«الدفاع والداخلية» تبحثان تعزيز التعاون الأمني تزامناً مع احتفالات العام الميلادي الجديد    وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس الجامعات الأهلية    «الإسكان» تعلن بيع محال تجارية وورشا بمدينتي العلمين وبرج العرب الجديدتين    القابضة الغذائية: التنسيق مع تجارية القاهرة لإقامة معارض «أهلاً رمضان 2026»    محافظ المنوفية يطلق التشغيل التجريبي لمشروع صرف صحي تلا.. صور    صعود البورصة بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات من المستثمرين الأجانب    روسيا تدعو لضبط النفس بعد تهديد «ترامب» بضرب إيران    الاتحاد الأفريقى يجدد دعمه لسيادة ووحدة الصومال    الكنيست يصادق نهائيا على قطع الكهرباء والمياه عن الأونروا    الكرملين: محاولة نظام كييف مهاجمة مقر بوتين عمل إرهابى لتعطيل عملية التفاوض    أمم أفريقيا 2025| اليوم.. حسم التأهل والمراكز في المجموعة الرابعة    اتحاد الكرة يعلن مواعيد فترة القيد الثانية للموسم الحالي    صلاح سليمان: كان الأفضل مشاركة الشناوي أمام أنجولا.. وصلاح محسن لم يظهر بالشكل المطلوب    مجلس الزمالك يمنح الأولوية لحل الأزمة المادية بالنادي    راموس يقترب من نيس ليشكل ثنائياً دفاعياً مع محمد عبد المنعم    رفع جلسة محاكمة رمضان صبحى و3 آخرين بتهمة التزوير للنطق بالحكم    ضبط أكثر من 12 طن دقيق مدعم خلال حملات التموين في 24 ساعة    طقس ليلة رأس السنة.. الأرصاد تحذر المواطنين من الأجواء شديدة البرودة مساء    تأخير أسبوعي يربك حركة المترو.. أعمال مفاجئة لشركة المياه تبطئ الخطين الأول والثاني    بهذه الطريقة.. أحمد الفيشاوي يحتفل بالعام الجديد    عاشور: افتتاح مستشفى جامعة الجيزة يجسد رؤية الدولة نحو بناء نظام صحي حديث    وزارة الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بمحافظة الشرقية    معبد الكرنك يشهد أولى الجولات الميدانية لملتقى ثقافة وفنون الفتاة والمرأة    محافظ بني سويف يتابع استعدادات امتحانات الفصل الأول لصفوف النقل والشهادة الإعدادية    حمدي السطوحي: «المواهب الذهبية» ليست مسابقة تقليدية بل منصة للتكامل والتعاون    حازم الجندى: إصلاح الهيئات الاقتصادية يعيد توظيف أصول الدولة    نقل مقر مأموريتين للتوثيق والشهر العقاري بمحافظتي القاهرة والوادى الجديد    "تبسيط التاريخ المصري القديم للناشئة" بالعدد الجديد من مجلة مصر المحروسة    فيديو.. متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    محافظة الجيزة تعزز منظومة التعامل مع مياه الأمطار بإنشاء 302 بالوعة    الأهلى ينعى حمدى جمعة لاعب الفريق الأسبق بعد صراع مع المرض    الرعاية الصحية: 25.5 مليار جنيه التكلفة الاستثمارية لمحافظات إقليم الصعيد    الصحة تنفذ المرحلة الأولى من خطة تدريب مسؤولي الإعلام    الهلال الأحمر المصري يطلق قافلة زاد العزة ال105 مُحملة بسلال غذائية ومواد طبية وشتوية لدعم غزة    وزير الري يتابع موقف مشروع تأهيل المنشآت المائية    رئيس جامعة الجيزة الجديدة: تكلفة مستشفى الجامعة تقدر بنحو 414 مليون دولار    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    فطيرة موز لذيذة مع كريمة الفانيليا    إليسا وتامر وعاشور في أضخم حفلات رأس السنة بالعاصمة الجديدة    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    تعاني من مرض نفسي.. كشف ملابسات فيديو محاولة انتحار سيدة بالدقهلية    كامل الوزير: تكثيف جهود التصدى للتهرب الجمركى والممارسات الضارة بالصناعة    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد 2026    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارات شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    ترامب يحذّر حماس من «ثمن باهظ» ويؤكد التزام إسرائيل بخطة الهدنة في غزة    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملامحُ الخِطابِ الشِّعرىِّ
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 10 - 2014

فى تجربَةِ نصيف النَّاصِرى الشِّعريَّةِ تُمثِّلُ تجربَةُ الشَّاعرِ نصيف النَّاصِريِّ(1960- )إحْدَى أبْرَزِ التَّجَاربِ الشِّعريِّةِ الرَّاهِنَةِ ، على مِحْورِ التَّجربَةِ وَمِحْورِ الأدَاءِ الشِّعريِّ .
