الإعاقات وآداب التعامل.. ندوة بجامعة حلوان    وزير الرى يتفقد "استراحة خزان أسوان" وحجر أساس ونموذج السد العالى    خفض سعر الفائدة الرئيسية في أستراليا للمرة الثانية خلال العام الحالي    انخفاض سعر الذهب اليوم الثلاثاء 20-5-2025 في مصر ببداية التعاملات    حملات مكثفة لتجميل ونظافة وكنس الشوارع ورفع القمامة بنطاق غرب المنصورة    وزير الاستثمار يلتقي مع كبرى الشركات الألمانية بالسفارة المصرية في برلين    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة- الإسكندرية».. الثلاثاء 20 مايو    ترامب يصف بوتين بالرجل اللطيف    وزير المالية الإسرائيلي: بن غفير مجرم ولا يجوز له تسريب معلومات    أول تعليق من سلوت بعد خسارة ليفربول أمام برايتون    مهمة محلية لمرموش.. مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء    ترتيب هدافي الدوري السعودي قبل مباريات اليوم الثلاثاء    الأرصاد: اضطراب الملاحة على البحر الأحمر حتى غدا الأربعاء    لطلاب الشهادة الإعدادية.. «تعليم القاهرة» تتيح نماذج استرشادية جديدة لامتحانات البوكليت في الهندسة «Math»    ضبط 12 طنًا و375 كجم من اللحوم ومصنعاتها غير الصالحة للاستهلاك بالدقهلية    إصابة 4 أشخاص فى مشاجرة بسبب الخلاف على أرض زراعية بسوهاج    غزة.. إصابة طفلين بالرصاص الحي خلال اقتحام الاحتلال بلدة الخضر    22 دولة تدعو إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة    طريقة عمل كفتة الأرز، أسرع وأوفر بروتين حيواني لأسرتك    إطلاق قافلتين طبيتين ضمن مبادرة رئيس الجمهورية حياة كريمة    العريس جاهز وهتولع، مسلم يحتفل اليوم بزفافه على يارا تامر بعد عدة تأجيلات وانفصالات    رحيل "أم إبراهيم"... الدراما السورية تودّع فدوى محسن عن 84 عامًا    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    اجتماع مجلس إدارة النادي المصري مع محافظ بورسعيد لبحث استقالة كامل أبو علي    ياسمين صبري تكشف كواليس تعاونها مع كريم عبدالعزيز ب«المشروع X»    جماعة الحوثي: فرض "حظر بحري" على ميناء حيفا الإسرائيلي    «أبتاون 6 أكتوبر»: استثماراتنا تتجاوز 14 مليار جنيه وخطة لطرح 1200 وحدة سكنية    «أكبر خطيئة وتستلزم الاستغفار».. سعد الهلالي عن وصف القرآن ب الدستور    بعد ترشيح ميدو.. الزمالك يصرف النظر عن ضم نجم الأهلي السابق    ترامب يتساءل عن سبب عدم اكتشاف إصابة بايدن بالسرطان في وقت مبكر    شديدة العدوى.. البرازيل تُحقق في 6 بؤر تفش محتملة لإنفلونزا الطيور    فوائد البردقوش لصحة الطفل وتقوية المناعة والجهاز الهضمي    وزارة العمل تعلن توافر 5242 فُرص عمل في 8 محافظات    ماذا تفعل المرأة في حال حدوث عذر شرعي أثناء أداء مناسك الحج؟    منذ فجر الاثنين.. 126 شهيدا حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة    "تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية    5 أيام متواصلة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    مدرب وادي دجلة السابق: الأهلي الأفضل في إفريقيا وشرف لي تدريب الزمالك    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    حريق مزرعة دواجن بالفيوم.. ونفوق 5000 كتكوت    مهرجان كان يعدل جدول أعماله بسبب دينزل واشنطن ويفاجئه بجائزة "السعفة الذهبية الفخرية" (فيديو)    تكريم طالبين بجامعة عين شمس لحصولهما على جائزة بمسابقة