أدعوك ياصديقة عمرى وطفولتى.. لملاقاتى كما كنا نفعل أيام زمان.. لنجرى فى الطرقات ويلفنا الصقيع وتملأ ضحكاتنا الدنيا المليئة بالأحلام.. وكما كنا ومنذ أكثر من عشرين عاما صبايا نرتدى الملابس «التويدية الشتوية» والقفازات لتدفىء أيدينا.. فهل تقبلين دعوتى على أن نفتح تلك «الخزانة» المهملة جانبا ونخرج منها بعض القطع القديمة القوية التى لم يترك الزمن أثرا عليها والتى تحمل أجمل ذكريات حياتنا، ولتكن الدعوة عامة. لتمتد للأخريات المعاصرات لارتداء الموديلات التويدية الحديثة لشتاء 2015. فالمرأة المعاصرة الفاتنة تريد أن تظهر هذا الشتاء بمظهر خاطف للأنظار.. وفى رحلة بحثها عن الجديد تذكرت تلك التصميمات الرائعة التى كانت ترتديها أمها أو - جدتها - فى الخمسينيات والستينيات التى كانت ترتديها أجمل النجمات العالميات والمصريات فى ذاك الآن، ولأن ارتداء مثل هذه الموديلات الرصينة القديمة قد أصبح عليها اختيار تلك المصنوعة من أقمشة التويد التى سيكون لها النصيب الأكبر فى تصميمات الملابس الكلاسيكية هذا الشتاء التى تظهرها متمكنة قوية الشخصية فى عملها كتفا بكتف ولاتقل شخصية عن زميلها فى العمل، وستظر هذا الشتاء «بالتايير» والجيب التويد الاستقراطى بقصاته المبتكرة المتعددة والتى اختفت منذ سنوات طويلة . «فالتاييرات» ذات الأوبليتات المرتفعة والتى تظهر الأكتاف عريضة « يمكن تزيينها بالاكسسوار أو حلى المسامير»، والجيبات الضيقة والمتسعة والمعاطف الشتوية العريضة والطويلة أصبحت تتحدث بالأناقة لتدفئ شتاء المرأة، وقد بدأت شانيل هذا العام استخدام خامة التويد فى تصميم موديلاتها والذى بدأته منذ أكثر من 60 عاما- تلتها دوليا بيوت أزياء ديبور، وجابانا، وكريستين ديور، وفالنتينو، وريموندى وقد استخدموا جميعا أقمشة التويد النادرة وغالية الثمن والموجودة فى الجذر الاسكتلندية لتدفئتها. اشتريه.. من الموسكى والوكالة أما بيوت الأزياء المصرية فقد مزجت فى صناعة أقمشة التويد مابين خيوط التويد والخيوط الجلدية والقطنية والصوفية حتى تكون أقل ثمنا وتناسب أجواءها الشرقية الدافئة وتناسب ميزانية كل الأسر وكل الأعمار و قد قامت بتصميم التايورات الكلاسيكية والبدلة والجاكت أو»البليزلر» التى تناسب المرأة فى العمل، أيضا الجاكت القصير على البنطلون الجينز أو «الجيب» أو الفستان «الجابونيز» أو الذى بدون أكمام، ويمكن للأسر الأنيقة الموفرة أن تبتاع أقمشة التويد الأصلية أو الممزوجة بالخيوط العريضة من الخامات الأخرى وعلى طريقة - الأسكبيدو المعروفة - وبمختلف الألوان «رمادى X أسود» أو «كحلى x أبيض»، أو الحديثة «الرمادى X روز» أو « الأحمر X الأبيض»، وغيرها من ألوان من أسواق وكالة البلح أو الموسكى والأزهر وغيرها من المحال التجارية المنتشرة، لتقوم بتفصيلها لدى «الترزى» والذين عاد لامتهان هذه المهنة مرة أخرى وبقوة وأصبح قادرا على منافسة أسواق الجاهز من جديد. من اسكتلندا.. إلى عروض الأزياء ولملابس التويد التى ستتألق بها المرأة فى شتاء 2015 قصة حقيقية طريفة هى: أن ارتداء الملابس المصنوعة من التويد كان مقصورا على الرجال وحدهم فى اسكتلندا فى القرن الماضى، وكانوا يستخدمونه فقط عند قيامهم برحلات الصيد فى الغابات، حيث إن خاماتها الثقيلة كانت تحميهم من برودة الجو الشديدة المعروفة بالصقيع، وكانت النساء وقتها يرتدين الفساتين الواسعة والطويلة، حتى يظهرن بصورة أنحف كثيرا مما هن عليه، وقد رأت «كوكو شانيل» فى مطلع الخمسينيات من القرن الماضى والتى كانت تزور أسكتلندا كثيرا ضرورة أن تحرر النساء من تلك الفساتين التقليدية الخانقة، فاستخدمت أقمشة الكتان الرجالية الخشنة فى تصنيع أول سترة نسائية من التويد وكانت قصيرة ذات جيبين مربعين صغيرين، وأصبحت هذه القصة من هذا القماش بالذات موضه نسائية لذوات الطبقة الراقية، وقد أكمل «كارل لارج فيلد» مشواره فى تصنيع التويد لأغلى قطع الملابس وكان موضة معروفة لدى الشباب والسيدات سنوات طويلة وحتى عام 1983، ولكنها اختفت فجأة لتسود موضة الموديلات «الموهير» والجلد والصوف. وبعد أكثر من خمسة عشرين عاما يعود التويد مرة أخرى بعد تطويره وفى موديلات حديثة لنقدمها لقارئات صفحة المرأة لترتدينه دون تردد فلم تعد أزياء التويد الكثيرة مقصورة على سيدات أو فتيات الطبقة الراقية فقط.. انما لكل من تتوق نفسها الى الأناقة والفخامة والرقى.