فنصيف صَاحبُ تجربَةٍ إنسَانيَّةٍ شَديدَةٍ الخُصُوصِيَّةِ وَالدِّرامِيَّةِ ؛ أُجْبِرَ على تَعَلُّمِ القِرَاءَةِ وَالكِتابَةِ ، وَهُو بَِيْنَ الخَامِسَةِ عَشَرَة وَالسَّادسَة عَشَرَة منْ عُمرِهِ ؛ خَوْفًا مِنْ السِّجنِ ، وَلمْ تَكَدْ تَمُرُّ ثلاثُ سَنَواتٍ حَتَّى دُفِعَ إلى التَّجنِيْدِ ، لِيَمْكُثَ فى المَعَاركِ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، تبدأُ منْ عَامِ 1979إلى عَام1991 ، خَرَجَ مِنْهَا ، كَمَا يقولُ ، عِبَارَةً عنْ جُثَّةٍ فى كِيْسٍ عَسْكريٍّ ، مُحْبَطًا وَمُحَطَّمًا ؛ حَيْثُ مَرَّ بأهْوَالِ الحَرْبِ العِرَاقيَّةِ الإيرَانيَّةِ ؛ الَّتى كَانَتْ بدايَةً لِتَحْطِيْمِ مُقَدَّرَاتِ بلدِهِ وَقُدرَاتِهِ وَثرَواتِهِ ، كَانَ المَوْتُ على مَقْرُبَةٍ شَديدَةٍ منْهُ فى ليْلَةِ 3/5/1986، حِيْنَ هَجَمَ الجَيْشُ الإيرَانِيُّ على وحْدَتِهِ العَسْكريَّةِ ، فَوْقَ جَبلِ كَرده ، وَكثيرًا مَا توقَّعَ أنْ تتنَاثَرَ أشْلاؤُهُ بَيْنَ لحْظَةٍ وَأخْرَى ، أثنَاءِ هذِهِ السَّنَواتِ المُلتهِبَةِ ، فى الجَحِيْمِ العِرَاقِيِّ ، فى حَيَاةٍ أقْرَبَ إلى مَلْحَمَةِ جلجامش ؛ فقدْ عَايَشَ مَوْتَ الأصْدِقاءِ وَالرِّفاقِ ، كَمَا عَايَشَ جلجامشُ مَوْتَ انكيدو ، وَمَابَيْنَ كابوسِيَّةِ الدِّيكتاتوريَّةِ الحَاكِمَةِ وَأهْوَالِ المَعَاركِ الطَّاحِنَةِ ، تبَجَّسَتْ شِعريَّةُ نصيف النَّاصِريِّ ، فَخَالَطَ شُعَرَاءَ العِرَاقِ المُبْدِعيْنَ ، مُنْفَصِلاً عنْ شُعَرَاءِ مَدِيحِ قَادسِيَّةِ صَدَّام ، وَكَانَ ثَمَّةَ نَفَرٌ قليْلٌ منْ شُعَرَاءِ جِيْلِهِ يُحَاولونَ اللحَاقَ باللحْظَةِ الشِّعريَّةِ العَرَبيَّةِ فى حَالاتِهَا النَّاجِزَةِ ؛ فأنقذُوا هذِهِ الحِقبَةَ الشِّعريَّةَ فى العِرَاقِ ، وَفى طَلِيعَتِهِمْ : نصيف النَّاصريّ ، باسِم المرعبى ، محمَّد تُركى النَّصَار، خَالد جَابِر يُوسف ، صَلاح حَسَن ، وَظلَّتْ أهوَالُ الحَرْبِ وَرَائِحَةُ المَوْتِ مَاثلةً فى رُوحِ وَمُخيِّلَةِ وَمَنْظُور نصيف لِلْوَاقِعِ الإنْسَانيِّ ، على نَحْوٍ كثيْفٍ ، وَقدْ شَكَّلتْ لديْهِ رُؤيَةً أسْطوريَّةً لِلْوَاقِعِ الكَابُوسِيِّ .