عمرانية    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    فضل حج بيت الله الحرام وما هو الحج المبرور؟.. الأزهر للفتوى يوضح    أحمد دياب: إيقاف النشاط أمر غير وارد    عاجل| عرض خليجي خرافي لضم إمام عاشور.. وهكذا رد الأهلي    4 قرارات عاجلة من النيابة بشأن بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي    حبس شاب متهم بالشروع في قتل آخر بالعياط    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز (صور)    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    حزب الجبهة الوطنية يعلن تشكيل الأمانة المركزية للطاقة والتعدين    عليك إعادة تقييم أسلوبك.. برج الجدي اليوم 20 مايو    تامر أمين ينتقد وزير الثقافة لإغلاق 120 وحدة ثقافية: «ده إحنا في عرض مكتبة متر وكتاب»    أستاذ علاقات دولية: الاتفاق بين الهند وباكستان محفوف بالمخاطر    ما مصير إعلان اتصالات بعد شكوى الزمالك؟.. رئيس المجلس الأعلى للإعلام يوضح    سامي شاهين أمينا للحماية الاجتماعية بالجبهة الوطنية - (تفاصيل)    توريد 178 ألف طن من القمح المحلي في كفر الشيخ    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة هيكل فى «ندوة الأهرام» :مدينة الإنتاج الإعلامى أهم مصدر إشعاع ثقافى هدفنا إعادتها لتكون قبلة الفن في مصر والعالم العربي

استضافت «ندوة الأهرام» أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى ووزير الإعلام الأسبق الذي تسلم رايتها منذ أسابيع قليلة ، وحمل على عاتقه المسئولية عن أهم مشروع إعلامى فى المنطقة.. «هوليوود الشرق» كما كان مخططًا لها عند إطلاقها ،
شارك من الأهرام : عزت إبراهيم - علاء سالم محمد طلبة الشافعى
حاورناه للتعرف على أهم المشاكل والتحديات التى تواجه المدينة ، وتصوره عن آليات تخطى العقبات ، من اجل تحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله المدينة منذ أكثر من 18 عاما ، بحيث تصبح الصرح الأول للانتاج الدرامي في مصر والعالم العربي ، كما تطرقنا للحديث عن الملفات الشائكة والتي بدأ بالفعل في التعامل الفورى معها ، كملف المديونيات ، وملاهي ماجيك لاند» المتوقفة حاليا عن العمل ، وطرح رؤيته حول قضية الإنتاج الدرامي بوجه عام .
بدأت الندوة بكلمة ترحيب من الأستاذ محمد عبدالهادى علام – رئيس التحرير قائلا» نرحب بمعالى وزير الإعلام السابق ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامى الأستاذ أسامة هيكل في الأهرام ، ونبدأ بحوار مفتوح فيما يتعلق بعمله الجليل ، ولما له من خبرة إعلامية كبيرة ، وبما يحمله على كاهله من تجارب صحفية وإعلامية ثقيلة وثرية ،عايشها فى فترة حرجة من تاريخ مصر ، حيث شارك فى أحداث كبيرة ، مازلنا نعيش تداعياتها حتي الآن . والمجال مفتوح معه لمناقشة كافة القضايا الإعلامية العامة ، حتي خارج إطار عمله الجديد ، اعتمادًا واستناداً علي خبرته الإعلامية ، وتجاربه في صناعة الإعلام الهادف « .


أسامة هيكل : فى البداية أود أن أعبر عن سعادتى البالغة لاستضافتى اليوم وسط زملاء وأخوات ليّ ، وبين جدران مؤسسة عريقة ، ذات قيمة رفيعة فى قلب ووجدان كل صحفى فى مصر ، وواحدة من أهم المؤسسات والمراجع الصحفية على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربى كله ، والتى كانت ولا تزال مفرخا مهما لعالم الصحافة ، والقائد الرشيد لعملية التطور فى الصحافة المصرية والعربية بشكل عام .
