرحلة الأولى من هذا المشروع بناء 4 مبان لإسكان الطالبات يضم كل منها 5 طوابق و81 وحدة سكنية بما يسهم فى تخفيف التحديات التى يواجهها الأزهر فى بناء مساكن للطالبات. وكذلك بناء مكتبة جديدة ومتطورة تكنولوجياً بتقنيات عالية بما يسهم فى ربط الازهر الشريف إلكترونياً إقليمياً وعالمياً وتوفير أحدث المراجع العلمية التى يمكن أن يستفيد منها طلاب الجامعات الأخرى أيضاً، ويوفر المشروع أيضا فرص عمل فى مجال الانشاءات وايضا الوظائف الإدارية المؤقتة والدائمة. أما مشروعات المواصلات، فهى توفر 600 حافلة للنقل العام بالقاهرة الكبري، بمواصفات تناسب المواطن المصرى لتغطية 30% من احتياجات برنامج النقل العام فى القاهرة الكبرى وتخفيف الضغط على الحركة المرورية على شبكة الطرق والحد من الحوادث، ويستفيد من تلك الأتوبيسات ما يصل إلى 600 ألف راكب يومياً يوفرون 50% من أجرة النقل مقارنة بحافلات القطاع الخاص، كما أن هذا المشروع يستحدث 2400 فرصة وظيفية دائمة. وهناك مشروع تغذية 70 قرية نائية بالكهرباء يوفر احتياجات الكهرباء لسكان 70 قرية نائية فى مختلف المحافظات، ويعتمد على تصميم وتوريد وإنشاء وتشغيل محطات تعمل بالطاقة الشمسية لتزويد القرى ال 70 و159 تابعا ونجعا بالكهرباء، ويسهم فى تزويد أكثر من 60 ألف وحدة بالكهرباء من مصادر متجددة للطاقة، بما يمثل 13% من إجمالى المبانى التى لا ترتبط بشبكة الكهرباء. وتشمل تلك الوحدات المنازل والمساجد والمدارس والمرافق الطبية والمبانى التابعة للقطاع العام، وينتج أكثر من 64 مليون ساعة كهرباء سنوياً ويوفر ما يصل إلى 19 مليون لتر من وقود الديزل بما يعادل 4% من إجمالى الديزل المستهلك سنويا لتوليد الطاقة وبقيمة 11 مليون دولار سنويا، كما يوفر 10 آلاف فرصة عمل فى مجال الإنشاءات.