أصْدَرَ نصيف فى عَامِ 1986، أرْبَعَ مَجْموعَاتٍ شِعريَّةٍ فى مُجَلَّدٍ بعنوَانِ " جَهَشَات " ، كَتَبَهُ بخَطِّ اليَدِ ، ثُمَّ قَام بتصْويرِهِ خَمْسِيْنَ نُسْخَةً ، وَقَامَ بتوزيعِهِ دَاخِلَ العِرَاقِ وَخَارِجَهُ ، وَعَبْرَ نصُوصٍ منْهُ نَشَرَهَا لهُ الشَّاعرُ سَليم بَرَكات فى مجلَّةِ : الكَرْمِل ، لفَتَ إليْهِ الأنظَارَ العَربيَّةَ ، باعتِبَارِهِ صَوْتًا شِعريًّا كثِيْفَ الشِّعريَّةِ ؛ ذَا نَبْرَةٍ شِعريَّةٍ خَاصَّةٍ ، ينْحُو إلى شِعريَّةِ الأدَاءِ السِّريَاليِّ ، بأدَاءٍ طَليعِيٍّ خَاصٍّ ، وَلغَة شِعريَّةٍ شَديدَةِ التَّميُّزِ ، أتْبَعَ هَذَا المُجَلَّدَ بديوَانِ : " أرْض خَضْرَاء مثْل أبْوَابِ السَّنَةِ " ، صَدَرَ عنْ المُؤسَّسَةِ العَربيَّةِ للدِّراسَاتِ وَالنَّشرِ ببيروت فى عَامِ 1996، وَاصَلَ فيْهِ تأصِيلَ صَوْتِهِ الخَاصِّ ، وَأدَائِهِ الخَاصِّ ، فى مَشْهَدِ الشِّعريَّةِ العَربيَّةِ الجَديدَةِ ، وَتَوَالَتْ ، فيْمَا بَعْدُ ، أعْمَالُهُ الشِّعريَّةُ ؛ الَّتى تَجَاوَزَتْ الثَّلاثيْنَ ، عنْ دارِ مَخْطُوطَات بهولندا ، وَقدْ آثَرَ نصيف ، مِثْلَ عَدِيديْنَ مِنْ مُبْدِعِى العِرَاقِ ، الهِجْرَةَ ، بَعْدَ تَجَبُّرِ الدِّيكتاتوريَّةِ ، وَخَرَابِ الوَطنِ وَضَيَاعِ مُقدَّرَاتِهِ وَثرَوَاتِهِ فى مَعَارَك عَبثيَّةٍ وَمُدَمِّرَةٍ ، وَمُنْذُ عَامِ 1998يُقِيْمُ فى السِّويد ، غَيْرَ أنَّه كَمَا قالَ كفافيسُ فى قَصِيْدتِهِ : المدينة " مَادَامَتْ حَياتُكَ قدْ خَرِبَتْ فى هذِهِ المَنْطِقَةِ منْ العَالَمِ ، فَحَيَاتكَ خَرَابٌ ، أيْنَمَا حَلَلْتَ " ، فقدْ ظَلَّتْ التَّجربَةُ المُؤلِمَةُ وَلازَالَتْ حَيةً وَمُتَّقِدَةً ، وَلا يَزَالُ الخِطَابُ الشِّعريُّ يَحْمِلُ هذِهِ الرُّؤى الكَابوسِيَّةَ ، فى نَبْرَةٍ فَجَائِعيَّةٍ ، وَإيقَاعٍ جَنَائزيٍّ فى أحْوَالٍ كثيرَةٍ ، وَلا