الأهرام : كيف استقبلت قرار تكليفك رئيسًا لمدينة الإنتاج الإعلامى ؟ وما هى خططك لتصحيح أخطاء الماضي فيما يخص إعادة مدينة الإنتاج الإعلامي لسابق عهدها لتكون قبلة الفن والإنتاج الدرامي في مصر والعالم العربى مرة أخرى ؟
أسامة هيكل : فى الحقيقة لم يكن فى حسبانى فى أى وقت من الأوقات أن أقوم بتولى قيادة هذة الشركة الهامة جداً بكل المقاييس ، وهى بالفعل شركة تتبع القانون رقم (159 ) والخاص بالشركات المساهمة ، وتضم حوالى 20 شركة مساهمة مصرية ، معظمها شركات مال عام ، وبعضها مساهمة فى البورصة ، وحوالى نسبة 43% مملوكة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ، بالإضافة إلى جزء أخير مملوك للبنوك على اختلافها ، لذا كان لابد من الإسراع فى رسم خطةعملية مُحكمة بعد الدراسة المستفيضة ، للوقوف على الأسباب الحقيقية للتعثر، ثم تحديد الأهداف بوضوح ، وتحويلها إلى شركة رابحة ، وذلك للمحافظة على حقوق المساهمين بالشركة ، خاصة بعد تعرضها للخسائر لأسباب متعددة ومعروفة ، مرت بها الشركة بوجه خاص ، ومصر كلها بشكل عام .
فوجدنا أنفسنا أمام العديد من التحديات والملفات الشائكة ، التي بدأنا بالفعل في فتحها، والتعامل معها ، وبدأناها بملف المديونيات ، فهناك عدد من الجهات لديها مديونيات لمدينة الإنتاج الإعلامى بملايين الجنيهات، منها اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي اتفقنا مع المسئولين به علي جدولة مديونياته التي تبلغ 140 مليون جنيه ، هذا بالإضافة إلى مبالغ لدى بعض الفضائيات تبلغ 58 مليون جنيه ومليونى دولار قيمة مديونيات إيجار الاستديوهات التي تتقاعس كثير من القنوات عن تسديدها ، لذلك فقد بدأنا في حوار مباشر معهم ، ووضع توقيت زمني للتسديد ، وبالفعل تم خلال الأسبوع الماضي تحصيل 12 مليون جنيه.
الأهرام : وهل هناك إمكانية لخفض رقم المديونية عن كاهل المتعثرين عن السداد ، خاصة من أصحاب القنوات الفضائية ؟
أسامة هيكل : فى الحقيقة أن معظم أوجه الاستثمار والاقتصاد فى مصر قد تأثرت وتكبدت خسائر جمة ، جراء الفترات الحرجة التى مرت بها مصر.. إلا الإعلام !
فمثلا فى عام 2011 ( وهو أسوأ عام مر به الاقتصاد الوطنى ، وواجه فيه ركودا وكسادا وخسائر لا حصر لها مع أوضاع أمنية متردية ) – الشىء الوحيد الذى لم يتأثر فيه هو الإعلام الذى كان يتغذى على الأحداث ، وفى نفس العام زاد مؤشر سهم شركة النايل سات بنسبة 50% .. لذلك فلا يوجد مبرر للتقاعس عن دفع المستحقات والمتأخرات .
الأهرام : هل هناك إمكانية لزيادة رأس مال مدينة الإنتاج الإعلامى بواسطة طرح أسهم جديدة للاكتتاب ؟
اسامة هيكل : هذا الأمر بالفعل قيد الدراسة الآن ، وننظر فى إمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع .
الأهرام : وكيف ترى مستوى الإنتاج الدرامى الآن ؟
أسامة هيكل : فى الواقع إن قضية الإنتاج الدرامي بها الكثير من المشكلات ، وهناك إهدار ملحوظ فى الإنتاج الدرامى والتى تحتاج إلى إعادة نظر مرة أخرى ، فلا يخفي علي الجميع أن إنتاج المدينة خلال ال 3 سنوات الأخيرة كله خسران ، وذلك لأن تكلفة الإنتاج داخل المدينة تقريباً 4 أضعاف الإنتاج فى القطاع الخاص !
والمفروض أن تقوم المنافسة على أساس الأسعار المتعامل بها فى السوق الدرامى ، حتى تحقق أرباحاً وعوائد ، ولذلك وجهت بتخفيض ساعة الإنتاج لمستوى منافس كمستوى شركات الإنتاج الأخرى .
