فى خطوة مفاجئة، فوض المجلس الثورى لحركة فتح، اللجنة المركزية بإمكانية التحلل من اتفاق أوسلو مع الجانب الإسرائيلى، فى الوقت الذى أكد فيه صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن أى تصويت أمريكى "بالفيتو" لإحباط مشروع القرار العربى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى أمام مجلس الأمن الدولى سيقابله انضمام فلسطينى إلى المنظمات الدولية ووقف التنسيق الأمنى. وقال عريقات فى دراسة بعنوان "اليوم التالى- ماذا بعد؟" نشرتها أمس صحيفة "الأيام" الفلسطينية، إنه فى حال إحباط مشروع القرار العربى يجب على دولة فلسطين أن تستكمل تقديم صكوك الانضمام لكل المؤسسات والمواثيق والبروتوكولات والمعاهدات الدولية وعددها 522 وأن توقف السلطة الفلسطينية جميع أشكال التنسيق الأمنى مع دولة الاحتلال الإسرائيلية، وأن يدعو رئيس دولة فلسطينالمحتلة إسرائيل إلى تحمل كل مسئولياتها. وأوضح عريقات أن مشروع القرار الذى يجرى التداول بشأنه فى مجلس الأمن الدولى أعاد تأكيد جميع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات العلاقة، ووجوب إنفاذ ميثاق جنيف الرابع لعام 1949، المتعلق بحماية المدنيين فى وقت الحرب فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة وبما يشمل القدسالشرقية. على صعيد متصل، فوض المجلس الثورى لحركة فتح اللجنة المركزية لأى قرارات يمكن اتخاذها، بما فى ذلك وقف أى علاقة رسمية نتجت عن اتفاق أوسلو والالتزامات المتبادلة، التى ترتبت عليه، واثقا من قدرة الشعب الفلسطينى على الصمود والثبات فى وجه التحديات المقبلة وما يترتب على هذا القرار، معتبرا الانضمام إلى المنظمات الدولية، وفى مقدمتها محكمة الجنايات الدولية، قرارا سياديا فلسطينيا يجب الشروع فيه واستكمال إجراءاته قبل نهاية العام. وأكد المجلس الثورى رفضه كل الإجراءات الاحتلالية ضد المسجد الأقصى والحرم القدسى الشريف والقدس عامة، داعيا إلى حمايته وكل المقدسات فى القدس بجميع السبل الممكنة سواء بالفعل الدبلوماسى أو القانونى أو الكفاح الوطنى والنضالى، للحيلولة دون تحقيق المخططات المعلنة والمخفية بحق الحرم القدسى، سواء بالتقسيم الزمانى والمكانى، أو بناء الهيكل المزعوم ووقف الاستباحة اليومية من المستوطنين، وجيش الاحتلال لساحات الأقصى. من ناحية أخرى، أكد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس أن الجانب الفلسطينى تلقى دعوة للمشاركة فى المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة، التى من المقرر أن تستأنف الأسبوع المقبل برعاية مصرية للبحث فى ملفات اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة. وقال أبو مرزوق، فى تصريحات أمس، إن الوفد الفلسطينى المفاوض لم يؤكد حتى اللحظة توجهه إلى القاهرة للمشاركة بالمفاوضات. وأشار إلى أن مفاوضات القاهرة ستبحث "مواد وقضايا عالقة" غير منجزة ، من ضمنها الأسرى والميناء والمطار وتسهيل عملية الإعمار ، مضيفا أنه وبشكل أساسى لم يحدث أى تغير على المواضيع المقرر بحثها فى القاهرة ، ولكن من الممكن إضافة مواضيع جديدة من قبل أى طرف، مؤكدا وجود جدول أعمال متفق عليه مسبقا. وأوضح أبو مرزوق أن الوفد الفلسطينى المقرر توجهه إلى القاهرة هو ذات الوفد الموحد الذى فاوض بشكل غير مباشر على وقف إطلاق النار أثناء العدوان على غزة ، ومرجعيته واحدة. جاء ذلك فى الوقت الذى قال فيه وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينى الشيخ يوسف أدعيس إن إسرائيل تحاول اختبار مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين من خلال تلويحها بقرار تقسيم الأقصى. جاء ذلك فى تصريحات له أمس تعقيبا على نية الكنيست الإسرائيلية التصويت على تقسيم المسجد الأقصى زمنيا ومكانيا الشهر المقبل. وأضاف الشيخ أدعيس أن إسرائيل أعلنت عن نفس الموضوع أكثر من مرة لتختبر مشاعر العرب. وفى القدسالمحتلة، قال وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون إن إسرائيل لن تسمح بإدخال المواد المخصصة لإعادة اعمار قطاع غزة فى حال قامت حركة حماس "بترميم الأنفاق والتسلح من جديد". ونقل راديو صوت إسرائيل عن يعالون قوله إن إسرائيل ترغب فى تحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لسكان قطاع غزة، ولكنها لن توافق على نقل الأموال والمواد لدعم النشاطات الإرهابية.