يَزَالُ الخَرَابُ وَالوَحْشَةُ وَرَوَائِحُ المَوْتِ تُخَيِّمُ على أجْوَاءِ الخِطَابِ ، وَقدْ قادَتْهُ رُؤى العَدَمِ وَالخَرَابِ وَالقِيَامَةِ الأرْضِيَّةِ ، إلى أجْوَاءٍ سِريَاليَّةٍ وَدَاديَّةٍ ، هِيَ مُحَصِّلةٌ طَبيعِيَّةٌ لحَيَاةِ على حَافَّةِ المَوْتِ دَائمًا ، فالخِطابُ الشِّعريُّ هُناَ لمْ ينفَصِلْ عنْ التَّجربَةِ المَعِيْشَةِ للشَّاعرِ ، بَلْ هُوَ التَّجسِيْدُ الجَمَاليُّ لهَذِهِ التَّجربَةِ الجَيَّاشَةِ ؛ بفورَانِهَا ، وَتَحَوُّلاتِهَا ، وَخُصُوصِيَّتِهَا ، وَلمْ تَنْفَصِلْ التَّجربَةُ الشِّعريَّةُ عنْ التَّجربَةِ الحَيَاتيَّةِ المَعِيْشَةِ .
وَقدْ اكتَسَبَ الخِطَابُ الشِّعريُّ لِنصيف خصوصِيَّتَهُ مِنْ تعبيْرِهِ عَنْ رُؤى هَذِهِ التَّجربَةِ ؛ شَديدَةِ الخُصوصِيَّةِ ، عَبْرَ بنَاءٍ شِعريٍّ اتَّسَمَ بلُغَتِهِ المُنْتَخَبَةِ المُعَتَّقَةِ الرَّحبَةِ ؛ لُغَةٍ فَجَائِعِيَّةٍ تُبَاهِى بحضُورِهَا ، دُونَ أنْ تقَعَ فى كَرْنفاليَّةِ سَليم بَرَكات ، كَمَا اتَّسَمَ بصورِهِ الشِّعريَّةِ ذَاتَ الجنوحِ الوَاضِحِ إلى المِخْيَالِ السِّريَاليِّ الحُرِّ ؛ حَيْثُ يَتَدَاخَلُ فيْهَا المَعِيْشُ وَالسِّرياليُّ ، الوَاقِعيُّ وَالفنتازيُّ ، السَّرديُّ وَالبَصَريُّ ؛ فى رُؤى عَجَائبيَّةٍ هَذَيَانيَّةٍ حُرَّةٍ ، وبناؤُهُ الشِّعريُّ - غَالبًا - يعتمِدُ بنيَةً سَرْديَّة تقومُ على تَشَظِّى الرُّؤى وَالعِبَارَاتِ وَالصورِ دَاخِلهَا ، فى رُؤى شِعريَّةٍ مَحْمُومَةٍ وَهَذَيَانيَّةٍ ، وَنَبْرَةٍ فَجَائِعِيَّةٍ ، وَأدَاءٍ مُكثَّفٍ ؛ على الرَّغمِ منْ تَدَاعِيهِ الظَّاهِريِّ ، وَهُوَ مَا تَكْشِفُ عنْهُ هذِهِ النُّصوصُ :
-1-
" قلتُ لأبى : أعْطنِى نُقودًا لأسْكرَ
فَتَحَ فَمَهَ فَخَرَجَ منْهُ أسَدٌ جَائعٌ .
قلْتُ لحَبيبتى : أعْطِنى قُبْلَةً
فَتَحَتْ فَمَهَا فَخَرَجَتْ مِنْهُ لبوةٌ .
