الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
ترامب يعلق على استقالات «بي بي سي»: بسبب فضيحة تزوير خطابي
رعب في بروكسل بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق أكبر محطة نووية
سيلتا فيجو ضد برشلونة.. ليفاندوفسكي: علينا التحسن بعد التوقف الدولي
الرئيس الكولومبي يرد على ترامب: اتهاماتك استعراض سياسي
أمواج تسونامى تضرب شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة
معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر
مفتى الجمهورية يشارك فى مناقشة رسالة ماجستير بجامعة المنصورة.. صور
سعر الذهب اليوم الإثنين 10_11_2025 في الصاغة.. عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير
وزير المالية يكشف معلومات جديدة حول برنامج الصكوك المحلية
مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة
مصر والسعودية توقّعان برنامجًا تنفيذيًا للتعاون المشترك في مجال السياحة
انتخابات مجلس النواب 2025.. خطوات الاستعلام عن اللجنة الانتخابية بالمرحلة الأولى (رابط)
محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة
نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية
البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر
انقطاع التيار الكهربائي عن 19 قرية وتوابعها فى 7 مراكز بكفر الشيخ
اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي شمال القدس المحتلة
سلاح الجو التابع للجيش السودانى يستهدف مواقع لقوات الدعم السريع بمطار نيالا
التشيك قد توقف تزويد أوكرانيا بالذخائر
سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الاثنين 10 نوفمبر 2025
قلص الفارق مع ريال مدريد.. برشلونة يهزم سيلتا فيجو بهاتريك ليفاندوفسكي
نادر السيد: الأفضل استمرار أحمد عبد الرؤوف فى قيادة الزمالك رغم خسارة السوبر
ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك
«لاعيبة لا تستحق قميص الزمالك».. ميدو يفتح النار على مسؤولي القلعة البيضاء
بشير التابعي معلقًا على خسارة الزمالك: «الأهلي كان ممكن يفوز 16- 0.. ويجب رحيل جون إدوارد»
«مش هتضفلك».. رسالة قوية من ميدو ل زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر
3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين
تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم
كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز
هدوء ما قبل العاصفة.. بيان مهم بشأن تقلبات الطقس: استعدوا ل الأمطار والرياح
أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا
أمطار على هذه الأماكن.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة
سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025
الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030
ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين
عمرو أديب يهاجم أحمد سيد زيزو: «ابلع ريقك الأول»
عمرو أديب عن العلاقات المصرية السعودية: «أنا عايز حد يقولي إيه المشكلة؟!»
لا تنتظر التغيير.. توقعات برج الجدي اليوم 10 نوفمبر
حضور فني ضخم في عزاء والد محمد رمضان بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.. صور
تجديد حبس عناصر تشكيل عصابى للسرقة بالإكراه فى القليوبية
مي عمر تشارك في بطولة فيلم "هيروشيما" أمام السقا
طريقة عمل الكمونية فى خطوات بسيطة وبمذاق لا يقاوم
نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير
القومي للمرأة يكرم خريجات أكاديمية أخبار اليوم المشاركات في لجنة رصد دراما رمضان 2025
فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين
بيطري القليوبية تطلق حملة لتحصين الماشية للوقاية من الأمراض
دايت من غير حرمان.. سر غير متوقع لخسارة الوزن بطريقة طبيعية
خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة
محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي
هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب
هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب
خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله
هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب
"القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" يطلق ماراثون "حقهم يفرحوا.. واجبنا نحميهم"
بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي
انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)
معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون
تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
ملامحُ الخِطابِ الشِّعرىِّ
الأهرام اليومي
نشر في
الأهرام اليومي
يوم 04 - 10 - 2014
فى تجربَةِ نصيف النَّاصِرى الشِّعريَّةِ تُمثِّلُ تجربَةُ الشَّاعرِ نصيف النَّاصِريِّ(1960- )إحْدَى أبْرَزِ التَّجَاربِ الشِّعريِّةِ الرَّاهِنَةِ ، على مِحْورِ التَّجربَةِ وَمِحْورِ الأدَاءِ الشِّعريِّ .
