ما أصعب من أن يكون الاختيار بين الموت عطشا أو الحياة بمرض.للأسف هذا هو حال الناس في أغلب قري محافظة سوهاج المحافظة الوحيدة في محافظات الوجه القبلي التي يمر وسطها نهر النيل والناس لا تجد المياه الكافية والصالحة للاستخدام الآدمي وكأن الناس في القرى الصعيد ليس من حقها أن تشرب مياه نقية، وأصبح الناس أمام اختيارين كلاهما مر العطش أو المرض . كوم اشقاو هي قرية من قري مركز طما ولدت وتربيت فيها وباعدت بيني وبينها سوء الحال وتلوث المياه وتهالك الطرق والمواصلات حتى أصبح فكرة السفر إليها مغامرة قد لا تحمد عواقبها فهي وقري أخري مثل المدمر والهيشة وكوم السعادة والوقات وعزبة التحرير وسليم والرياينه تعتمد علي محطات مياه قديمة ومتهالكة يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1946 تعتمد علي شبكة مياه مصنوعة من مادة "الاسبستوس " المحرم دوليا لكن لازالت موجود في قري سوهاج مما أدي إلي انتشار الأمراض المزمنة . فقد ارتفعت نسبة الإصابة بمرض الفشل الكلوي وإمراض الكلي الناتج عن استخدام المياه الملوثة ،التي تستخرج من باطن الأرض عن طريق " مواتير" رفع المياه الجوفية أو عن طريق الطلمبات الحبشية نتيجة لعدم وجود شبكات للصرف الصحي في كل قري الصعيد تتسرب مياه الصرف الصحي إلي المياه الجوفية ويشرب المواطنين منها ثم حدث بعد ذلك ولا حرج عن كمية الأمراض المترتبة علي ذلك لدرجة أن هناك قري في مركز طما لا يخلوا بيت فيها من مريض فشل كلوي . يذكر أنه رغم مرور أكثر من 8 سنوات علي القرار الخاص بتنفيذ مشروع محطة مياه الشرب المرشحة بمدينة طما بمحافظة سوهاج علي مساحة 8 أفدنة و18 قيراطاً بتكلفة 200 مليون جنيه بطاقة إنتاجية 85 ألف م3/ يوم فإنه لم يتم الانتهاء من العمل بها حتى الآن ليظل أهالي مركز طما وقراها في انتظار تحقيق حلم شرب كوب ماءٍ نظيف بعد أن أصبحوا معرضين للمخاطر الصحية والأمراض فقد جف لسان المواطنين من مناشدة المسئولين بسرعة انجاز محطة مياه قرية المدمر التي تم إنشائها منذ 2003 والي ألان تم عمل حوالي 30% من الإنشاءات وتوقف العمل فيها تماما فقد كان متوقع لهذه المحطة خدمة عدد كبير من القري المحرومة لكن للأسف توقف العمل لذلك لجأ الأهالي إلي عمل محطات لتنقية المياه بالجهود الذاتية بتكلفة 100 ألف جنية للمحطة ويعتبر هذا حل مؤقت ولا يكفي كل أهالي القرية الذين يتوجهون ليل نهار إلي أحدي محطات الشرب الصغيرة التي أنشأها عدد المواطنين بالجهود الذاتية في القرى من أجل تعبئة المياه في "جراكن" لاستخدامها للشرب، والوضوء بعد أن تبين أن مياه القرية لا تصلح للشرب ولا الوضوء نظراً لاختلاطها بمياه الصرف الصحي فالأمل الوحيد لأهالي قري الغير قادرين علي شراء فلاتر لتنقية المياه هو في استئناف العمل في محطة معالجة المياه التي توقف العمل لأسباب غير معروفة . لمزيد من مقالات ناهد الكاشف