أيام تمضي و لا تمضي .. صدمة رجت النفس و خسارة لا تعوض .. أم يحترق قلبها حزنا .. تتخيل فلذة كبدها الوحيد بين يديها مرة أخري بعد ان فقدته في حادث تصادم أثناء استقلالها وزوجها سيارتهم و اصطدامهم بسيارة أخري في أول أيام عيد الاضحي المبارك لقضاء الاجازة مع الاسرة و الاقارب .. لحظات فارقة بين الحياة و الموت يسردها لنا الأب المصاب. تحدث الأب جمال أحمد (31 سنة) موظف بالنيابة الادارية بالمراغة يعتصره الألم بعد أن فقد فلذة كبده و فرحته الأولي بمولوده الذي لا يتجاوز عمره ال 4 شهور بالرغم من اصابته بكسر في الركبة و الضلوع و تجمع دموي في الرئة ليسرد لنا ما حدث قبل الحادث فقال كنت اسير علي يمين الطريق بسيارتي قادمين من مدينة سوهاج علي الطريق السريع سوهاجاسيوط متجهين الي بلدتنا جهينة الشرقية لقضاء أجازة عيد الاضحي المبارك مع الاهل و الاقارب و كان بجواري زوجتي سارة تحتضن نجلنا آدم بين يديها و فجأة ظهرت أمامنا سيارة ميكروباص تتخطي سيارتين في الاتجاه المضاد لنا بأقصي سرعة و حاولت تفاديها بشتي الطرق و لكن اصطدمت بنا و كأن سائقها غير مدرك ماذا يفعل و لم نشعر بعد ذلك بشيء الا و نحن في المستشفي . و سكت دقائق ثم قال انني أؤمن بقضاء الله و قدره و لكن لابد أن يكون هناك رادع لهؤلاء الذين يسيرون علي الطريق بغير وعي و يتسببون في موت أرواح لا ذنب لها نتيجة أخطائهم فما ذنب هذا الرضيع الروح البريئة الذي راح ضحية هؤلاء و تركنا نتألم لفراقه . و عن اصابته و زوجته قال لقد تم نقلنا لمستشفي سوهاج العام ثم سوهاج الجامعي و خرجت سارة زوجتي بعد ان تماثلت للشفاء نوعا ما و صرح لها الاطباء بالخروج و استكمال علاجها بالمنزل و طلبت أنا نقلي لمستشفي سوهاج العسكري لاستكمال علاجي لصعوبة الحالة و قد أجريت جراحة لعلاج الكسور و من المنتظر اجراء جراحة أخري لشفط التجمعات الدموية بالرئة و أسأل الله الشفاء و ان يعوضني خيرا عن « آدم « . أما الام فغارقة في أنهار دموعها تعيش كابوسا في حالة ذهول لا تصدق ما حدث تسأل كل من حولها عن ابنها الذي كان بين يديها و أصبح روحا ترفرف حولها فهو عند الله الذي لا تضيع عنده الودائع .. كان اللواء ابراهيم صابر مدير امن سوهاج قد تلقي بلاغا بالواقعة فانتقل العميد حسين حامد مدير المباحث الجنائية لمكان البلاغ و تبين للمقدم سامح بهنساوي رئيس مباحث مركز سوهاج انه أثناء قيادة جمال احمد ( 31 سنة ) موظف من مركز جهينة سيارة ملاكي اصطدمت به سيارة أجرة عند قرية جزيرة شندويل بدائرة المركز مما نتج عنه مصرع الطفل آدم ( 4 شهور ) و اصابة والديه . و يبقي السؤال .. الي متي يظل نزيف الدم علي الطرق .. و لا تعليق؟!