فنصيف صَاحبُ تجربَةٍ إنسَانيَّةٍ شَديدَةٍ الخُصُوصِيَّةِ وَالدِّرامِيَّةِ ؛ أُجْبِرَ على تَعَلُّمِ القِرَاءَةِ وَالكِتابَةِ ، وَهُو بَِيْنَ الخَامِسَةِ عَشَرَة وَالسَّادسَة عَشَرَة منْ عُمرِهِ ؛ خَوْفًا مِنْ السِّجنِ ، وَلمْ تَكَدْ تَمُرُّ ثلاثُ سَنَواتٍ حَتَّى دُفِعَ إلى التَّجنِيْدِ ، لِيَمْكُثَ فى المَعَاركِ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، تبدأُ منْ عَامِ 1979إلى عَام1991 ، خَرَجَ مِنْهَا ، كَمَا يقولُ ، عِبَارَةً عنْ جُثَّةٍ فى كِيْسٍ عَسْكريٍّ ، مُحْبَطًا وَمُحَطَّمًا ؛ حَيْثُ مَرَّ بأهْوَالِ الحَرْبِ العِرَاقيَّةِ الإيرَانيَّةِ ؛ الَّتى كَانَتْ بدايَةً لِتَحْطِيْمِ مُقَدَّرَاتِ بلدِهِ وَقُدرَاتِهِ وَثرَواتِهِ ، كَانَ المَوْتُ على مَقْرُبَةٍ شَديدَةٍ منْهُ فى ليْلَةِ 3/5/1986، حِيْنَ هَجَمَ الجَيْشُ الإيرَانِيُّ على وحْدَتِهِ العَسْكريَّةِ ، فَوْقَ جَبلِ كَرده ، وَكثيرًا مَا توقَّعَ أنْ تتنَاثَرَ أشْلاؤُهُ بَيْنَ لحْظَةٍ وَأخْرَى ، أثنَاءِ هذِهِ السَّنَواتِ المُلتهِبَةِ ، فى الجَحِيْمِ العِرَاقِيِّ ، فى حَيَاةٍ أقْرَبَ إلى مَلْحَمَةِ جلجامش ؛ فقدْ عَايَشَ مَوْتَ الأصْدِقاءِ وَالرِّفاقِ ، كَمَا عَايَشَ جلجامشُ مَوْتَ انكيدو ، وَمَابَيْنَ كابوسِيَّةِ الدِّيكتاتوريَّةِ الحَاكِمَةِ وَأهْوَالِ المَعَاركِ الطَّاحِنَةِ ، تبَجَّسَتْ شِعريَّةُ نصيف النَّاصِريِّ ، فَخَالَطَ شُعَرَاءَ العِرَاقِ المُبْدِعيْنَ ، مُنْفَصِلاً عنْ شُعَرَاءِ مَدِيحِ قَادسِيَّةِ صَدَّام ، وَكَانَ ثَمَّةَ نَفَرٌ قليْلٌ منْ شُعَرَاءِ جِيْلِهِ يُحَاولونَ اللحَاقَ باللحْظَةِ الشِّعريَّةِ العَرَبيَّةِ فى حَالاتِهَا النَّاجِزَةِ ؛ فأنقذُوا هذِهِ الحِقبَةَ الشِّعريَّةَ فى العِرَاقِ ، وَفى طَلِيعَتِهِمْ : نصيف النَّاصريّ ، باسِم المرعبى ، محمَّد تُركى النَّصَار، خَالد جَابِر يُوسف ، صَلاح حَسَن ، وَظلَّتْ أهوَالُ الحَرْبِ وَرَائِحَةُ المَوْتِ مَاثلةً فى رُوحِ وَمُخيِّلَةِ وَمَنْظُور نصيف لِلْوَاقِعِ الإنْسَانيِّ ، على نَحْوٍ كثيْفٍ ، وَقدْ شَكَّلتْ لديْهِ رُؤيَةً أسْطوريَّةً لِلْوَاقِعِ الكَابُوسِيِّ .