بالإضافة إلى الأزمة الحقيقية في الإنتاج ، التى سببها ضعف وركاكة بعض النصوص التي يتم إجازتها ، لذلك كان القرار الأهم بتغيير لجان قراءة الأعمال بالمدينة ، لضمان الجودة وعدم المجاملة ، بالإضافة إلى مشكلة السيولة النقدية والتي ستحل مع مرور الوقت ، مع ضمان مصادر دخل منتظمة وثابتة . فمنذ سنوات والمدينة ليس لديها القدرة علي تحمل مسؤلية إنتاج عمل كبير ، بدون الاستعانة بمنتج منفذ أو مشارك رغم ترحيبنا بذلك .
أيضا هناك مأساة فى الإنتاج الدرامى بشكل عام فى مصر ، تتمثل فى تكلفته المرتفعة والإجراءات المعقدة ، فى التخليص الجمركى عن المعدات السينمائية . والتى تجعل المنتجين يهربون للتصوير فى أماكن خارج مصر مثل : المغرب أو إسرائيل !
وفى إطار استكمال إستراتيجية تعظيم الربح بالتزامن مع تقليل الخسائر ، تم تحديد مقابلة مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، لتقديم مقترح بإنشاء مكتب خاص داخل مدينة الإنتاج الإعلامى ، على أن يضم ممثلين من هيئة الاستثمار والآثار .. لعمل نظام الشباك الواحد ، فلو نظرنا لتكلفة الفيلم الواحد من الأفلام النوعية نجدها تصل الى 300 مليون دولار ، ولو استطعنا تخفيض 50- 60 مليون دولار ، سيكون هذا انجازاً عظيماُ ، ومصدرا من مصادر الدخل القومى .
كما أريد أن أشير إلي»ملاهي ماجيك لاند» المتوقفة حالياُ عن العمل ، والتى لو تم إعادة تشغيلها فمن الممكن أن تكون مصدر الدخل الأول والأكبر للمدينة ، لذلك سيتم طرحها للمزايدة لمن يريد تأجيرها سواء من شركات مصرية أو عالمية .
ويحدونى الأمل أن أرى ا ستديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى كاستديوهات «universal» العالمية ، والتى تحولت فيها السينما إلى أدوات للترفيه ، وتحقيق مكاسب مادية فى نفس الوقت ، حيث يطرحون الألعاب بواسطة عمل مؤثرات سمعية بصرية ثلاثية الأبعاد بمنتهى البراعة والإتقان ، ولذلك فهم يكسبون أرباحا وهمية ومليارات كل عام ، وأتذكر منذ فترة طويلة أننى بهرت بأحد الألعاب والتى تسمى « transformer « والتى تحتوى على عناصر إبهار وتقنيات عالية الجودة ، تجعلك تشعر بأنك لست داخل لعبة !
الأهرام : وهل وضعتم تصورامعينا بخصوص «أكاديمية العلوم والإعلام» ؟
أسامة هيكل : فى الحقيقة أن أكاديمية العلوم والإعلام ، رغم أنها أنشأت لتكون مصدرا للربح - فإنها تسجل خسائر بسبب تصنيفها كمعهد ، ولذلك نحن بصدد وضع خطة طويلة الأمد لدراسة إمكانية تحويلها لجامعة شاملة مستقلة لتحقيق الأرباح المرجوة منها .
الأهرام : كيف ترى المنافسة بين مدينة الإنتاج الإعلامى والمدن العالمية والعربية الأخرى ؟ وهل هى فرص للتعاون أم منافسة طوال الوقت ؟
أسامة هيكل : أعتقد أن الأمر يتأرجح بين تنافس فى بعض الأوقات ، وتعاون فى أوقات أخرى ولكى تحقق اياً من الخيارين لابد أن تكون على قدم وساق منهم ، فمن حيث المساحة مدينة الإنتاج الإعلامى مساحتها أكبر من نظيراتها ومن حيث الخبرة نحن الأقدم ، ولكن المشكلة تكمن فى الإجراءات المعقدة .
