بعض من دهاء محمد على تبدى فى اختياره تأسيس أول مدرسة حربية فى أسوان لتكون النواة الأولى للجيش عام 1820 لبعد أسوان عن الأنظار، وليكون مشروعه بعيدا عن الدسائس، ويتم فى سرية تامة فإذا كتب له النجاح كان بها وإن أخفق لاتهتز مكانته ،كما أراد لتلاميذه البعد عن أسباب اللهو وأماكنه فى القاهرة فلاتفسد أخلاقهم الحربية ، وقد عنى بأمر هذه المدرسة عناية فائقة،وأمدها بكل أسباب النجاح . من فراسته أنه اختار لتعليم تلاميذه ضابطا أوروبيا على بصيرة بأساليب التدريب فى الجيوش الحديثة التى كانت مجهولة للشرق حينذاك . الكولونيل سيف «seves “أحد الضباط العظام فى جيش نابليون والذى اختار البقاء فى مصر ووهب نفسه لخدمتها وعرف بعد ذلك بسليمان باشا الفرنساوى بعدما أنعم عليه محمد على بالباشوية لما أبداه من شجاعة فى الحرب السورية الأولى ،وإليه يرجع الفضل فى مؤازرة محمد على فى تأسيس الجيش المصرى على النظام الحديث حتى صار يضارع أرقى الجيوش الأوروبية مبرهنا على ذلك فى الحروب التى خاض غمارها . بعد اطمئنان محمد على لتدريب وعدد الضباط فكر فى حشد الجنود وتنظيم صفوفهم وتجلى بعد نظره فى تجنيد المصريين فقط بعد محاولات لتجنيد السودانيين لم تنجح لموت عدد منهم نتيجة اختلاف الطقس المصرى .نجح محمد على فى تأسيس الجيش النظامى المصرى وقد تردد ذكراه فى العالم لما ناله من انتصارات ، و بسبب إستعداد مصر على مر الزمان لأن تكون أمة حربية ،ويكفى وصف سليمان الفرنساوى للجندى المصرى بأنهم خير من رأى من الجنود فهم يجمعون بين النشاط والقناعة والجلد على المتاعب مع انشراح النفس و احتمال صنوف الحرمان لايملُون ولايبدون تقصير فى واجباتهم الحربية .تضيق المساحة عن ذكر مآثر رجل آمن بمصر ونهض بها فاستحق تخليد ذكراه فى الخافقين . [email protected] لمزيد من مقالات سهيلة نظمى