الإقبال غير المسبوق من الجماهير لشراء شهادات قناة السويس لم يكن بدافع الاسثمار فقط ، ولكن رغبة في بناء مشروع قومى عملاق يرسم قصة نجاح علي جبين الوطن ، وعلى الرغم من عمل الموظفين بالبنوك على قدم وساق حتى ساعات متأخرة من المساء ، فإن الاقبال الشديد تسبب في بعض الارتباك ، وكذلك بعض الاجراءات كفتح حساب بنكى يتسبب ايضا فى انتظار العملاء بالساعات وبينهم كبار السن ، والذين يعانون طول الانتظار بالاضافة الى عدم تخصيص اماكن انتظار كافية مما يضطرهم الى الجلوس على الارض الى جانب نقص التهوية مع الزحام الشديد. قامت «تحقيقات الأهرام» بعمل جولة ميدانية فى بعض الفروع لمشاركة المصريين فى هذا الحدث الكبير والوقوف على اهم المعوقات التى قد تواجه البعض.
فى زحام شديد بفرع البنك الاهلى بشارع سليم الاول بحلمية الزيتون تزاحم المواطنون لشراء شهادات استثمار قناة السويس منذ الصباح الباكر . يقول محمد سيد ابراهيم موظف على المعاش حضرت مع ابنتى كضامن لها لانها تريد شراء شهادات لاولادها الثلاثة ولانها غير موظفة فكان لابد من احضار بطاقة زوجها او والدها لكى تستطيع شراء الشهادات ولولا اننى على المعاش ولا املك من الدنيا سوى معاشى القليل والذى انفقه بالكامل على الادوية لقمت انا الاخر بشراء شهادات استثمار لى ولزوجتى. اما يسرى مصطفى حسين، يعمل بالهيئة العربية للتصنيع ،فقد حضر لشراء شهادات استثمار كل شهادة ب100 جنيه لاولاده رغبة منه للمشاركة فى هذا المشروع العملاق ولكن ما يضايقه انه حضر من الساعة الثامنة صباحا وكانت الساعة العاشرة والنصف وامامه 300 رقم حتى يصل دوره مع الزحام الشديد وقلة التهوية. اما ايمان البحيرى، مشرفة انتاج ، فكانت موجودة امام البنك من السابعة والنصف صباحا حتى تشترى 11 شهادة لاولادها واحفادها رغبة منها فى المشاركة وكذلك كاستثمار لاحفادها. سعدية سيد ذات ال60 عاما انهكت من شدة الزحام فهذا لا يهمها ولكن ما احزنها انها بالفعل لديها حساب ولكن غير مفعل منذ فترة فطلب منها احد الموظفين ان تحضر غدا حتى يفعل لها الحساب وتستطيع شراء شهادات ولانها مسنة ، فإن حضورها الى البنك مرة اخرى فيه صعوبة بالغة فغضبت . وبانفعال شديد قالت سأغادر ولن أعود مرة اخرى متسائلة لماذا هذه البيروقراطية فأنا أريد المشاركة ولكن بعض الاجراءات معقدة. وبغضب شديد تحدثت بعض السيدات اللاتى ليس لديهن وظيفة عن استحالة شرائهن شهادة الاستثمار هذه الا ببطاقة الزوج او الاب وهذا ما ازعجهن لعدم رغبتهن فى اعلام اى شخص وفى ضجر شديد قالت احداهن : ورثت عن والدى 50 الف جنيه وزوجى لا يعلم عن هذا الارث شيئا واريد شراء شهادات بقيمة هذا المبلغ فما الحل؟ حملنا كل المعوقات التى تقابل العملاء الى مدير الفرع الاستاذ علاء الدين رمضان فاوضح ان سبب هذا الزحام لضرورة فتح حساب بنكى فلا يوجد تعامل مع البنوك الا بعد فتح حساب بنكى بموجب القانون الصادر فى 2-7-لسنة 2014 حتى تتم معرفة التعاملات المالية مع العميل من ايداعات وسحب لتقنين الاوضاع وخاصة حالة الفوضى التى شهدتها البلاد فى الثلاث سنوات الماضية لمعرفة حجم تعاملات كل عميل وكذلك لابد من تحديث قاعدة بياناته وتحديث بطاقته الشخصية لطبيعة عمله وسكنه وايضا لا يجوز لاى شخص فتح حساب لشخص اخر الا بعلمه واحضار بطاقته كما انه لابد ان يكون العميل له وظيفة وان لم يكن لديه يحضر له ضامن يكون لديه وظيفة مضيفا ان هذا يسرى على شهادات الألف جنيه ومضاعفاتها اما الشهادات من 10 جنيهات حتى 990 جنيها فهذه لا تحتاج الى اى اجراءات واتيحت هذه الشهادات للقاصر ففائدتها مرتفعة لذلك قيمتها قليلة بمتوسط 5 سنوات 16%. أكثر من ساعتين الصورة لم تختلف كثيرا فى فرع بنك مصر بميدان حلمية الزيتون من حيث الزحام الشديد، والاقبال الكبير على شراء الشهادات فالحاج سعيد عبد المنعم والذى يبلغ 74 عاما حضر باكرا الى البنك كى يشترى شهادات بقيمة 60 ألف جنيه لاحفاده ولم يضايقه الانتظار اكثر من ساعتين حيث قال "كله لاجل مصر " واقسم انه لا تهمه ارباح غير انه يريد احفاده "يفتكروه" على خير وانه اول من ساهم لهم فى هذا المشروع الوطنى الكبير. أحد العملاء قال ان ارباح هذه الشهادات سوف اتبرع بها لصندوق تحيا مصر وطالب المسئولين بضرورة تنظيم العملية اكثر من ذلك فهناك رجال وسيدات مسنون وامهات حضروا مع اطفالهم فلابد من تيسير الامور اكثر من ذلك. وكانت سيدة فى شدة الغضب لانها تسكن فى الكيلو 4 ونصف ولكن مسجل فى بطاقتها عنوانها القديم على المطرية ورفض فرع البنك هناك ان تشترى شهادات وحضرت الى هذا الفرع قائلة انا مريضة ولكن اردت المشاركة فلماذا تصعيب الامور.؟! وفى داخل بنك مصر التقينا السيدة وداد مصطفى مديرة فرع احمد فؤاد والتى اكدت ان الاقبال على شراء الشهادات شديد جدا حتى اننا وفى ظل انقطاع التيار الكهربائى الخميس الماضى غادرنا اماكننا فى الحادية عشرة مساء حيث اقبل معظم العملاء على الشراء بمبالغ عالية جدا فاقت كل التوقعات وكانت الناس سعيدة حتى اننا قمنا بتوزيع الحلوى عليهم لنشارك فى هذا الاحتفال ونشعرهم باحساسنا بسعادتهم بهذا الحدث وكان البنك قد استعد تماما لاستقبال العملاء واصدرنا التعليمات للجميع بتذليل جميع الصعوبات حتى انه اثناء انقطاع التيار الكهربائى لم يتوقف العمل نهائيا وقد اقبل العملاء على الشراء بفئة الالف جنيه ومضاعفاتها وأيضا باقل من الف جنيه رغبة منهم فى المشاركة فقط وقد التقينا بالعديد من العملاء حيث اودعت الحاجة صفية مبلغ 5000 جنيه اما ابنتها فقد اودعت 150 الف جنيه وعندما سالناهما عن السبب قالت لى لكى تكون مصر اجمل بلد مضيفة نحن صعايدة لا نقبل ان يشترى اى اجنبى اى جزء من ارضنا لذلك لبينا نداء مصر وقمنا بالشراء فاجدادنا حفروا القناة ونحن سنكمل ما بدأوه وستعود مصر لمكانتها رغم انف الجميع . عماد ماهر صديق مدير عام سابق بالبنك قام بشراء شهادتين له ولزوجته قيمة كل منهما 50 الف جنيه وفى طريقه للشراء لحفيده الذى يبلغ 5 ايام ولكن