الأهرام : كيف ترى القرار بإنشاء « المجلس الوطنى للإعلام» ؟ ولماذا لم يصدر حتى الآن ؟
أسامة هيكل : أعتقد أنه كان قراراً متسرعاً، وهناك فكرة عمل خاطئة فى السنوات السابقة رسخت لهذا المفهوم – أن وزارة الإعلام وزارة رقيبة وغير متوافرة فى الدول المتقدمة ، وعندما كنت وزيراً للاعلام وضعت هدفا نصب عينى ، وهو تحريرالإعلام وعدم السيطرة عليه ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن حرية الرأى والتعبير والتى هى ملك للمواطن والمجتمع وليست للإعلامى ، وتعظيم حقه فى الحصول على المعلومة الدقيقة، الصحيحة.. دون الإيحاء بتوجه وإنطباع أو إبداء الرأى الشخصى للصحفى أو الإعلامى .
وحتى أتمكن من حصر مشكلات الوزارة آنذاك ، قمت بتفريغ الموضوع من المحتوى ، فوجدت أن الأزمة تتلخص فى عدة أمور :
- عدد القنوات الكبير والذى بلغ ( 43 محطة تليفزيون بالإضافة إلى 76 محطة إذاعية ) .
- تكلفة المرتبات والتى بلغت 133 مليون جنيه شهرياً اثناء تواجدى بالوزارة ، ووصلت الآن الى 220 مليون جنيه .
- حدوث تضخم فى العمالة ، ووفقاً لحسابات التنمية الإدارية فإن مبنى وزارة الإعلام يدار ب 8000 شخص ، وصل عدد العمالة فيه ل 43 ألف شخص !
ويتضح مما سبق وجود طريقة خاطئة فى الإدارة قد إستمرت لسنوات ، وذلك أدى لزيادة المديونيات ، وبناء على ذلك طالبنا بإلغاء وزارة الإعلام عقب ثورة يناير 2011.
الأهرام : فى ظل هذا الغزو الإعلامى والفضائى ، هل ترى تحققاً لسيادة الدولة إعلامياً – على أراضيها ؟
أسامة هيكل : للأسف الشديد ! فالإعلام أداة فى غاية الخطورة ، ولها تأثير مباشر على الأمن القومى ، ولا يوجد لدينا أمل فى التحرر إعلاميا إلا من خلال وجود إعلام مضاد ، وجرئ ويستطيع المنافسة بقوة ، ويستطيع إثبات كفاءة إعلامية مميزة ، والجدير بالذكر أن مسألة صناعة الإعلام فى المرحلة القادمة هى صناعة ثقيلة للغاية ، ولها أبعادها ، وحروب الجيل الرابع حقيقة ولها برامج وأفكار وتعتمد على فكرة إفشال الدولة ذاتياً .
الأهرام : كيف تصف علاقة الإعلام المتسقة بالأمن القومى ؟
أسامة هيكل : الموضوع له جذور ، فقديماً كان البث أرضيا ، وكان محصوراً بالحدود الجغرافية لكل دولة ، وفى منتصف التسيعينيات ومع بداية ظهور الأقمار الصناعية ، بدأ البث يغطى حوالى ثلث مساحة الكرة الأرضية ، ومن هنا ذابت فكرة حدود الدولة ، وأضيفت لعناصر سيادة الدولة على أراضيها أرضاً وبحراً وجواً .. العنصرالفضائى الإعلامى ، وألغيت معها فكرة إغلاق القنوات نهائياً .
لذلك أصبح لا أمل لدينا للمنافسة والتواجد إلا فى وجود إعلام قوى مضاد ، حتى لا يحدث غزو معلوماتى للدولة من الخارج وبالتالى نتحول إلى متلقين للمعلومات الجاهزة ، والخطورة تكمن فى نوعية تلك المعلومات والتى يمكن أن تتسبب فى إشعال فتن وحروب دون أن نتدارك ، ومن هنا فالإعلام أداة لحفظ الأمن القومى .
الأهرام : وما رأى سيادتك فى المتاجرة بإسم الدين المتفشى بإيحاء من إسرائيل ؟
أسامة هيكل : بالفعل ! فالمتاجرة باسم الدين هو أخطر ما يمكن ، وفى كل الأحداث التى نراها فى منطقة الشرق الأوسط لا أرى دولة مستقرة إلا إسرائيل ، فكل ما يحدث لا يخدم إلا إسرائيل ، وعندما تتفكك وتنهار الدول الكبرى مثل سوريا وليبيا ، إلى دويلات صغيرة فهذا يصب فقط فى مصلحة إسرائيل .
