فى محاولة لاحتواء الموقف وعدم السماح للمتظاهرين ببدء عصان مدنى واسع النطاق فى المدينة، تعهد ليونج تشون يينج الرئيس التنفيذى لهونج كونج بإجراء مشاورات حول الإصلاحات الانتخابية لاختبار خليفة له. وذلك عقب موجة من الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والنشطاء المؤيدين للديمقراطية المطالبين بمزيد من الحريات، وفى مقدمتها الحصول على حق التصويت الديمقراطى الكامل لانتخاب رئيس المدينة. ونقل تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أمس عن ليونج تشون قوله إن "الحكومة ستطلق جولة من المشاورات بشأن التعديلات الدستورية قريبا"، لكن دون أن يحدد جدولا زمنيا لإجرائها. كما ناشد ليونج تشون مختلف قطاعات المجتمع بالمدينة المشاركة فى مناقشات عقلانية من خلال الوسائل السلمية والمشروعة حتى يتسنى للمواطنين الذين يحق لهم التصويت والبالغ عددهم 5 ملايين مواطن انتخاب رئيس تنفيذى جديد للمدينة عام 2017. وتعد هذه المرة الأولى التى يوجه فيها ليونج تشون خطابا إلى الطلبة منذ بدء مظاهراتهم للمطالبة بالحصول على مزيد من الديمقراطية والمطالبة بلقائه لمناقشته بشأن الإصلاحات الدستورية. وفى محاولة لتأجيج الوضع داخل المدينةالصينية التى تتمتع بحكم شبه ذاتى، أصاب من أسموا أنفسهم بالمتظاهرين الداعمين للديمقراطية فى هونج كونج أجزاء من وسط المدينة بالشلل، فى حين ردت عناصر الشرطة باستخدام مسحوق الفلفل الذى تسرب إلى الشوارع الجانبية المتفرعة من الطرق السريع ، وذلك عقب تسلل المحتجين عبر الحواجز التى أقيمت لمنع الحشود المعسكرة خارج المقار الرئيسية للحكومة من اقتحامها. كما شوهدت عشرات من عناصر الشرطة المرتدية للأقنعة المضادة للغاز وللخوذات والدروع المضادة لأعمال الشغب يطوفون أرجاء المدينة، مما دفعهم فى أحيان متفرقة للاشتباك مع الحشود الذين تجاوز عددهم عشرات الآلاف بهدف السيطرة عليهم. وفى تلك الأثناء، اعتقلت الشرطة 74 محتجا بعدما حاول الطلاب المتظاهرون اقتحام بوابات مقر الحكومة، فضلا عن إلقاء القبض على عدد من أعضاء البرلمان ومصادرة معدات سمعية خاصة بهم ، كما أصيب 24 من رجال الأمن والمدنيين على الأقل بجروح خلال تلك الاشتباكات. وتأتى تلك التطورات بعد أن طوق آلاف المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية مقر الحكومة استعدادا للمواجهة مع الشرطة أمس، بينما أغلق مئات من رجال الشرطة الشوارع والممرات فى حى "أدميراليتى". ولإظهار مزيد من الوطنية، تظاهر العديد من سكان هونج كونج من الشرفات رافعين لافتات تدعو للحفاظ على وحدة المدينة وترفض تلك المظاهرات والانضمام إليها. من جانبها، أعربت الصين أمس عن رفضها مختلف أنواع السلوك غير الشرعى فى هونج كونج التى من شأنها تقويض الاستقرار الاجتماعى، مؤكدة دعم بكين لحكومة المدينة فيما يتعلق معالجتها للأمر وفقا للقانون.