تحت مقولة «معدة المصريين تهضم الزلط» يرتكب الفاسدون الآثام فى حق الشعب المصرى الطيب والتى تتمثل فى الكوارث الصحية التى تحل به نتيجة إصابته بأمراض خطيرة من تناوله أطعمة مستوردة محظورة فى بلادها مثل اللحوم والطيور المذبوحة مجهولة المصدر التى تدخل بلادنا فى موكب ملكى تسبقها الدعاية المغرضة وليس ذلك فقط للغذاء ولكن أيضا للدواء اى تدخل بعض الأدوية فى غفلة لتجربتها على المرضى عندنا تحت ستار الأبحاث فإذا نجحت فالنجاح حليف الدول التى سربتها كل شيء بتجرعنا السموم الدوائية وآثارها الجانبية التى قد تظهر أعراضها فى حينها أو بعد فترة طالت أو قصرت. وهناك أنواع من التلوث الغذائي، منها مايكون نتيجة لتعرض المأكولات لمواد مشعة قاتلة أو كيماويات سامة مثلما حدث فى الفترة التى وقع فيها انفجار المفاعل النووى تشيرنوبل، وقد يكون التلوث نتيجة للغش التجارى ولعل أشهرها فضيحة الحليب الصينى الذى تسبب فى أضرار صحية لآلاف الاشخاص ووفاة ستة أطفال حينذاك بالفشل الكلوى نتيجة إضافة مادة الميلامين بهدف الغش.. وأذكر فى أوائل الثمانينيات أن عرضت فى الأسواق والمحال الكبرى ماسمى حينها «وراك رومي» مستوردة بأسعار معتدلة فتهافت المواطنون على شرائها والحمد لله أنها دخلت بطوننا وخرجت بسلام ولكننا اكتشفنا بعد ذلك انها «وراك طائر النورس» أدخلها بعض المستوردين الفاسدين بالخديعة الى السوق المصرية ولم نعلم مدى ضررها حينئذ عدا أنه طائر «صديق البحارة» ولم نعتد أكله لزفارته الشديدة.. وأذكر حينها أننى ذهبت بأسرتى إلى شاطئ البحر بالاسكندرية ونزل أبنائى للسباحة وكانوا صغارا ولكنى رأيت مجموعة من طيور النورس تحوم حول المكان فقلت لزوجتى مداعبا: انتبهى جيدا للأولاد فالطيور تحدق بهم وقد تكون جاءت للثأر من أبنائنا بعد ان أكلنا اجدادها بالخديعة ولكنها لن تصدقنا!!،، لذا نتمنى أن تستمر صحوة الأجهزة الرقابية لضبط الفاسدين والمفسدين بعد أن تم كشف الكثير من جرائم الرشوة والاختلاس مهما علت مناصب مرتكبيها وخاصة فيما يرتبط بصحة المصريين التى لم تعد معدتهم تستطيع هضم الزلط!! د. مصطفى شرف الدين