أصْدَرَ نصيف فى عَامِ 1986، أرْبَعَ مَجْموعَاتٍ شِعريَّةٍ فى مُجَلَّدٍ بعنوَانِ " جَهَشَات " ، كَتَبَهُ بخَطِّ اليَدِ ، ثُمَّ قَام بتصْويرِهِ خَمْسِيْنَ نُسْخَةً ، وَقَامَ بتوزيعِهِ دَاخِلَ العِرَاقِ وَخَارِجَهُ ، وَعَبْرَ نصُوصٍ منْهُ نَشَرَهَا لهُ الشَّاعرُ سَليم بَرَكات فى مجلَّةِ : الكَرْمِل ، لفَتَ إليْهِ الأنظَارَ العَربيَّةَ ، باعتِبَارِهِ صَوْتًا شِعريًّا كثِيْفَ الشِّعريَّةِ ؛ ذَا نَبْرَةٍ شِعريَّةٍ خَاصَّةٍ ، ينْحُو إلى شِعريَّةِ الأدَاءِ السِّريَاليِّ ، بأدَاءٍ طَليعِيٍّ خَاصٍّ ، وَلغَة شِعريَّةٍ شَديدَةِ التَّميُّزِ ، أتْبَعَ هَذَا المُجَلَّدَ بديوَانِ : " أرْض خَضْرَاء مثْل أبْوَابِ السَّنَةِ " ، صَدَرَ عنْ المُؤسَّسَةِ العَربيَّةِ للدِّراسَاتِ وَالنَّشرِ ببيروت فى عَامِ 1996، وَاصَلَ فيْهِ تأصِيلَ صَوْتِهِ الخَاصِّ ، وَأدَائِهِ الخَاصِّ ، فى مَشْهَدِ الشِّعريَّةِ العَربيَّةِ الجَديدَةِ ، وَتَوَالَتْ ، فيْمَا بَعْدُ ، أعْمَالُهُ الشِّعريَّةُ ؛ الَّتى تَجَاوَزَتْ الثَّلاثيْنَ ، عنْ دارِ مَخْطُوطَات بهولندا ، وَقدْ آثَرَ نصيف ، مِثْلَ عَدِيديْنَ مِنْ مُبْدِعِى العِرَاقِ ، الهِجْرَةَ ، بَعْدَ تَجَبُّرِ الدِّيكتاتوريَّةِ ، وَخَرَابِ الوَطنِ وَضَيَاعِ مُقدَّرَاتِهِ وَثرَوَاتِهِ فى مَعَارَك عَبثيَّةٍ وَمُدَمِّرَةٍ ، وَمُنْذُ عَامِ 1998يُقِيْمُ فى السِّويد ، غَيْرَ أنَّه كَمَا قالَ كفافيسُ فى قَصِيْدتِهِ :
المدينة
" مَادَامَتْ حَياتُكَ قدْ خَرِبَتْ فى هذِهِ المَنْطِقَةِ منْ العَالَمِ ، فَحَيَاتكَ خَرَابٌ ، أيْنَمَا حَلَلْتَ " ، فقدْ ظَلَّتْ التَّجربَةُ المُؤلِمَةُ وَلازَالَتْ حَيةً وَمُتَّقِدَةً ، وَلا يَزَالُ الخِطَابُ الشِّعريُّ يَحْمِلُ هذِهِ الرُّؤى الكَابوسِيَّةَ ، فى نَبْرَةٍ فَجَائِعيَّةٍ ، وَإيقَاعٍ جَنَائزيٍّ فى أحْوَالٍ كثيرَةٍ ، وَلا يَزَالُ الخَرَابُ وَالوَحْشَةُ وَرَوَائِحُ المَوْتِ تُخَيِّمُ على أجْوَاءِ الخِطَابِ ، وَقدْ قادَتْهُ رُؤى العَدَمِ وَالخَرَابِ وَالقِيَامَةِ الأرْضِيَّةِ ، إلى أجْوَاءٍ سِريَاليَّةٍ وَدَاديَّةٍ ، هِيَ مُحَصِّلةٌ طَبيعِيَّةٌ لحَيَاةِ على حَافَّةِ المَوْتِ دَائمًا ، فالخِطابُ الشِّعريُّ هُناَ لمْ ينفَصِلْ عنْ التَّجربَةِ المَعِيْشَةِ للشَّاعرِ ، بَلْ هُوَ التَّجسِيْدُ الجَمَاليُّ لهَذِهِ التَّجربَةِ الجَيَّاشَةِ ؛ بفورَانِهَا ، وَتَحَوُّلاتِهَا ، وَخُصُوصِيَّتِهَا ، وَلمْ تَنْفَصِلْ التَّجربَةُ الشِّعريَّةُ عنْ التَّجربَةِ الحَيَاتيَّةِ المَعِيْشَةِ .
