نظرا للدور البارز للشباب في رسم ملامح الربيع العربي, خاصة بعد الحركات الثورية التي قام بها لتغيير الأنظمة الفاسدة, وبعد نجاح الشباب في قيادة ثورات الربيع العربي طالبت العديد من الأوساط بتحول تأثيرا لشباب من العمل السياسي إلي العمل الاقتصادي من خلال دعم مسيرة التنمية المستدامة بمفهومها الشمولي التكاملي, وذلك لاعتبارات بشرية واقتصادية وتنموية متنوعة. للشباب أهمية بالغة كقطاع عريض واسع ضمن التركيبة السكانية للمجتمع المصري. مؤكدين المسئولية الملقاة علي كاهلهم ودورهم الريادي في قيادة مسيرة البناء والإنماء باعتبارهم مشروعا وطنيا وقوميا للوطن والأمة والقاعدة العريضة والمحرك الأساسي للأحداث, ومن خلالهم ستتحدد ملامح الحاضر والمستقبل, باعتبارهم طاقة خلاقة متفوقة ستقود مجتمع للمستقبل. ومن ثم عقد المجمع العالمي للصحوة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤخرا مؤتمر دولي ضم أكثر من1200 شاب من أكثر من73 دولة عربية وإسلامية بحث خلاله دور الشباب في إنجاز الثورات وتحقق أهدافها وإحياء وتجدد العزة والكرامة الإسلامية, وطالب بنقل التجارب فما بين الحريات, وتقديم نموذج للديمقراطية الاسلامية بدلا من الديمقراطية الغربية, و تقوية روح الاعتماد علي النفس والثقة الوطنية في مجابهة الهجمات الدعائية والحرب النفسية التي يشنها نظام السيطرة العالمية والاستكبار الصهيوني. وكان الوفد المصري الذي يعتبر من أكبر الوفود المشاركة في المؤتمر وهم ممثلون لكل التيارات والأحزاب السياسية ومنهم حزب النور السلفي وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وشباب حركة6 أبريل وتيار التجديد القومي, وائتلاف شباب الثورة. وفي زيارة رسمية لشباب الثورة المشارك بالمؤتمر للمرشد الأعلي للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي طالب خامنئي شباب الدول العربية والاسلامية أهمية المحافظة علي المكتسبات التي حققتها الثورة والمساهمة بايجابية في برامج التنمية في بلادهم إلي جانب أستمرار حركاتهم الثورية لتحقيق الأهداف الكاملة للثورة وتطهير الأنظمة الفاسدة وذلك بعيدا عن اي خلافات سواء عقائدية او مذهبية محذرا من محاولات الغرب لصرفهم عن أهدافهم وإشاعة الفرقة بينهم. مشددا علي ضرورة وحدة الأمة بعيدا عن دعاوي الفرقة التي يثيرها الغرب مبينا انه لا فرق بين المسلمين سواء سنة او شيعة وأن كل المسلمين تجمعهم قواسم مشتركة ولابد ان يظلوا يدا واحدة في مواجهة اعدائهم والتصدي لمحاولات نبذ الخلافات المذهبية والعقائدية بينهم. واشار قائد الثورة الإيرانية الاسلامية الي أهمية تحقيق التعاون والتكامل بين دول وشعوب الدول الاسلامية لاستثمارامكانياتها البشرية والاقتصادية والجغرافية وثرواتها الطبيعية بما يحقق مستقبل افضل للمسلمين والتقدم للامة الاسلامية لتسترد مكانتها المستحقة. وفي حديثه عن البرنامج النووي لإيران أكد قائد الثورة الإيرانية علي استمرار إيران في برنامجها النووي السلمي رغم اعتراض الغرب عليه, مؤكدا أن بلاده تقوم بتخصيب اليورانيوم واستخدام الخلايا الجذعية في الفضاء والتقنيات الحيوية في الأغراض السلمية, وذلك بما يخدم المجتمع الإيراني في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها العالم اليوم, ونفي خامنئي الادعاءات الغربية بتدخل إيران في شئون المنطقة, مشددا علي استمرار إيران في مد يد التعاون مع جميع دول العالم الإسلامي والعربي محذرا من أثار التطورات الراهنة علي الشعوب العربية. وفي الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر شن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد هجوما عنيفا علي أمريكا وأسرائيل, مشيرا الي أن جذور مشكلات منطقه الشرق الاوسط ترجع إلي الكيان الصهيوني الذي غرسته القوي الاستعمارية والتي تعمل علي حماية الأنظمة الديكتاتوريه ضد إراده الشعوب وان الحرية والعدالة والكرامة هي حقوق لكل شعوب العالم, مشيرا إلي أن الغرب يريدون حماية الان الصهيون وذلك عن طريق احداث خلافات مذهبية وعرقية وعنصرية. ودعا نجاد الشعوب الإسلاميه للتكاتف من أجل غد أفضل, حيث عاش العالم مرحلة قرب انهيار الرأسمالية بعد ان أصبحت الماركسية مجرد تاريخ. وقال ان الشباب المسلم جاءوا من انحاء العالم من آجل التشاور والمشاركة في الأفكار لبناء غد أفضل للبشرية. وأكد أن الحرية والعدالة هما أول الخطوات لانطلاق الانسان في طريق تحقيق القيم الالهية والكمال الأنساني. وقال نجاد إن البشرية مازالت تفتقد تحقيق رسالات الانبياء بسبب قوي الاستعلاء والاستكبار التي ترعي الحروب وتنفق1200 مليار دولار سنويا علي التسليح, مؤكدا علي أن معيار قياس مصداقية الساسة يكون بالآمان والوقوف ضد وجود الكيان الصهيوني في المنطقه وضد السيطرة الأمريكية التي لايمكن ان تمنحنا الديمقراطية ولكنها تمنحنا الفقر والمذله موضحا أن حرية الشعوب لن تتحقق في ظل الآسلحة الأمريكية والأوربية. ومن جانبه آكد الدكتور علي أكبر ولايتي الأمين العام لمجمع الصحوة الإسلامية أن أكبر ما يميز الحريات والثورات العربية والإسلامية, عما ان حدث في الثورات السابقة التي كان دعمها الغرب أن هذه الثورات كانت الشعوب هي محورها الرئيسي والتي طالبت بالتغير لجميع الأنظمة الدكتاتورية وايجاد نظم جديدة تقوم علي أساس العدل والحرية والديمقراطية, وأشار ولايتي إلي أن قيادة الشباب لهذه الثورات مقارنة بالثورات السابقة تتطلب منا آن يكون للشباب دور أكبر وفعال في العالم الإسلامي, موضحا إلي أن إيران أعطت النموذج المثالي لكل الحريات الإسلامية لاستنادها علي النظم الديمقراطية التي تعتمد علي أصوات الشعب من جميع طوائفه, بالاضافة الي جعلها القضية الفلسطينية من أهم القضايا الأساسية لإيران. وفي ختام فعاليات المؤتمر أكد المشاركون ضرورة حل مشاكل الشباب خاصة الاقتصادية ودمجمهم في المجتمع واستثمار طاقاتهم لتعزيز برامج التنمية وزيادة وعيهم سياسيا وثقافيا ودينيا لمواجهة التحديات الدولية الراهنة, وحذروا من محاولات الغرب وعناصر الأنظمة السابقة والتي مازالت الموجودة في الشارع العربي من تحويل ثورات الربيع العربي عن أهدافها الحقيقية وعرقلة أستكمال تلك الأهداف مؤكدين علي أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين شباب الثورات العربية بما يعزز من نجاح أهداف ثوراتهم. وشدد المشاركون علي ضرورة نبذ الخلافات والفرقة بين الشعوب الاسلامية والنزاعات الحدودية بين دولها ورفض دعوة التكفير للآخرين تحت أي مسمي والتمسك بمنهج الاعتدال والعقلانية ورفض التطرف في التعامل مع غير المسلمين. وأكدوا أن القضية الفلسطينية هي أهم قضايا العالم الإسلامي مشددين علي ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف واستمرار خيار المقاومة لمواجهة العدو الإسرائيلي. وأقر المؤتمر إنشاء مركز عالمي للبحوث والدراسات حول ثورات الربيع العربي ومجلس تنسيق بين الشباب, وقناة فضائية لدعم قضايا الشباب, وموقع الكتروني خاص بمؤتمر الشباب والصحوة الإسلامية لتفعيل التواصل بين شباب العالم.