وبالتالى نحتاج الآن إلى وقفة لإعادة ترتيب الأوراق وتغيير الفكر المجتمعى والرجوع لفكرة النسيج الوطنى الواحد ، والمحافظة على كيان ووجدان الدولة المصرية ، ولاشك ان للإعلام المرئى تأثير مباشر على الأفراد فهو ساحر يسلبك الإرادة دون أن تدرى أو تدرك ، وتجد نفسك منساقا وراء الفكر أو المحتوى المنقول إليك رغما عنك ، وذلك السبب فى حدوث الكثير من الصراعات المجتمعية التى نراها الآن .
الأهرام : دار فى الآونة الأخيرة جدل كبير حول محتوى برامج « التوك شو» فى مصر ، ما هوتقييم سيادتك لها ؟ وما هوالدور الذى تلعبه مدينة الإنتاج الإعلامى فى الارتقاء بالإنتاج الدرامى بوجه عام ؟
أسامة هيكل : فى الحقيقة إن فكرة برامج التوك شو فى مصر بدأت تفقد بريقها ، والمصريون تشبعوا منها ، ولابد أن ندرك أن الإعلام الحالى ليس مناخاً صحياً ، والقيم الإعلامية فيه معكوسة ، بصورة جعلت الناس تظن أن الإعلامى أهم من المعلومة التى تقدم له ، وبمرور الوقت يتناسون الكثير من الأخطاء المعلوماتية الخاطئة !
ونحن نعمل جاهدين على دراسة كل المشكلات التى تواجه الإنتاج الدرامى بوجه خاص ، وصناعة السينما بوجه عام .. حتى ترتقى لمستوى أداء ، تستطيع المنافسة به أمام السينمات العالمية .
الأهرام : فى رأى سيادتك هل هناك ممول لهذه القنوات ؟ وهل لها مقاصد تدميرية ؟
أسامة هيكل : بصفة عامة الإعلام لابد أن يكون محدد الهدف ، وكل رجل أعمال يفتتح قناة فضائية يكون هدفه أحد ثلاثة : إما الربح أو النفوذ أو تأمين مصالح شخصية له ، الأهم هو تنظيم العملية الإعلامية ، ولقد توصلنا لفكرة إنشاء المجلس الوطنى للإعلام فى عام 2011 ، حتى تكون له صلاحيات وسلطات المراقبة والمحاسبة على كل ما يقدم عبر شاشات الفضائيات ، على أن تعين داخله لجنة من خبراء وأساتذة فى الإعلام ، ذات حصانة ، بحيث تراقب الإنتهاكات ، وتصدر عقوبات ، وبالفعل تقدمنا بالمشروع للمجلس العسكرى آنذاك ، والذى قرر تأجيلة نظراً لصعوبة الظروف المواتية للمرحلة الانتقالية ، على أن يعرض على البرلمان ، والذى كان برلمانا للأخوان ، فتقدموا بمشروع آخر ، وبعدها تم حلّ مجلس الشعب ، وتوقف الأمر عند ذلك ، والوضع الآن أصبح أسوأ لأن عدد القنوات فى تزايد مستمر ووصل الى 110 قنوات !
وبعد صدور دستور 2014 ، أصبح لدينا نصوص دستورية صريحة ، تنص على وجود 3 مجالس وفقاً للمواد 211 ، 212 ، 213 وتعريفها كالآتى :
أولاً : المادة ( 211) تنص على وجود المجلس الأعلى للإعلام : بمقتضى نص الدستور سيكون عمله هو إصدار التراخيص للقطاع الخاص بالإضافة إلى المراقبة والمحاسبة .
ثانياً : المادة (212) تنص على إنشاء الهيئة الوطنية للصحافة : والمسئولة عن الصحف القومية المملوكة للدولة والتى توازى فى عملها المجلس الأعلى للصحافة.