وَقدْ اكتَسَبَ الخِطَابُ الشِّعريُّ لِنصيف خصوصِيَّتَهُ مِنْ تعبيْرِهِ عَنْ رُؤى هَذِهِ التَّجربَةِ ؛ شَديدَةِ الخُصوصِيَّةِ ، عَبْرَ بنَاءٍ شِعريٍّ اتَّسَمَ بلُغَتِهِ المُنْتَخَبَةِ المُعَتَّقَةِ الرَّحبَةِ ؛ لُغَةٍ فَجَائِعِيَّةٍ تُبَاهِى بحضُورِهَا ، دُونَ أنْ تقَعَ فى كَرْنفاليَّةِ سَليم بَرَكات ، كَمَا اتَّسَمَ بصورِهِ الشِّعريَّةِ ذَاتَ الجنوحِ الوَاضِحِ إلى المِخْيَالِ السِّريَاليِّ الحُرِّ ؛ حَيْثُ يَتَدَاخَلُ فيْهَا المَعِيْشُ وَالسِّرياليُّ ، الوَاقِعيُّ وَالفنتازيُّ ، السَّرديُّ وَالبَصَريُّ ؛ فى رُؤى عَجَائبيَّةٍ هَذَيَانيَّةٍ حُرَّةٍ ، وبناؤُهُ الشِّعريُّ - غَالبًا - يعتمِدُ بنيَةً سَرْديَّة تقومُ على تَشَظِّى الرُّؤى وَالعِبَارَاتِ وَالصورِ دَاخِلهَا ، فى رُؤى شِعريَّةٍ مَحْمُومَةٍ وَهَذَيَانيَّةٍ ، وَنَبْرَةٍ فَجَائِعِيَّةٍ ، وَأدَاءٍ مُكثَّفٍ ؛ على الرَّغمِ منْ تَدَاعِيهِ الظَّاهِريِّ ، وَهُوَ مَا تَكْشِفُ عنْهُ هذِهِ النُّصوصُ :
-1-
" قلتُ لأبى : أعْطنِى نُقودًا لأسْكرَ
فَتَحَ فَمَهَ فَخَرَجَ منْهُ أسَدٌ جَائعٌ .
قلْتُ لحَبيبتى : أعْطِنى قُبْلَةً
فَتَحَتْ فَمَهَا فَخَرَجَتْ مِنْهُ لبوةٌ .
قُلْتُ لآمرِ سَريَّتِى : أعْطِنى إجازَةً يَا سيِّدى
فَتَحَ فَمَهُ فَخَرَجَتْ مِنْهُ دَبَّابَةٌ
الأسَدُ الجَائعُ
وَاللبوَةُ
اصْطَحَبْتُهُمَا مَعِى فى نُزْهَةٍ على الدَّبابَةِ
ثمَّ عُدْتُ إلى السِّجنِ مَصْدُوعَ الرَّأسِ ."
