تمنى رجل ان يتسلق احد الجبال الشاهقة الارتفاع وجهز نفسه لهذه المغامرة وكله شوق لها واعد الاجهزة اللازمة للتسلق ، وذهب للجبل وبدأ بالتسلق عند شروق الشمس وعندما انتصف النهار بدأ يشعر بالتعب ولكنه تحمل حتى يكمل رحلته وعند غروب الشمس كان قد اقترب من القمة ثم بدأ يسرع بالصعود الى ان اظلمت السماء وكان بينه وبين النهاية لحظات ولكنه سقط واخذ يتدحرج على سفح الجبل حتى امسك بالحبل مرة اخرى بكلتا يدية خوفا من السقوط ، فبدأ يدعو الى الله حتى ينقذه من الموت المحقق ، ثم جاءه هاتف ينادى عليه ويقول له اتثق بأن الله سينقذك ، فقال :نعم، فرد عليه قائلا اذا اترك الحبل الذى بيدك فأخذ يفكر الرجل للحظات ثم تمسك بالحبل بقوة ورفض تركه ، وبعد يوم كان بعض الرحالة يطوفون فى الجبال فأذا برجل متعلق بحبل وقد فارق الحياة وبينه وبين الارض مترا واحد لكنه مات من البرد مع انه لو كان ترك الحبل لكان نجا من الموت. كلنا مثل هذا الرجل معلقين بحبل .. حيارى بين اختيارين ..كلاهما صعب ، ثقتنا بالله فى ان ما كتبه لنا هو الافضل والاصلح فقط ترشدنا لاختيار الاصلح . تذكرت هذه القصة عندما اصابتنى مشكلة كانت تحتاج الى اختيار حتمى بين شيئين وكان الاختيار صعب ولا اعلم ايهما اقرب للصواب ..فقررت فعل ما اره يرضى ربى ثم اترك القرار له سبحانه وتعالى وهو سوف يهدينى للصواب . فلماذا لا نفعل ذلك فى امور حياتنا وتكون ثقتنا فى الله وحده فهو خلقنا لنسعد فى هذه الحياه ليس لنشقى فوجب علينا ترك همومنا لله سبحانه وتعالى فما كتبه لنا سيكون ان اردنا او ابينا . فجميعنا نقع دائما فى مشاكل تجبرنا على الاختيار بين شيئين ولا نعلم اى منهما الصواب الذي سيرضى الله عنه ، فعندها نقم بما لم يقم به هذا الرجل ونفعل ما وجب علينا فعله وما امرنا الله به ثم نترك الحبل والله سينجينا طالما توكلنا عليه خير توكل . لمزيد من مقالات هبة سعيد سليمان