والمقترح بشأنها أن يتم تغيير الباب الرابع من قانون تنظيم الصحافة ليصبح مسماه « الهيئة الوطنية للصحافة « بدلاً من المجلس الأعلى للصحافة ، ثم نقوم بتغيير بعض المواد التى تسمح بمساحة أكبر من الحرية ، وتصبح الهيئة هى المالك الرسمى للصحف ، وبالتالى يصير من حقها التعامل مع كافة المشكلات سواء المتعلقة بالمديونيات أو المرتبات أو غيرها من المشاكل المتوطنة داخل العديد من المؤسسات الصحفية .
ثالثاً : تنص المادة (213 ) على هيئة وطنية للإذاعة والتليفزيون والتى تعنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، وهو ينظم وفق قانون رقم (13 ) لسنة 1979 ، ويعنى بتفعيل سلطة الهيئة على الإعلام الرسمى .
لذا أقترح أن يتم تغيير القطاعات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون لتصبح شركات ، فتحل الهيئة محل الشركة القابضة ، ومن ثم تقسم هذة الشركات إلى 5 صنوف ( الإذاعة ، التليفزيون ، الهندسة الإذاعية ، القنوات المتخصصة ، الأخبار ) .
على أن تعين جمعية عمومية لها ، تحاسب ، وتقدرالأرباح السنوية ، وتقوم الهيئة فى أخر العام بتقييم الأداء العام ، وبناء على ذلك نستطيع خلق مناخ إعلامى صحى وأفضل من ذى قبل .
الأهرام : ولماذا لم يتم إلى الآن تفعيل المواد السابقة ؟
أسامة هيكل : فى الحقيقة إن الولاية القانونية الآن فى يد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ، وهما المسئولان عن إصدار القوانين فى ظل غياب مجلس النواب فى الوقت الحالى ، ولقد طُلب من بعض الصحفيين والإعلاميين ان يتقدموا بالقانون ثم يطرح للحوار المجتمعى .
الأهرام : وماذا تقول لمن يريد تعطيل عمل مؤسسات الدولة ؟
أسامة هيكل : لاشك أن هناك قلة تبغى التدمير ، ويحاولون بث سمومهم وتفكيرهم الإجرامى لتعطيل مسيرةالتقدم ، بداية من محاولات إفشال ثورة يونيو 2013 ، والتى تعتبر أكبر حشد فى تاريخ البشرية ، وصولاً إلى افتتاح قناة السويس ، ومحاولتهم إثارة البلبلة لتعطيل مسيرة الوطن ، وجميعنا يعلم جيدا أن قطع عناصر الأخوان المفسدين – من جسد الوطن أمر لابد منه ، وفترة حكم أو احتلال الأخوان لمصرلا يمكن محوها من تاريخ مصر ، وأرى ضرورة إنشاء متحف لتوثيق جرائم الأخوان ، ليكون مرجعاً للأجيال القادمة حتى لا تتناسى الأحداث بمرور الوقت ، أويتم تزييف أو تغيير هوية التاريخ ، فلا ننسى جرائم النقراشى والخازندار وغيرهم ممن ذكرهم التاريخ بأفعالهم .
الأهرام : هل تعتزم سيادتك خوض غمار الانتخابات البرلمانية القادمة ؟
أسامة هيكل : فى الحقيقة لقد طلبت منى أكثر من جهة سيادية الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة ، لكنى فى الحقيقة لم أحسم الأمر بعد بصفة قطعية .
الأهرام : وعلام يتوقف حسم الأمر ؟
أسامة هيكل : الأمر متوقف على اتضاح الصورة الانتخابية بوجه عام ، وبلورتها بشكل شبه نهائى ، من حيث تقسيم الدوائر وأسماء المرشحين .. ، والحقيقة أن الأمر كله حتى هذة اللحظة لا يزيد عن كونه اقتراحات .
فنحن مجموعة من أنصار الدولة المدنية ، ووجدنا أن الحياة الحزبية فى مصر تحتاج إلى تنظيم أكثر مما هى عليه الآن ، فى ظل وجود كتلة حزبية غير مؤثرة ولا فعالة ، لعدم وجود تنظيم يجمعها تحت طاولة واحدة رغم أن عدد الأحزاب تجاوز المائة بحزب واحد !
ونخشى أن يوصلنا هذا التشرّذم والتذبذب والإرتباك الحزبى .. إلى أن نجد أنفسنا فى مواجهات مرة أخرى مع الأخوان ، فمن المعروف عنهم احترافيتهم فى الانتخابات وقدرتهم على الحشد .
