تختتم القوائم الانتخابية فى تونس حملاتها اليوم قبيل الدخول إلى الصمت الانتخابى غدا، واعتبارا من مساء أمس بدأت الأحزاب الرئيسية فى اختتام حملاتها التى استمرت على مدى نحو ثلاثة أسابيع، واختارت غالبية هذه الأحزاب شارع الحبيب بورقيبة (الشارع الرئيسى فى وسط العاصمة) مكانا لإنهاء حملاتها. وصرح الدكتور شفيق صرصار رئيس الهيئة المستقلة العليا للانتخابات - فى مؤتمر صحفى لدى افتتاحه المركز الإعلامى للهيئة بأن الهيئة تمكنت من إيصال مستلزمات العملية الانتخابية إلى جميع أنحاء البلاد بمساعدة من قوات الجيش، وعلما بأن 50 ألف شرطى و40 ألف جندى بالجيش سيشاركون فى تأمين الانتخابات. وبينما بدأ العد التنازلى ليوم الانتخابات بعد غد تناقلت وسائل الإعلام فى تونس أنباء عن مخاطر إرهابية تستهدف التشويش على العملية الانتخابية، وكانت أخطر الحوادث تلك التى أعلنت عنها أجهزة الأمن فى «وادى الليل» إحدى ضواحى العاصمة حيث دارت اشتباكات مع إرهابيين تحصنوا فى منزل، وأسفرت هذه الاشتباكات عن استشهاد عنصر من القوات الخاصة، كما وردت أنباء عن إصابة خمسة من جنود الجيش فى انفجار لغم بمنطقة «سيدى يوسف».كما تمكنت السلطات التونسية من إلقاء القبض على عنصرين إرهابيين فجر أمس كانا ينويان القيام بعملية إرهابية. ومن جانبه، أكد مهدى جمعة رئيس الحكومة التونسية المؤقتة أن الرسالة التى يريد توجيهها إلى العالم عبر إنجاح الانتخابات القادمة، أن تونس أكثر أمنا. وقال : يجب أن نعلم أن نجاح هذه الانتخابات سيكون أكبر رسالة نوجهها لدعاة الجذب إلى الوراء، للتكفيريين وللذين يريدون أن تحل الفوضى فى هذه التجربة». ودعا جمعة الناخبين إلى المشاركة بكثافة فى الاقتراع، مشددا على أهمية كل صوت فى تدعيم قوة العملية الانتخابية والمؤسسات التى تسهر على تأمينها والتقليص من إمكانية الطعن فى مصداقيتها لافتا إلى أن الجميع ينتظر هذه الانتخابات بهدف الانتقال من الوضع المؤقت إلى وضع الاستقرار والحصول على رؤية أكثر وضوحا للبلاد، مشيرا إلى أن الوصول إلى هذه المرحلة كان مسبوقا بالعديد من التحضيرات الأمنية وأن تهيئة المناخ ومساعدة الهيئة على تنظيم انتخابات شفافة كان من أولويات الحكومة منذ تنصيبها، مذكرا فى هذا الخصوص بدور خلية الأزمة فى تأمين المسار الانتخابى واللجنة التى تم تكوينها فى وزارة الداخلية لهذا الغرض. وأضاف أن «جزءا كبيرا من خطر التهديد الإرهابى قد زال بفضل العمليات الأمنية الاستباقية، غير أن مقاومة الإرهاب هى حرب دائمة» ،داعيا الجميع إلى التحلى باليقظة و القائمين على العملية الانتخابية إلىالحياد التام، مشيرا إلى أهمية دور المراقبين التونسيين والأجانب فى ضمان مقدار أكبر لشفافية الانتخابات ومصداقيتها، معربا عن الأمل فى أن تفرز الانتخابات أفضل ما فى تونس. وفى غضون ذلك، شارك المفكر الأوروبى المصرى الأصل طارق رمضان -حفيد الإمام حسن البنا -فى الفاعليات الانتخابية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» حزب الرئيس التونسى المنصف المرزوقى، وحذر خلال ذلك من الاستقطاب بين الإسلاميين والعلمانيين، مستنكرا محاولات تشبيه حزب النهضة الإسلامى برئاسة راشد الغنوشى بتنظيم «داعش»، وبالرغم من تأكيده أنه لم يأت لدعم حزب بعينه، إلا أن المراقبين اعتبروا أن هذا الظهور لرمضان فى زيارته الخاطفة لتونس فى هذا التوقيت يفيد بأن الغنوشى، صديق رمضان، أراد ان يبعث برسالة دعم رمزية نحو شريكه السابق فى حكم الترويكا، المرزوقى وحزبه المؤتمر.