حينما خلق الله الكون وخلق الإنسان خلقه من طين الأرض من خبيثها وطيبها، لذلك أصبح البشر أشرارا وطيبين، والشرير يؤذى جميع الناس حتى أقرب الناس إليه، والطيب لن يجد من معاملته بدا لأنه معه على الأرض فى الكون سواء فى العمل أو أحد الجيران أو صاحب مهنة واحدة، كما يقول المثل «عدوك عدو كارك» ولكن فى الحقيقة الإنسان المؤذى لا يؤذى إلا نفسه فكما يقول الشاعر: اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله وعلى كل إنسان أن يدرك أنه فى معية الله ولن يستطيع أحد أن يضره أو ينفعه إلا بإذن الله كما تقول الآيه الكريمة «وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم» 107 يونس .. لا يستطيع أحد أن يحارب الله فمراده وإرادته ستحدث لا محالة وهناك حديث نبوى فيما معناه إن الله تعالى ينزع من ذوى العقول عقولهم حتى يتم مراده، قد يحاربك عدو لك وينفعك وهو لا يدرى كما يقول الشاعر فى مجرى القدر: الله حكم فى البرية جار والمرء طوع تقلب الأقدار/ لا يستطيع المرء دفع مضرة عنه وإن دقت على الأبصار/ كم نقمة هى فى الحقيقة نعمة لله فيها أعظم الأسرار/ يسعى الفتى لينال غايات المنى لكن سعى بلا أثمار/ وإذا أراد الله نجحا لامرئ كان العداة له من الأنصار لو أن البشر أدركوا أن أحدا لن يأخذ رزقه أحد لما تقاتلوا على هذه الدنيا الفانية فخسروها وخسروا الآخرة معها وأخيرا من يعامل الناس ويصبر على أذاهم خير ممن يعتزلهم فلا تعادى أحدا كما قال هتلر: كلما أحببت عدوك زدته إحساسا بتفاهته ويقول أيضا ابتسامتك فى وجه عدوك تفقده لذة النصر. لمزيد من مقالات جمعة أبو النيل