تحمل ذكرى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة رائحة الدماء، و تستدعى مواقف عظيمة وإن كانت مفزعة، لرجال ضحوا بأرواحهم، ليعيش الوطن، وجرت دماؤهم الطاهرة أنهارا، لتروى أرض مصر الغالية بالأمان والاطمئنان من جرائم طائفة زاغت عقولهم وضلت قلوبهم وتحولوا أدوات قتل بيد قيادات الجماعة الإرهابية. 114 من رجال الأمن المصري هم شهداء عملية فض الاعتصام يوم 14 أغسطس الذي روع المواطنين وهدد سلامة الدولة وتحدى سيادة القانون، ومثل تحدياً سافراً لسيادة القانون والدولة ولأول مرة يتم الإعلان عن إجمالى أعداد شهداء الشرطة خلال معركتهم ضد إرهاب جماعة الإخوان في أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. صنع شهداء الشرطة الأبرار ملحمة تاريخية، وحموا بأجسادهم الشعب المصري من تهديدات جماعة الإخوان وحلفائها، ستظل ذكراهم حافزًا لبذل التضحيات من أجل حماية إرادة الشعب المصري، برغم المحاولات الحكومية المضنية لفض الاعتصامين المسلحين بشكل سلمى من خلال المفاوضات حماية لمواطنين غررت بهم الجماعة باسم الدين، إلا أن الأمر لم ينجح، و طوال شهر أغسطس الماضي لم يكن يشغل اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية سوى كيفية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة بأقل الخسائر خاصة مع إصدار النائب العام قرارات بضبط وإحضار عدد من المعتصمين المتهمين بارتكاب جرائم خطف وتعذيب وقتل بحق عدد من المواطنين ورجال الشرطة، وكذلك قرار النائب العام بفض الاعتصامين، بينما تصلب قيادات الجماعة بالمزيد من الشحن والادعاءات بقرب الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي من ناحية، والتلويح بأن المعركة مع الجيش والشرطة هى لنصرة الشرعية من ناحية أخرى و نصرة الدين الإسلامى ضد من وصفوهم ب(الكفرة)، في إشارة لضباط الشرطة والجيش، فى محاولة منهم لإطالة أمد الاعتصامين والضغط على القيادة السياسية، أملاً منهم فى إمكانية التفاوض حول عودة المعزول مرة أخرى و هو ما جعل اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية يصدر تعليمات بفضهما وعقد العديد من الاجتماعات مع مساعديه لوضع خطة الفض مبنية على تطبيق منهج أمنى احترافى، بعد أن أكدت التحريات وجود أسلحة بالاعتصامين واعتزام قيادات الجماعة الاحتماء بالنساء والأطفال والدفع بهم فى الصفوف الأولى لمواجهة قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الهروب إذا ما نجحت القوات، وفي الساعة الخامسة فجر يوم 14 أغسطس بدأت القوات في التحرك من معسكراتها باتجاه ميدانى رابعة العدوية والنهضة حيث وصلت فى الساعة السادسة والنصف صباحًا، وقامت بفرض كردون أمنى حول محيط الاعتصامين بعد قيام الجرافات التى رافقتها بإزالة الحواجز، ودعوة المعتصمين عبر مكبرات الصوت للخروج عبر الممرات الآمنة وهو ما استجاب له البعض و سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة، وتلاه بدقائق 3 آخرون من زملائه برابعة وبدأت معركة شرسة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين على أطراف الميدان استغرقت أكثر من سبع ساعات في الوقت الذي قام فيه عناصر جماعة الاخوان بالهجوم والاعتداء على المنشآت والمواقع الشرطية والكنائس فى 14 محافظة، وسقط خلال تلك الأحداث 114 شهيد شرطة وتم مهاجمة أكثر من 180 منشأة شرطية و22 كنيسة و55 محكمة ومنشأة عامة، فضلا عن حرق أكثر من 130 سيارة شرطة متنوعة لاشاعة الفوضى فى البلاد و تلك الأحداث التى استمرت على مدار العام الماضى ومنذ سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي تؤكد حجم التضحيات التي بذلها رجال الشرطة من أجل الوصول إلى الحالة الأمنية والاستقرار الذى يشهده الشارع المصرى الآن