إذا كان هناك إجماع بين الخبراء والنقاد على صعوبة المواجهة بين منتخبى مصر وتونس التى جرت أمس فى الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية ، فإن الأرقام والتاريخ يساندان هؤلاء الخبراء فيما ذهبوا إليه من أن المواجهة بين الفراعنة ونسور قرطاج من ذلك النوع الذى لا يمكن التنبؤ بنتائجه ، بفضل الندية الكبيرة التى تغلب على لقاءاتهما الودية والرسمية على حد سواء سعياً منهما للريادة على الكرة فى شمال إفريقيا. لقاء منتخبى مصر وتونس هو اللقاء الخامس والثلاثون فى تاريخ المواجهات الرسمية والودية بينهما ، غير أن الغلبة لمصلحة تونس بفارق بسيط نسبيا، حيث فاز التوانسة فى 13 مباراة وكان الفوز من نصيب مصر فى 11 مباراة بينما تعادل الفريقان فى 10 مباريات، غير أن لقاء الدفاع الجوى كان اللقاء الرسمى الأول بينهما منذ 12 عاماً عندما لعب الفراعنة مع نسور تونس يوم 25 يناير 2002 فى كأس الأمم الإفريقية التى استضافتها مالى، وانتهى اللقاء بفوز مصر بهدف أحرزه حازم إمام ، أما على صعيد تصفيات كأس الأمم الإفريقية، فالتقى المنتخبان ست مرات تعادلا فى أربع منها وفاز كل منهما على الآخر مرة واحدة. وبسبب الندية الكبيرة التى تسيطر دائماً على مباريات مصر وتونس، فإن هناك بعض المواجهات تبقى فى الذاكرة الكروية للجماهير وأبرزها التاريخ لتبقى شاهدة على مدى قوة المنتخبين وقدرتهما على جذب الانتباه وحشد الملايين للمشاهدة والتشجيع ، فتونس تمكنت من حرمان مصر من المشاركة فى كأس العالم مرتين متتاليتين هما 1974 و1978، كما حرم التوانسة مصر من المشاركة فى دورة الألعاب الأوليمبية مرتين أبرزهما دورة سول الأوليمبية 1988، بتعادل الفريقين فى تونس سلبياً قبل أن تفوز تونس على مصر فى قلب القاهرة بفريق من اللاعبين الصاعدين بهدف سجله جمال الدين الإمام. واستمرت المواجهات الساخنة بين الفراعنة والنسور فى التسعينيات، فالتقى المنتخبان فى تصفيات كأس العالم 1998، فكانت الغلبة لتونس التى نجحت فى العودة من القاهرة بنتيجة التعادل السلبى قبل أن تفوز على أرضها بهدف زبير بيه. وفى كأس الأمم الإفريقية العام 2000، تجدد الصدام بين الفريقين مرة أخرى فكان الفوز من نصيب تونس بهدف نظيف، لكن منتخب مصر تمكن فى كأس الأمم الإفريقية عام 2002 من تحقيق الفوز على تونس بهدف وحيد، لتبقى بوابة الصراع الكروى المصرى-التونسى مفتوحة على مصراعيها انتظاراً لمزيد من المواجهات الساخنة بين اثنين من أفضل المنتخبات فى إفريقيا والعالم العربى.