بعد ان يخرج له شهادة ميلاد كمبيوتر وقد جاء بدافع وطنى من اجل الشراء ودافع استثمارى لان هذه الشهادات تحقق اعلى عائد ويضمنها البنك المركزى ووزارة المالية فيكتور ميخائيل اشترى شهادات ب100 الف جنيه له ولزوجته ولأحفاده من اجل المشاركة فى هذا المشروع العملاق. دعم الاقتصاد اما حسام يسرى عبد العزيز فعلى الرغم من انه لا يعمل هذه الفترة فإنه اشترى شهادات بقيمة 48 الف جنيه هى كل ما يملك من مدخرات وذلك مساهمة منه فى دعم الاقتصاد الوطنى وتقدم البلد وثقة منه فى هذه الشهادات التى تضمنها الدولة ممثلة فى وزارة المالية والبنك المركزى مؤكدا ان والده شجعه على الشراء لثقته فى قيادة الوطن الجديدة واكد الوالد ان هذه مبادرة نشكر عليها القيادة السياسية وقد وصلنا العائد حتى قبل بدء المشروع . غادة محمد فهيم طبيبة اسنان اشترت شهادات ب50 الف جنيه اعطاها لها والداها من اجل المساهمة فى هذا المشروع القومى ولكى ترى مصر اجمل بلد فى الدنيا كما اودعت شقيقتها مروة دكتورة صيدلانية نفس المبلغ ليكون لهما شرف المساهمة فى هذا المشروع القومى. وبداخل البنك الاهلى فرع مدينة نصر التقينا بالسيد فرغلى رشوان مدير الفرع الذى اكد ان الاقبال غير عادى من الجمهور وهناك مبالغ ضخمة اودعت وقد قمنا بتذليل كل العقبات حتى اننا يوم الخميس على الرغم من ان مواعيد العمل من الثامنة صباحا فإن جميع الموظفين جاءوا فى السادسة والنصف صباحا لتجهيز العمل وقد جئنا جميعا فى ابهى حلة لاننا نشعر اننا فى احتفال. وقد التقينا من داخل البنك بسيدة مسنة كان حرصها الشديد على شراء الشهادة الموقع عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وقالت لمدير البنك"عايزة شهادة اللى عليها امضاء الريس". اما الحاج اسماعيل عبد الرحمن يعمل حارس عقار فقد اكد انه جاء ليشترى شهادتين له ولزوجته قيمة كل منهما 1000 جنيه وهى كل مدخراته وذلك حبا فى البلد حيث اكد عم اسماعيل انه لا يريد الفلوس ولكنه يريد الأمان لمصر. سامى محمد عبد الرحمن مدرس بالمعاش قام بشراء شهادات ب120 الف جنيه هى كل ما يملك لثقته فى هذا المشروع والقائمين عليه ورغم كبر سنه ومرضه فإن هذا لم يمنعه من تحمل مشقة الانتظار. رضا الطوخى كبير مخرجى التليفزيون سابقا قام بشراء شهادات ب25 الف جنيه مؤكدا ان هذا اقل واجب لمصر. لواء مهندس ممدوح مرسى حمودة جاء للشراء هو وزوجته وقال لقد حاربنا فى هذا المكان وسنحافظ عليه لآخر قطرة وهذا المشروع سيكون اهم احد عناصر الحماية لسيناء من البؤر الارهابية ثقتى بنجاح المشروع بلا حدود فعندما يقوم الجيش بالاشراف على مثل هذا المشروع فالسرعة والكفاءة ستكونان العنوان الرئيسى له. محمد بدور اعلامى سابق لم تمنعه شيخوخته من المجيء والانتظار وذلك حتى يتباهى احفاده بان جدهم شارك فى هذا العمل الوطنى حتى لو كان العائد اقل من هذا بكثير لا يتردد ابدا فى الشراء. مها ميلاد جاءت لشراء الشهادات من اجل مستقبل افضل لابنتها ليندا 10 سنوات.