عزة سليمان مديرة مركز قضايا المرأة المصرية وناشطة حقوقية.. ناضلت من أجل حقوق النساء.. ثائرة منذ اللحظة الأولي باتت في الميدان للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة والديمقراطية. كان خروجها وإصرارها علي الاستمرار في الميدان نتيجة تراكم سنوات من النضال من أجل قضايا المرأة, تطرقت بقوة وشجاعة الي كثير من القضايا المسكوت عنها والتي كان الاقتراب منها يعد خطا أحمر مثل جرائم الشرف والاغتصاب. .. فهي أول من نادت بقانون مدني للأحوال الشخصية للمرأة المسيحية, وحق التطليق في الديانة المسيحية.. خاضت معارك من أجل قانون الجنسية للمصريات المتزوجات من أجانب.. بجانب مناقشات ومشاحنات عن تعديل قانون الأحوال الشخصية.. واجهت الكثير من المضايقات والتي كانت سببا رئيسيا لإصرارها علي تقديم المزيد وخوض العديد من المعارك ليس بالقول فقط بل بالفعل أيضا كأم للشاب الثائر نديم الذي خرج للميدان مثل والدته يناضل من أجل الكرامة له وللشباب الواعد وقدم الكثير حتي أصيب بأحدي عينيه حينما واجه تسلط قوات الأمن المركزي.. ولكنه تماثل للشفاء سريعا ليستكمل مشواره وبجانبه أم نديم والشهيرة بعزة سليمان والتي كان لصفحة المرأة والطفل لقاء معها بمناسبة مرور عام علي ثورة يناير. كيف ترين ثورة25 يناير ؟ أولا يجب أن أقدم التحية لكل الشهداء والمصابين من أبنائنا في25 يناير فبلدنا مصر رجعت تاني لنا بدماء شهدائنا وبجراح مصابينا واستطاع كل الشعب المصري بكل أطيافه الحصول علي صك ملكية الوطن بتوحيد كلمتهم وشعاراتهم عيش حرية كرامة عدالة اجماعية.. فلأول مرة يشعر الشعب المصري بالكرامة.. كما أقدم التحية الي كل ميادين مصر. وكيف ترينها بعد عام ؟ خلال هذا العام رأينا كثيرا من الأخطاء التي ارتكبها القائمون علي ادارة البلد في هذه المرحلة وهو ماشهدناه خلال أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء وماتعرضت له النساء من انتهاكات ومضايقات وخاصة الناشطات المنتميات للمجتمع المدني وتعرية أجسادهن والتعدي عليهن بالضرب فضلا عن قضية كشف العذرية لبعضهن والمحاكمات العسكرية لبعض الثوار كل ذلك أدي الي خروج أعداد مضاعفة وجمهور غفير عن الذين نزلوا الميدان في يناير الماضي للمطالبة بحماية الثورة التي بدأناها ولتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة. ماهو الفرق بين دور المجتمع المدني ودور الدولة في مساندة قضايا النساء ؟ الدولة معنية بوضع التشريعات والقوانين وفق الدستور الذي يرسي قواعد العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع مع إرساء مبدأ المواطنة فالدولة إذن هي المسئول الأول عن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تعمل في مجال دعم حقوق المرأة. أما المجتمع المدني فله دور مكمل لتحقيق التكامل من خلال تقديم الدعم والمساندة للمواطنات لأنه أكثر إلتصاقا بالشعب, فمن خلال مركز قضايا المرأة علي سبيل المثال نستطيع تقديم المساندة القانونية للمرأة المصرية وفقا للدستور والقوانين المصرية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق المرأة بالاضافة الي أنه يساعد النساء في التغلب علي مايواجهها من مشكلات اجتماعية وتوعيتها بأهمية المطالبة بالحقوق وكيفية التمتع بها بما يحقق المساواة بين أفراد المجتمع وذلك عن طريق تكوين أو إقامة جسر بين المواطنين والجهات التنفيذية والتشريعية.. وأهم ماقامت به مركز قضايا المرأة هو تقديم تقرير الظل عن اتفاقية السيداو( مناهضة جميع اشكال التمييز ضد المرأة) بالأمم المتحدة وذلك لأن المركز اشترك مع مجموعة السيداو والمكونة من43 مؤسسة أهلية علي مستوي الجمهورية. كيف تقيمي أداء المجلس القومي للمرأة في المرحلة السابقة ؟ وجود المجلس القومي للمرأة ضروري ولكن بآلية وطنية وموضوعية ووفقا لمعايير وطنية وكفاءة لتحقيق الهدف منه.. فعندما تم تأسيس أو تشكيل المجلس بقرار من الرئيس المخلوع كان يعمل وفقا لسياسات محددة وضعها لهم الحزب الوطني.. وبالتالي كان هناك90% من أعضاء المجلس يدينون بالولاء للرئيس وليس لقضايا المرأة المصرية, والدليل علي ذلك مشهدين أحدهما يوم الاستفتاء قبل الثورة والذي تعرضت فيه الفتيات والصحفيات للتحرش أمام نقابة الصحفيين ولم يحرك ذلك ساكنا للمجلس, والثاني هو مساندة بعض السيدات بالحزب الوطني الديمقراطي لنشر وتكريس فكرة التوريث. بالرغم من مشاركة المرأة بصورة ايجابية في الثورة إلا فإن مشاركتها بالبرلمان جاءت ضعيفة؟ فما تفسيرك لذلك؟ فعلا المرأة كانت في الصفوف الأولي للثورة ومازلنا مستمرين حتي تحقيق أهداف الثورة.. ولكن هناك أسباب عديدة للأسف لاقصاء المرأة من الحياة السياسية منها إلغاء الكوته من قبل المجلس العسكري بجانب أن الأحزاب السياسية لم تساعد النساء علي المشاركة وذلك من باب العادات والتقاليد والتي تنادي بأن المرأة مكانتها البيت والبعض الآخر من الأحزاب وضع المرأة في ذيل القوائم مما آثار غضب كثير من المرشحات فانسحبن من الاحزاب.. كذلك الاعلام لعب دورا مهما في إقصاء المرأة لأنه لم يلق الضوء بصورة كافية علي مجهودات النساء في مجال المجتمع المدني ومشاركتهن في الثورة, مما أدي إلي أن وزارة د. عصام شرف تضمنت سيدة واحدة وحكومة الجنزوري تضمنت ثلاث سيدات.. بالإضافة إلي أنه ليس هناك سيدة تتولي منصب محافظ حتي الآن حتي المناقشات حول مجلس الشعب والشوري بعد الثورة وقانون تقسيم الدوائر لم تشارك فيها النساء سوي بعدد قليل جدا ومضي القانون علي أن تتضمن كل قائمة امرأة واحدة وفي ذيل القائمة. ما هي الخطوط الأساسية لإرساء دور المرأ ة ؟ يجب أن توضع المرأة وقضاياها داخل المنظومة المتكاملة للدولة وعدم إقصائها من الحياة السياسية, فيجب أن تشارك في اللجنة التأسيسية للدستور وفي الحكومة والبرلمان بشكل أفضل. وهل حققت الثورة أهدافها تجاه المرأة ؟ الثورة لم تحقق مطالب كثيرة منها المساواة والعدالة والنظرة للمرأة علي أنها مواطنة.. فالثورة فتحت الباب أمام النساء لكي يقلن لا وأعطت لهن الفرصة لرفض الظلم والقهر.. ولذلك نحن مستمرون في ثورتنا.. ماذا عن الاتهامات التي طالت منظمات المجتمع المدني ؟ هذه الاتهامات هي استمرار لحملة قادها النظام السابق لتشويه منظمات المجتمع المدني خاصة الحقوقية والتي قامت بفضح النظام السابق وتجاوزاته وتسلطه وغطرسته الامنية والدليل علي ذلك أنه لم يتم حتي الآن تحقيق واحد تجاه المنظمات التي تم اتهامها بالتمويل الخارجي. ما رأيك بالهجوم علي قوانين سميت قوانين سوزان ؟ أري أننا الآن في حالة فوضي عارمة طالت كل مؤسسات الدولة بالاضافة إلي التطرف الفكري.. فكل شخص يريد أن يسقط قانونا يخرج ويتظاهر ويعتصم بدون حق فعلي سبيل المثال هناك من قال لا للخلع في حين أنه من صميم الشرع وهناك من اعتصموا لتغيير قانون الرؤية لمصلحة الآباء ؟! فيجب أن نشير ان هناك85% تقريبا قضايا مرفوعة من النساء بمحاكم مصر من خلع نفقة إنذار طاعة وغيرها مما يدل علي أنه مازالت المرأة المصرية تعاني في هذا المجتمع. واختتمت عزة سليمان حوارها قائلة.. من يغفل دور النساء وأهميته في الثورة خاسر. أين كنت وقت خطاب التنحي؟ سمعت عن خلع مبارك وأنا أمام قصره بمصر الجديدة وذهبت إلي هناك وما كان يسيطر علي قلبي وروحي وعقلي هو إسقاط الرئيس بأي ثمن, وكان لسان حالي يردد ياقاتل يامقتول وانضمت إلينا مسيرة غافرة آتية من التحرير في الثانية ظهرا.. التليفونات التي تحذرنا من الاقتراب من القصر والحرس الجمهوري لم تنقطع ولكنها لم تؤثر علي كل الموجودين حول القصر, فسقوط أولادنا شهداء بالميدان كسر حاجز الخوف لدينا فقد كنا علي يقين من ان دماء شهدائنا ستصل إلي مبتغانا والتوفيق سوف يكون حليف هذا الشعب.