-2-
لسْتُ مُوظَّفًا إلهيًّا . برقَّةِ اللصِّ أنقِّبُ عنْ كاليغولا . صَعْبٌ0 عِرَاكُ العَالمِ . هُنَاكَ فى أقْصَى المَدينَةِ ، امْرَأةٌ مُتزوِّجةٌ تَمْسَحُ زُجَاجَ الأحْذيَةِ . فلنَرْقُصْ إعَارَةً . رَقَصْنَا وَاحِدَةً ثانيَةً ، وَطَلَعَ القََمَرُ أعْرَجَ مِنْ كِيْسِ النِّفايَةِ . مَا العَمَلُ يَا كاليغولا ؟ ، حَشْدٌ يمتدِحُ تقاويمَ أيَّامٍ لمْ تُكْتَبْ ، حُروبٌ عائليَّةٌ لمْ تُؤرَّخْ . أنَا آخِرُ السُّلالةِ ، أنَا طِفْلُ السُّومريِّينَ وَالبَابليِّينَ وَالآشُوريِّينَ والأكديِّينَ وَالعَمُوريِّينَ وَالفِينيقيِّينَ وَالآرَامِيِّينَ وَالجَعْزيِّينَ وَالفَرْثيِّينَ وَالكَنْعَانيِّينَ وَالأثيوبيِّينَ وَالسَّبئيِّينَ وَالإغْرِيْقِ وَالبَرَاهِمَةِ وَالهَيبيِّينَ وَالسِّريَاليِّينَ وَالهوهويِّينَ وَالولوليِّينَ . تِلكَ وَدِيعَتِى وَدَرَّاجَتِى مَعْطُوبَةٌ ، لكِنْ حِيْنَ أسْتنزِلُ غَيْمَةً مِنْ رَفِّ السَّمَاوَاتِ ، تَتَّسِعُ مَقَاعِدُ كثيرَةٌ لِلنَّاجِيْنَ مِنْ الطُّوفَانِ . أنَا شَمْعَةٌ . أنَا الأرِيْكَةُ تَصْطَادُ الطَّاغيَةَ . مَنْ الفَرَاشَةُ ؟ " الأيَّامُ وَشِيْعَةٌ " . أزْرارُ الفيلسُوفِ تَسْطَعُ فى خَزَانَةِ الطِّباعَةِ . لا تَسْمَعُوا إلى الغِبْطَةِ . أصْرُخُ خَلْفَ البَيْطَرِيِّ المَجْنُونِ . المَجْدُ لِلرَّنيْنِ . الغَلَبَةُ لِلغَلَبَةِ . البَهَائِمُ اللولبيَّةُ تناسَلَتْ فى غُرْفَةِ الجُغْرَافيَا . التَّابوتُ الفِقَريُّ على الوسَادةِ . اهْبِطِى مِنْ نجمَةِ
أمريكا
. عِنْدِى مَصَدَّاتٌ . رَائِحتُكِ إسْفِنْجٌ . الفِيْلُ بَطَّةٌ . انفُخِى سَأبْكِى . البُوقُ يعلفُ خصْرِى . منْ أجْلِ الإبَاحَةِ ، أُعَضِّدُ ملوكيَّتكِ . أيُّهَا الحُزْنُ بمُسَدَّسٍ عَاطِلٍ ، الرَّقصُ وَسِرُّهُ يُعْلِنَانِ غموضِى . المَلعُونُ أعْطَانِى كُوبًا ليُظْهِرَنِى العَطَبُ . لا الأنْوَالُ ، لا الألقََابُ . الحَظَائرُ عَاليَةٌ . دَرَجٌ طويْلٌ . لبِسْتُ نِقابًا وَاقتنيْتُ مَوَسُوعَةَ الضَّحكِ ، وَقَهْقَتُ عَاليًا . قافيَةُ العِبْءِ عَضَّتْ رُكْبَةَ الأريكَةِ . مِنْ أجْلِ بلاغَةِ أنفكِ ، حَشَدْتُ رَوَائِحَ فى مَمَرَّاتِ الصَّحَرَاءِ . أيَّتُهَا المَليئَةُ ، ارْبِطِى خصْرِى ، اصْهَلِى لِحِصَانٍ ، يَشُمُّ الزَّفَرَ فَوْقَ الرُّكبَةِ وَيَصْهَلُ .
