رغم فرض حظر التجوال فى عدة مدن كردية فى جنوب وجنوب شرق تركيا، تصاعدت أعمال العنف الناجم عن استمرار المظاهرات الكردية ضد حكومة أنقرة، بسبب رفضها التدخل عسكريا لمساعدة الأكراد فى مدينة «عين العرب» السورية، والتى يحاصرها مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي. فى المقابل حمل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أمس، المعارضة فى بلاده، مسئولية الأحداث التى تشهدها تركيا منذ أربعة أيام، مشددا على أن الحكومة ستتصدى بكل حزم للعنف وأعمال النهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، من خلال الأطر القانونية والديمقراطية. وقال أردوغان فى بيان إعلامى صادر عن رئاسة الجمهورية إن «المسئول بالدرجة الأولى عن الخسائر فى الأرواح هو التصريحات التى تشجع على العنف والفوضى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة التى تشهدها البلاد»، مطالبا الأحزاب السياسية بأن تتصرف بحذر وإحساس عال بالمسئولية أمام تلك الأعمال، قائلا إن: «هذا الأمر يحمل أهمية بالغة». وأضاف أن »أعمال العنف التى شهدتها تركيا بذريعة الهجمات الإرهابية على عين العرب، أظهرت أن النية والهدف الأصلى يختلفان عما هو معلن»، مؤكدا أن «تركيا لن تسمح لأحد باستهداف أمنها واستقرارها، وأجواء الأخوة التى تنعم بها»، فى إشارة إلى مفاوضات السلام مع الأكراد. من جانبه، أعلن أفكان علاء وزير الداخلية التركي، أن المظاهرات المؤيدة للأكراد التى تهز تركيا منذ مساء الإثنين الماضى أسفرت عن سقوط 31 قتيلا على الأقل و360 جريحا. وقال علاء: إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من ألف شخص خلال المظاهرات التى عبر فيها الأكراد عن غضبهم لرفض تركيا التدخل عسكريا لمساعدة مدينة «عين العرب»، التى يحاصرها مسلحو تنظيم «داعش». على صعيد متصل، تعرض مدير أمن مدينة بينجول ذات الأكثرية الكردية ومساعدوه، لمحاولة اغتيال وسط المدينة أفضت إلى مصرع شرطيين بينهما ضابط وإصابة مدير الأمن بإصابات خطيرة. فى ذات الشأن، ذكرت صحيفة «حريت»، أن السبب الرئيسى وراء زيادة أعداد القتلى فى المظاهرات المناهضة لتنظيم «داعش» والحكومة التركية، يعود لاندلاع الاشتباكات المسلحة مجددا بين أعضاء منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية وأعضاء منظمة حزب الله التركى فى تكرار للأحداث بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي. من جانبها، أشارت صحيفة «ميلليت» إلي معلومات تروجها مصادر مقربة لمنظمة حزب العمال الكردستانى عن توجه أعضاء حزب الله للتعاون والتنسيق مع قوات الأمن التركية. وعلى جانب آخر، وفى إطار تكثيف الجهود المبذولة للضغط على تركيا من أجل المشاركة فى الحرب ضد «داعش»، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة سوف ترسل فريقا عسكريا إلى أنقرة الأسبوع الجارى لإجراء محادثات مع تركيا من أجل حسم قرار الدخول فى الحرب ضد التنظيم الإرهابى فى سوريا والعراق من عدمه. وتأتى تصريحات الخارجية الأمريكية فى أعقاب لقاء الجنرال جون آلن ومساعده السفير بريت ماجورك مع أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى فى أنقرة، حيث تم خلاله بحث عدة اجراءات تهدف إلى تقدم الجهود العسكرية ضد «داعش»، موضحة أن البلدين الحليفين داخل الحلف الأطلنطى «الناتو» اتفقا على مواصلة مشاوراتهما فى إطار جهودهما ضد التنظيم الإرهابي. وقالت جينيفر ساكى المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين إن «إجراءات عاجلة وسريعة ضرورية لوقف القدرات العسكرية لداعش تمت مناقشتها بوضوح فى أثناء الاجتماعات مع المسئولين الأتراك». وأوضحت ساكى أن «تركيا فى موقع جيد يمكنها من المساهمة فى جهود التحالف لإلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابى من خلال التعاون العسكرى وتجميد التمويل النقدى ووقف تدفق المقاتلين الأجانب وتقديم المساعدة الإنسانية، إلى جانب سحب مشروعية الأيديولوجيا المتطرفة من التنظيم».