الأهرام : وماذا تقول لأصحاب الدعوات بتأجيل الانتخابات البرلمانية ؟
أسامة هيكل : هذا أمر مرفوض ! وضد مصلحة الوطن بكل تأكيد ، فالمجتمع الدولى ثقته لن تكتمل فينا إلا بوجود برلمان قوى ، ونكون بذلك قد أكملنا إستحقاقات المرحلة الانتقالية بالكامل .
ولونظرنا للأحزاب المصرية مجتمعة لوجدنا عددهم أقل من 2 مليون ، بما يعادل 4% من كتلة الناخبين المصريين ، وهذا يعنى أن 96% من المصريين غير منتمين لأحزاب أو غير مقتنعين بأفكارها ومعظمهم يميلون لفكرة الاستقلال ، لذلك يجب تعزيز قوة الأحزاب وإعادة تنظيمها بما يليق بحساسية المرحلة الراهنة ، خاصة أن الانتخابات البرلمانية القادمة تُعد آخر اختبار للأحزاب المصرية ، وبحكم الدستور .. البرلمان القادم شريك فى الحكم ولا يقتصر دوره على التشريع والرقابة فقط ، ولكن حتى سلطات رئيس الجمهورية توزع ما بين الحكومة والبرلمان .
الأهرام : وهل من الممكن تعديل الثغرات الموجودة ببعض المواد بالدستور ؟
أسامة هيكل : بالفعل هناك مطالب لتعديل بعض مواد الدستور ، ولكن ذلك يتطلب موافقة من مجلس النواب القادم .
الأهرام : هل سيادتك متفائل بالمشهد الإعلامى بوجه عام خلال الفترة المقبلة ؟
أسامة هيكل : فى الواقع لقد استطاع الإعلام أن يرفع حالة الوعى بشكل غير مسبوق خلال الفترة ما بين 2012 – 2013 ، وتأتى معظم الانتقادات الموجهة للإعلام ، ليس نقداً سلبياً ، ولكن نقداً بناءً من منطلق تحسين الأداء وهذا حق المجتمع على الإعلام والذى لا يمكن أن نغفله أو نتهاون فيه بأى شكل من الأشكال .

نبذة مختصرة عن مدينة الإنتاج الإعلامى

تُعد مدينة الإنتاج الإعلامى بمدينة السادس من أكتوبر ، من أهم الصروح المصرية المتميزة ، التي تقوم بإنتاج كافة احتياجات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي والإعلامي ، على مستوى الوطن العربى الكبير في العصر الحديث ، والتى غطت معظم ساعات البث التلفزيونى فى القنوات المصرية والعربية ، على مدار السنوات الماضية ، بما تملكه المدينة من استديوهات الإنتاج التلفزيونى والسينمائى ، التي تقع على مساحات شاسعة ومجهزة بأحداث التقنيات العالمية التى نفذتها كبريات الشركات العالمية ، لتلبية كافة احتياجات الإنتاج الدرامى وبرامج المنوعات وأفلام السينما ، وبث المحطات الفضائية المصرية والعربية ، من خلال الاتصال المباشر بالقمر الصناعى المصرى نايل سات 1 و 2 ، وتضم المدينة الكثير من مناطق التصوير المفتوحة ، التى تمثل مختلف العصور التاريخية ومراكز الخدمات الإنتاجية والفنية .
وفي مجال السياحة والترفيه تضم المدينة ملاهى « الماجيك لاند « التى تعد من أكبر المدن الترفيهية في الشرق الأوسط علاوة على الفنادق ومراكز المؤتمرات والمعارض المختلفة ، لتقديم الخدمات الفندقية للوافدين والسائحين والفنانين ، وفي المجال الأكاديمى ، ولمواكبة التطور التكنولوجى المذهل في المجالات الإعلامية ، أنشأت مدينة الإنتاج الإعلامى الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام ، بهدف تأهيل وتدريب الدارسين على اكتساب الخبرات الإعلامية المختلفة وفق أحدث النظم العالمية من خلال كوكبة متميزة من الخبراء والمتخصصين ومتابعة الجديد في تكنولوجيا الإعلام ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.