سيطرت أجواء الخوف من تنظيم «داعش» على احتفالات الشيعة فى سورياوالعراق بذكرى عاشوراء المنتظر إحياؤها اليوم ، حيث قامت السلطات العراقية بحشد قواتها العسكرية لتطهير مناطق جنوببغداد لتأمين طريق الزوار الشيعة الى مدينة كربلاء المقدسة،وقامت بنشر عشرات الآلاف من رجال الأمن لمحاولة حمايتهم من الخطر المتزايد الذى يمثله التنظيم. وتأمل السلطات ان يحول ذلك دون تكرار التفجيرات الدموية التى أودت بحياة مئات الزوار خلال الاعوام الماضية، لا سيما عبر الهجمات الانتحارية. وشكلت استعادة بلدة جرف الصخر بين محافظاتبغداد وبابل (جنوب) والانبار (غرب) وبالقرب من الطريق بين بغداد وكربلاء، محورا اساسيا فى هذه الخطط. ويستخدم الطريق مئات الآلاف من الشيعة لزيارة مرقد الامام الحسين فى كربلاء. جاء ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر أمنية عراقية وشهود عيان أمس أن عناصر تنظيم داعش نفذ احكام الاعدام بحق نحو 200 من رجال وفتيان من عشيرة البونمر السنية فى محافظة الانبار غرب بغداد.ووصفت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) الحادث بانه «مروع» حيث نفذت الجماعات المسلحة اعدامات طالت نحو 200 شخص من الرجال والفتيان من عشيرة البو نمر فى محافظة الانبار فى سابقة غير مألوفة ضد العشائر السنية . وأوضحت أن عشائر سنية شاركت المسلحين فى تنفيذ هذه المجزرة بعد تمسك شيوخ ورجال عشيرة البونمر بموقفهم فى الاستمرار بمقاتلة المسلحين ورفض الانضمام اليهم . وفى سياق متصل ، صرح الشيخ وسام الحردان قائد صحوات ابناء العراق فى الانبار بان غالبية الاشخاص الذين قتلتهم داعش من عشيرة البو نمر هم من رجال الصحوات الذين قاتلوا المسلحين حيث تضم عشيرة البو نمر نحو 800 من رجال الصحوات . وتوعد الشيخ محمد الهايس رئيس تجمع ابناء العراق ب «الانتقام لمقتل ابناء عشيرة البو نمر على يد عناصر داعش».وقال الهايس فى تصريح صحفى إن بعض شيوخ العشائر المتآمرين ضد بلدهم فى محافظة الأنبار يتحملون دماء الشباب الذين أعدمتهم أيدى الغدر الداعشى بلا ذنب سوى دفاعهم عن مدينتهم وأهلهم. وفى السياق نفسه، نجح الجيش العراقى فى الوصول إلى مركز قضاء بيجى بمحافظة صلاح الدين ، وسط البلاد، إثر معارك خاضتها قواته مع مسلحى تنظيم (داعش). ونقلت قناة (سكاى نيوز) الإخبارية عن وزارة الدفاع العراقية أن الجيش تمكن من استعادة السيطرة على مبنيى القائمقامية ومركز الشرطة، وتواصل القوات تقدمها باتجاه الأحياء الشمالية من القضاء; لاستكمال العمليات العسكرية الرامية لاستعادة السيطرة الكاملة عليه. وفى سوريا ، عانت دمشق العاصمة وباقى المحافظات خلال الأيام الحالية من زيادة ساعات التقنين فى التيار الكهربائي، وذلك بعد استيلاء (داعش) على أكبر حقل غاز فى البلاد، مما أثر على كمية الوقود المغذية لمحطات التوليد، حيث انخفضت لأكثر من النصف. وأفاد «المرصد السورى لحقوق الإنسان» المعارض بأن التنظيم الإرهابى سيطر على شركة حيان للغاز التابعة لحقل « الشاعر» للغاز فى ريف حمص الشرقي، والتى تعد مصدرا مهما للغاز المغذى لمحطات التوليد فى كافة المحافظات، فى مقدمتها دمشق. واكتسى وسط العاصمة السورية دمشق المعروف بالمدينة القديمة ، بأعلام سوداء وخضراء، وعليها عبارات الذكر والتمجيد ل «آل البيت»، تمهيدا لإحياء الطائفة الشيعية لذكرى يوم «عاشوراء»، حيث يصادف اليوم الاثنين، العاشر من شهر محرم فى التقويم الهجري. وكانت الاحتفالات الشيعية قد اقتصرت فى الفترة ما قبل الصراع ، على طقوس تمارس فى أماكن خاصة بهم دون ضجة، وكان ظهورها للعلن خجولا، الأمر الذى اختلف حاليا بشكل كبير، بدءا من التحصين والتشديد الأمني، مرورا باللافتات والأعلام والموسيقى والأغانى الدينية الصاخبة فى العديد من الأماكن، وانتهاء بحيثيات الاحتفالات أو «اللطميات» وهى نوع من أنواع الأناشيد الدينية التى تمجد آل البيت وخاصة الامام على وسلالته، وكل ذلك بموافقة السلطات. وميدانيا، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر (المعارض) وقوات النظام فى حى سليمان الحلبى بمدينة حلب، كما قصف الجيش الحر مقار تلك القوات فى محيط البحوث العلمية فى حى الراشدين بحلب.كما فجر انتحارى نفسه بمنطقة المزة بالعاصمة السورية دمشق بمحيط كليات الآداب والطب. وأفادت مصادر مقربة من السلطات فى سوريا، بأن شخصا انتحاريا فجر نفسه باستخدام حزام ناسف كان يرتديه فى اتستراد المزة جانب نفق الآداب وبمحيط كلية الطب دون أن تتوفر معلومات عن إصابات حاليا، بيد أن معلومات أخرى أفادت بأن «الانتحارى» تم قتله قبل أن يفجر نفسه.