قُلْتُ لآمرِ سَريَّتِى : أعْطِنى إجازَةً يَا سيِّدى
فَتَحَ فَمَهُ فَخَرَجَتْ مِنْهُ دَبَّابَةٌ
الأسَدُ الجَائعُ
وَاللبوَةُ
اصْطَحَبْتُهُمَا مَعِى فى نُزْهَةٍ على الدَّبابَةِ
ثمَّ عُدْتُ إلى السِّجنِ مَصْدُوعَ الرَّأسِ ."
-2-
لسْتُ مُوظَّفًا إلهيًّا . برقَّةِ اللصِّ أنقِّبُ عنْ كاليغولا . صَعْبٌ0 عِرَاكُ العَالمِ . هُنَاكَ فى أقْصَى المَدينَةِ ، امْرَأةٌ مُتزوِّجةٌ تَمْسَحُ زُجَاجَ الأحْذيَةِ . فلنَرْقُصْ إعَارَةً . رَقَصْنَا وَاحِدَةً ثانيَةً ، وَطَلَعَ القََمَرُ أعْرَجَ مِنْ كِيْسِ النِّفايَةِ . مَا العَمَلُ يَا كاليغولا ؟ ، حَشْدٌ يمتدِحُ تقاويمَ أيَّامٍ لمْ تُكْتَبْ ، حُروبٌ عائليَّةٌ لمْ تُؤرَّخْ . أنَا آخِرُ السُّلالةِ ، أنَا طِفْلُ السُّومريِّينَ وَالبَابليِّينَ وَالآشُوريِّينَ والأكديِّينَ وَالعَمُوريِّينَ وَالفِينيقيِّينَ وَالآرَامِيِّينَ وَالجَعْزيِّينَ وَالفَرْثيِّينَ وَالكَنْعَانيِّينَ وَالأثيوبيِّينَ وَالسَّبئيِّينَ وَالإغْرِيْقِ وَالبَرَاهِمَةِ وَالهَيبيِّينَ وَالسِّريَاليِّينَ وَالهوهويِّينَ وَالولوليِّينَ . تِلكَ وَدِيعَتِى وَدَرَّاجَتِى مَعْطُوبَةٌ ، لكِنْ حِيْنَ أسْتنزِلُ غَيْمَةً مِنْ رَفِّ السَّمَاوَاتِ ، تَتَّسِعُ مَقَاعِدُ كثيرَةٌ لِلنَّاجِيْنَ مِنْ الطُّوفَانِ . أنَا شَمْعَةٌ . أنَا الأرِيْكَةُ تَصْطَادُ الطَّاغيَةَ . مَنْ الفَرَاشَةُ ؟ " الأيَّامُ وَشِيْعَةٌ " . أزْرارُ الفيلسُوفِ تَسْطَعُ فى خَزَانَةِ الطِّباعَةِ . لا تَسْمَعُوا إلى الغِبْطَةِ . أصْرُخُ خَلْفَ البَيْطَرِيِّ المَجْنُونِ . المَجْدُ لِلرَّنيْنِ . الغَلَبَةُ لِلغَلَبَةِ . البَهَائِمُ اللولبيَّةُ تناسَلَتْ فى غُرْفَةِ الجُغْرَافيَا . التَّابوتُ الفِقَريُّ على الوسَادةِ . اهْبِطِى مِنْ نجمَةِ أمريكا . عِنْدِى مَصَدَّاتٌ . رَائِحتُكِ إسْفِنْجٌ . الفِيْلُ بَطَّةٌ . انفُخِى سَأبْكِى . البُوقُ يعلفُ خصْرِى . منْ أجْلِ الإبَاحَةِ ، أُعَضِّدُ ملوكيَّتكِ . أيُّهَا الحُزْنُ بمُسَدَّسٍ عَاطِلٍ ، الرَّقصُ وَسِرُّهُ يُعْلِنَانِ غموضِى . المَلعُونُ أعْطَانِى كُوبًا ليُظْهِرَنِى العَطَبُ . لا الأنْوَالُ ، لا الألقََابُ . الحَظَائرُ عَاليَةٌ . دَرَجٌ طويْلٌ . لبِسْتُ نِقابًا وَاقتنيْتُ مَوَسُوعَةَ الضَّحكِ ، وَقَهْقَتُ عَاليًا . قافيَةُ العِبْءِ عَضَّتْ رُكْبَةَ الأريكَةِ . مِنْ أجْلِ بلاغَةِ أنفكِ ، حَشَدْتُ رَوَائِحَ فى مَمَرَّاتِ الصَّحَرَاءِ . أيَّتُهَا المَليئَةُ ، ارْبِطِى خصْرِى ، اصْهَلِى لِحِصَانٍ ، يَشُمُّ الزَّفَرَ فَوْقَ الرُّكبَةِ وَيَصْهَلُ .