-3-
يُكفِّنونَ قتلاهُمْ بَيْنَ الأريْجِ اللا مُبَالِى لِحَشَائشِ أرْضِنَا فى الليْلِ ، وَيَحُكُّونَ مَخَالبَهُمْ فى الأضْوَاءِ العفيفَةِ لِلمَتَاريسِ الَّتى شَيدنَاهَا لإطَالةِ هُدْنتِنَا مَعَهُمْ . كُلُّ حَرَكَةٍ مُبَاغِتَةٍ تَحْتَ الصُّخورِ المُتنزِّهَةِ فى الأنْهَارِ ، تُجرِّدُنَا منْ الطُّمأنينَةِ المُحْتَشِمَةِ ، وَتُطِيْحُ بالمِفْتَاحِ ، صَلاتُنَا المُختزَلَةُ فى اسْتِعرَاضَاتِنَا لمُحَاربيْنَا ، لا تَمْنَحُنَا القُدْرَةَ على الجَزْمِ بمَا سَيَفعلُهُ المُبَوِّقونَ على الجَانبِ الآخَرِ وَهُمْ يُطلِقُونَ صَوْبَ حقولِ قُطْنِنَا الشَّرَارَاتِ . مَكائِدُ فظيعَةٌ فى مَا مَضَى مِنْ تَاريخِنَا الدَّامِى ، أحْوَجَتْنَا فيْهَا الخِبْرَةُ إلى تَصَدِّيَاتٍ لأولئكَ الَّذينَ يَودُّونَ تحقيْقَ إنْجَازٍ مَا ضِدّنَا . الرِّيبَةُ وَالحَيْطَةُ ، تُسْدِلانِ على سُهَادِنَا التِّراجِيديِّ ، المَرَايَا المُفْرِطَةُ فى بروقِهَا ، وَيُعِينُنَا وَرَثتُنَا على التَّخلُّصِ منْ ثقلِ الظُّلمَةِ الَّتِى لا تُفْصِحُ عنْ حظوظِهَا . نُعِيْدُ فى كُلِّ فَجْرٍ ، إنشَادَنَا لِلْمَرَاثِى الَّتى نحفظُهَا عنْ أجْدَادِنَا الَّذينَ قُتِلُوا فى حروبِنَا مَعَ الصَّليبيِّينَ ، وَنَشْحَذُ أسْلِحَتَنَا فى الأضْرِحَةِ الَّتى وَسَّدنَاهُمْ يَنَابيعَهَا العَذْبَةَ . وَمِيْضٌ عَظِيْمٌ تتندَّى فيْهِ جِبَاهُنَا ، وَالخَيَّالَةُ الأعْدَاءُ فى مُرَاقبتِهِمْ لنَا خَلْفَ البَوَّابَاتِ العَاليَةِ لِلنَّهَارِ، يتعلَّمُونَ الطَّرقَ على المَنَاحَاتِ . تَحَالُفَاتُنَا مَعَ الذِّكرى الَّتى فَقَدْنَا فيْهَا الأجْدَادَ ، سَفَرٌ أمِيْنٌ إلى المُعْجِزَةِ المُتَخفِّيَةِ لِلانتِصَارِ .
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
هيمنة الخيال الحر ملامح الخطاب الشِّعرىِّ فى تجربة صلاح فائق
أفكار.. ومواقف
الموت... والخلود
الحلم بمعجزة النثر الشعري
"الديوان العراقى" .. نزف بغدادى من وريد مصرى
حوار النخبة مع فائز الحداد الحلقة التاسعة مع مالكة عسال
أبلغ عن إشهار غير لائق