بمشاركة 50 دولة و20 منظمة دولية، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس "مؤتمر إعادة إعمار غزة "، حيث أكد فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية أن مصر تسعى من خلاله إلى الخروج بأفضل السبل لتوفير الدعم اللازم للشعب الفلسطينى ولقيادته الشرعية، مشددا على أن قطاع غزة كان وسيظل جزءا أصيلا من دولة فلسطين. وقال إن المؤتمر خطوة مهمة لدعم الجهود المصرية التى بذلت لحل الأزمة الأخيرة فى غزة واسفرت عن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار فى 26 أغسطس . وأوضح الرئيس أن ما قامت به مصر يمهد الأرضية المناسبة لتفعيل التحرك الدولى العاجل والمطلوب بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية , استنادا إلى التهدئة الدائمة وممارسة السلطة الوطنية لصلاحياتها فى القطاع وعلينا ألا نخذل الشعب الفلسطيني. وأشار السيسى إلى أن انعقاد المؤتمر يوجه رسالة مهمة إلى الفلسطينيين لا تتعلق فقط بالتعاطف والمؤازرة وإنما تتضمن وضع حد للوضع القائم والتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة حتى يتفرغ الشعب الفلسطينى للبناء دون الخوف من تدمير ما بناه. وشدد على أن مصر تدرك المخاطر والتحديات التى تحيط بالمنطقة وتدعو إلى تحقيق التسوية الشاملة والعادلة وهذه دعوة لزعماء الدول وشعوب المنطقة كلها التى كابدت ويلات الحروب. وأضاف الرئيس: أقول للإسرائيليين إنه حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء للوفاء بالحقوق .. ونجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام والازدهار. وفى كلمته، أعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» عن شكره الخاص وتقديره للرئيس على مواقفه القومية وجهوده من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلى على غزة وفق المبادرة المصرية. كما وجه الشكر لمصر على جهودها فى إقرار التهدئة, واستضافتها المؤتمر , وقال إن ما جرى من عدوان إسرائيلى وما نتج عنه من دمار لا يمكن احتماله ولا يمكن المرور عليه دون محاسبة. وأكد وزير خارجية النرويج بورج برينده أن قيمة التعهدات التى قدمت بلغ 5٫4 مليار دولار نصف هذا المبلغ لإعادة إعمار غزة والجزء الباقى لدولة فلسطين. جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع سامح شكرى وزير الخارجية ومحمد مصطفى نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد الفلسطينى بعد انتهاء أعمال المؤتمر. وفى السياق ذاته، أشاد وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى بالجهود التى بذلها السيسى لوقف إطلاق النار . وقال إن الولاياتالمتحدة ستدعم إعادة إعمار قطاع غزة بمبلغ 212 مليون دولار. وأوضح أن حل الدولتين أًصبح أكثر ضرورة الآن, وأشار إلى أهمية إنهاء الصراع من خلال المفاوضات، وقال فى مؤتمر صحفى مع شكرى إننا اضطررنا لحضور مثل هذا المؤتمر للمرة الثانية خلال ال 6 أعوام التى شهدت ثلاث حروب وهذا يعني أننا يجب أن نعالج المشاكل من جذورها. بينما أكدت كاترين أشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى أن قطاع غزة يشكل جزءا لا يتجزأ من الدولة المستقبلية لفلسطين. وقالت أشتون إن الحل الدائم للوضع فى غزة ينصب فى مصلحة الجميع.
السيسى يلتقى مع عباس
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى مباحثات مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس على هامش المؤتمر فى جلستين منفصلتين احداهما بحضور وزير الخارجية سامح شكرى ووزير خارجية النرويج بورج برندي. وتناولت المباحثات الخطط والتقارير التى ستطرح خلال المؤتمر لسرعة إعادة إعمار غزة , كما تناول اللقاء التحرك السياسى الخاص بالتوجه الفلسطينى للأمم المتحدة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى بالاضافة إلى موضوع المصالحة الوطنية. الخطة الفلسطينية المطروحة علم مندوب «الأهرام» أن خطة الإعمار التى طرحتها السلطة الفلسطينية على المؤتمر تتضمن ثلاثة بنود أساسية، أولها يتعلق بالاحتياجات العاجلة التى تستلزم مبلغ 450 مليون دولار، وهناك شبه اتفاق بين المشاركين على سرعة توفير هذا المبلغ. والبند الثانى خاص بتمويل أعمال ترميم المستشفيات والمؤسسات والمنازل، ويتكلف نحو 1٫2 مليار دولار، ومازالت المباحثات مستمرة بشأنه. بينما يتعلق الثالث بإعمار ماتم تهديمه على مستوى القطاع، بتكاليف 2٫2 مليار دولار، وتجرى حاليا مفاوضات بين الدول المانحة حول اسهامات كل منها فى هذا المبلغ.