-3-
يُكفِّنونَ قتلاهُمْ بَيْنَ الأريْجِ اللا مُبَالِى لِحَشَائشِ أرْضِنَا فى الليْلِ ، وَيَحُكُّونَ مَخَالبَهُمْ فى الأضْوَاءِ العفيفَةِ لِلمَتَاريسِ الَّتى شَيدنَاهَا لإطَالةِ هُدْنتِنَا مَعَهُمْ . كُلُّ حَرَكَةٍ مُبَاغِتَةٍ تَحْتَ الصُّخورِ المُتنزِّهَةِ فى الأنْهَارِ ، تُجرِّدُنَا منْ الطُّمأنينَةِ المُحْتَشِمَةِ ، وَتُطِيْحُ بالمِفْتَاحِ ، صَلاتُنَا المُختزَلَةُ فى اسْتِعرَاضَاتِنَا لمُحَاربيْنَا ، لا تَمْنَحُنَا القُدْرَةَ على الجَزْمِ بمَا سَيَفعلُهُ المُبَوِّقونَ على الجَانبِ الآخَرِ وَهُمْ يُطلِقُونَ صَوْبَ حقولِ قُطْنِنَا الشَّرَارَاتِ . مَكائِدُ فظيعَةٌ فى مَا مَضَى مِنْ تَاريخِنَا الدَّامِى ، أحْوَجَتْنَا فيْهَا الخِبْرَةُ إلى تَصَدِّيَاتٍ لأولئكَ الَّذينَ يَودُّونَ تحقيْقَ إنْجَازٍ مَا ضِدّنَا . الرِّيبَةُ وَالحَيْطَةُ ، تُسْدِلانِ على سُهَادِنَا التِّراجِيديِّ ، المَرَايَا المُفْرِطَةُ فى بروقِهَا ، وَيُعِينُنَا وَرَثتُنَا على التَّخلُّصِ منْ ثقلِ الظُّلمَةِ الَّتِى لا تُفْصِحُ عنْ حظوظِهَا . نُعِيْدُ فى كُلِّ فَجْرٍ ، إنشَادَنَا لِلْمَرَاثِى الَّتى نحفظُهَا عنْ أجْدَادِنَا الَّذينَ قُتِلُوا فى حروبِنَا مَعَ الصَّليبيِّينَ ، وَنَشْحَذُ أسْلِحَتَنَا فى الأضْرِحَةِ الَّتى وَسَّدنَاهُمْ يَنَابيعَهَا العَذْبَةَ . وَمِيْضٌ عَظِيْمٌ تتندَّى فيْهِ جِبَاهُنَا ، وَالخَيَّالَةُ الأعْدَاءُ فى مُرَاقبتِهِمْ لنَا خَلْفَ البَوَّابَاتِ العَاليَةِ لِلنَّهَارِ، يتعلَّمُونَ الطَّرقَ على المَنَاحَاتِ . تَحَالُفَاتُنَا مَعَ الذِّكرى الَّتى فَقَدْنَا فيْهَا الأجْدَادَ ، سَفَرٌ أمِيْنٌ إلى المُعْجِزَةِ المُتَخفِّيَةِ لِلانتِصَارِ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.