لم تكن المدرسة الإعدادية للبنات (قصر طوبيا) المهددة بالانهيار هى كل المشاكل التى تعانى منها مدينة قوص فى مسيرتها التعليمية منذ عدة سنوات، ولكن معظم مدارسها تعانى مشاكل متفاقمة، بعضها أغلق للسبب نفسه والبعض الآخر أزيل وتم تسويته بالأرض لخطورته، وأكثر من نصف المدارس مؤجرة من الأهالى وهى فى الوقت نفسه آيلة للسقوط، والسؤال الأهم كيف تستقبل المدينة التاريخية العريقة السنة الدراسية الجديدة وسط هذا الزخم من المشاكل المتفاقمة التى أطاحت بحزمة كبيرة من المدارس خارج الخدمة؟ وهى مشاكل لن تجد لها مثيلا فى أى مدينة أو مركز من مراكز مصر المحروسة! وكما يؤكد مصطفى القط عجلان مدير مدرسة بالمعاش: فإن معظم مدارس المدينة بلا استثناء إن لم تكن كلها تعانى مشكلة ما مما يعوق العملية التعليمية بشكل مباشرأو غير مباشر، ولك أن تتخيل أن آخر مدرسة تم بناؤها بالمدينة كان منذ 39 سنة وهى مدرسة معركة التحرير الابتدائية، وفى الوقت الذى تزايد فيه عدد السكان طوال تلك المدة أكثر من خمسة أضعاف، على النقيض تناقص عدد المدارس بصورة كبيرة، حيث تم إغلاق مدارس الحاكم والجامع العتيق والإعدادية بنات وغيرها، أما مدرسة البهاء زهير فهى آيلة للسقوط، وللعلم فإن عددا كبيرا من تلك المدارس مؤجر أساسا من الأهالى منذ عدة عقود ومعظمها آيل للسقوط مما يعنى أنها مصدر خطر دائم، وغالبية المدارس تعمل بنظام الفترتين. ويقول عربى سعد من أبناء المدينة المهمومين بقضايا التعليم: هناك مدرستان تم إلغاؤهما من خريطة العملية التعليمية وهما مدرسة الجامع العتيق الابتدائية وقوص الثانوية الحديثة، ومدرستان أغلقتا بسبب أنهما غير آمنتين وهما سيدى أحمد الطواب والإعدادية بنات، والجناح القديم بمدرسة قوص الثانوية بنين آيل للسقوط وتم إصدار قرار إزالة له من الإدارة الهندسية بقوص منذ 5 سنوات وتمت إزالته بالفعل أواخر أغسطس السابق ليلحق بسابقيه، وبالنسبة لبقية مدارس قوص ترضخ رغماً عنها ولا خيار لها فى ذلك لنظام الفترتين صباحى ومسائي، ومنها البهاء زهير الإعدادية ومدرسة الإعدادية بنين والنصر الإعدادية بنات، والشهيد عبد الباسط الابتدائية، والنيل الابتدائية صباحاً وتعمل كإعدادية بنات مسائى (منقولة من قصر طوبيا بُقطر)، ومدرسة على بن دقيق العيد تعمل كابتدائى صباحاً وإعدادية مساء، والتحرير تعمل كابتدائى ومهنية بنات فى الفترة نفسها، والإعدادية بنين صباحا وتستغل مساء كمهنية بنين، وجميع المدارس الفنية وهي: التجارة بنين والتجارة بنات والصنايع بنين والصنايع بنات تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية، ويقول محمد مغازى علامة عضو مجلس أمناء مدرسة الدكتور عبد العزيز القوصى :- لم يعد تطبيق نظام الفترتين الصباحية والمسائية مجدياً حيث إن كثافة الفصول فى الفترتين تتعدى جميع الحدود إلى تكدس يستحيل معه تحصيل الطلبة والطالبات للدروس، الأمر الذى يتندر به البعض ويطالبون بفترة ثالثة، ومن هنا يجب أن يكون هناك دور حيوى لمجالس الأمناء بالبحث عن مصادر لتمويل بناء أجنحة بالمدارس إن كانت المساحات تسمح بذلك أو بناء مدارس جديدة، ويعلق محمد يوسف الخريصى وكيل مدرسة ثانوى أن مدرسة مدرسة النصر الإعدادية بنات بها 18 فصلاً يصل عدد الطالبات بالفصل الواحد أكثر من 60طالبة، بالإضافة إلى تكدس الطالبات بالطرقات فى أثناء الفسحة وصعوبة ممارسة الأنشطة الرياضية والمتنوعة الأخري، ويتساءل حسانى عتمان مهندس بالمطاحن :- إذا كانت مدينة قوص بدون ظهير ًصحراوى كقريناتها من مدن المحافظة الأخري، فأين أراضى الدولة داخل حدود المدينة؟ المطلوب تحرك المسئولين بالبحث عن أراضٍ لبناء مدارس تتواءم مع الزيادة السكانية الكبيرة التى أوشكت على الانفجار، أو انفجرت فعلاً، والمطلوب تضافر جهود المواطنين من ذوى الأملاك متضامنين فى التبرع بقطع أراض مستوفية المساحة والأبعاد، وتحدث عصام وأسامة الشيخ عن الجهود الذاتية لأبناء المدينة مطالبين باستثمار التجربة الناجحة والمثمرة للمهندسة نجوى القوصى وشقيقتيها الدكتورة ليلى وسلوى والتكفل ببناء وتجهيز مدرسة الدكتور عبد العزيز القوصى تخليداً لذكرى والدهم الراحل العالم وأستاذ علم النفس العالمي، وتلك المدرسة تعد من أرقى مدارس المحافظة قاطبة ورغم حداثة عهدها فقد حصلت على شهادة الاعتماد والجودة ومنها الأول على المحافظة هذا العام، ونموذج تلك المدرسة يفتح الباب أمام الجهود الذاتية كحل فاعل للمشكلة، ولكن أين دور ومسئولية الحكومة وأين دور هيئة الأبنية التعليمية عن هذه الكارثة؟ فالقرية تحتاج الى بناء أكثر من مدرسة خاصة مع الإعداد المتزايدة من الطلاب.