فى تجربة خلاقة تنسجم مع توجه الدولة بإستخدام التكنولوجيا الحديثة فى حل المعضلات البيئية وإبتكار أفكار وتجارب غير تقليدية، بدأ مصنع تدوير المخلفات الصلبة والزراعية بقرية أبو جريدة التابعة لمركز فارسكور بدمياط تنفيذ خطة لتعظيم الإستفادة من معالجة القمامة بتوليد الطاقة الكهربائية وإنتاج البوتاجاز المنزلى بالتعاون مع خبرات أوروبية . ويقول المهندس مجدى الشاذلى مدير عام المصنع ل ( الأهرام ) أن شركة ألمانية إنتهت من إنجاز دراسة علمية وميدانية فى المصنع بشأن عملية التطوير ومن المنتظر أن يتم التعاقد بين الشركة ومحافظة دمياط فى غضون ثلاثة أشهر تمهيدا للبدء فى توريد المعدات وتركيبها فى موقع المشروع . ويضيف الشاذلى: أن الدراسة إعتمدت على بناء صوامع مغلقة بمصنع تدوير القمامة يتم فيها تعبئة ما يطلق عليه «مرفوضات القمامة» وهى المواد المصنفة كمواد لايمكن إستغلالها فى منتجات القمامة بدلا من أن يتم بيعها لمصانع الأسمنت بثمن بخس لايتجاوز 8 جنيهات للطن الواحد ، ويتم معالجتها فى الصوامع تحت درجات حرارة معينة لإنتاج غاز الميثان أحد المكونات الرئيسية للغاز الطبيعى اللازم لتوليد الكهرباء ، مشيرا إلى أن الشركة الألمانية تعتزم أيضا توليد غاز البوتاجاز من القمامة . وإعتبر مدير عام المصنع أن المشروع فضلا عن إسهامه فى حل أزمة الكهرباء والغاز المنزلى فإنه سوف يستوعب كميات كبيرة من القمامة ربما تزيد على 700 طن يوميا وهو ما يجعل دمياط أنظف محافظة على مستوى الجمهورية . وتأسس مصنع أبو جريدة عام 2010 بالتعاون بين هيئة الإنتاج الحربى وشركة مصر لإنتاج الأسمدة « موبكو « وهو أول مصنع حكومى بدمياط ويتبع مباشرة مجلس ومدينة فارسكور ، حيث يوجد مصنعان آخران لتدوير القمامة الأول فى شطا بمدينة دمياط والثانى بمدينة رأس البر، لكن مصنع أبو جريدة يغطى 65% من إجمالى محافظة دمياط ويستفيد منه مراكز الزرقا وفارسكور وكفر سعد والقرى والعزب التابعة لها ، والأهم فى نشاط المصنع أنه لا يكلف الدولة جنيها واحدا، حيث يعتمد فى تمويله على صندوق خاصة بإسمه بمجلس مدينة فارسكور يتم عبره تدبير أجور العمال والفنيين والمحروقات والكهرباء من حصيلة بيع منتجات المصنع وبعض الدعم الخارجى من الشركات وفى مقدمتها « موبكو « التى ساهمت بحوالى 25 مليون جنيه لشراء ثلاثة خطوط إنتاجية جديدة تم تركيبها مطلع أبريل الماضى وتقدم دعما ماليا شهريا فضلا عن بيع مخلفاتها إلى المصنع . وخلال جولة ل ( الأهرام ) بمصنع أبو جريدة شاهدنا آليات متعددة الأغراض مثل اللوادر ومكابس ومفارم للزجاج والبلاستيك والورق ، ولاحظنا كميات ضخمة من منتجاته فى مساحات شاسعة قريبة منه ، لكن لفت الإنتباه أيضا وجود أسلاك لكهرباء الضغط العالى يتم تجهيزها للتصدير إلى الخارج ستمر فوق أرض المصنع وهو أمر يخيف كثيرا العاملين به على حياتهم ، مطالبين بنقله عبر مسار آخر أو رفعه إلى إرتفاع كبير بعيد عن الأرض . ويستقبل المصنع يوميا ما يتراوح بين 220 إلى 250 طن قمامة يتم معالجة جزء منها والباقى يلقى فى أراض مجاورة حيث توسعت مساحته من 5 أفدنة إلى 15 فدانا أخيرا ومع ذلك فهو لا يتعامل مع المخلفات السائلة وليس به مدفن صحى للنفايات أو محرقة للحفاظ على البيئة . ويعمل المصنع بخطى إنتاج فقط على وردية واحدة من بين أربعة خطوط يمتلكها والسبب قلة العمال الذين لا يتجاوز عددهم مع الفنيين 70 شخصا ويشكو أصحاب المؤهلات منهم من نزولهم درجة فى مستحقاتهم ومعاملتهم كعمال غير متعلمين . وتمثل قلة العمالة معضلة كبيرة لكن حلها صعب لأنها تعتمد على توفر الموارد المالية من بيع المنتجات والتى تواجه كسادا كبيرا . ويؤكد مدير مصنع أبو جريدة أن إنتاج الأسمدة حاليا يصل إلى 1500 طن وهى كمية قادرة على إستصلاح ألف فدان من الأراضى الصحراوية، لكن للأسف الإنتاج مكدس رغم المزادات الكثيرة التى تجرى وقد تفضل الشركات شراء السماد من مصانع 15 مايو رغم أن دمياط أقرب ، وهو ما جعل إدارة المصنع تقرر تعيين مندوب تسويق للمساعدة فى تصريف منتجاته على مستوى الجمهورية .