تعددت الآراء حول الأعمال الدرامية التى عرضت خلال شهر رمضان، وإن كان الاتفاق على وجود جرعة زائدة من الألفاظ الخارجة ومشاهد الدعارة والعنف الزائد عن الحد فى بعض الأعمال . ولذلك فقد طالب بعض صناع الدراما والنقاد بوقفة جادة للحفاظ على قيم المجتمع مع عدم المساس بالحريات والإبداع، وخلال الأيام الماضية تم تشكيل لجنة عليا لحماية الإبداع تفصل فى الأعمال محل الخلاف مع وضع خطة لتأهيل وتطوير الرقباء و جهاز الرقابة وعلاقة الرقابة بالمنتج التليفزيونى بما يلائم المرحلة الراهنة، وعن دور الرقابة وتلك اللجنة كان هذا التحقيق. يقول عبد الستار فتحى المشرف على رقابة المصنفات الفنية إن أكثر من ثلثى الأعمال الدرامية التى عرضت فى رمضان لم يتم عرضها على الرقابة ونحن فى نفس الوقت ليس لنا أى رقابة أو سيطرة على الفضائيات التى تتبع وزارة الإستثمار، كما أن المنتج الخاص خارج عن إرادتنا وقد أجازت الرقابة بعض السيناريوهات ولكن تم تغيير معظمها أثناء التصوير وتم بثها على الفضائيات دون الرجوع إلينا مرة أخرى ونحن لانملك القوانين التى نستطيع معها توقيع العقوبات ولذلك أطالب بأن تكون هناك مظلة واحدة من وزارة الإستثمار والإعلام والإتصالات والثقافة لتكون بمنزلة حماية للمشاهد دون المساس بالحريات, وأضاف أن الفضائيات تضرب بعرض الحائط كل شئ فى سبيل جلب الإعلانات ولكن هذا يكون على حساب قيم المجتمع ومع ذلك فإننى متفائل لأن وزارة الثقافة تبذل جهودا كبيرة لهيكلة الرقابة. ويقول أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين: أحيى وزير الثقافة على إعادة النظر فى جهاز الرقابة ككل فنحن نريد حرية إبداع ولكن ليس فى المطلق، ويضيف أن اللجنة التى شكلها يجب أن تطرح كل الموضوعات على الخبراء والمتخصصين من المبدعين والنقاد بل وأساتذة علم النفس والطب النفسى لدراسة الحل الأمثل للرقابة على الأعمال الفنية فى ظل غول من الفضائيات والنت والإنتاج الخاص. ويضيف عبد الغفور: يجب أن تضم الرقابة شخصيات على أعلى مستوى من الفكر والثقافة والحياد لإصدار تقاريرها بكل ثقة وقوة وتنفيذها على الفور على المخالفين. ويقول مسعد فودة نقيب السينمائيين : لابد للجنة الجديدة التى يجرى تشكيلها حاليا أن تستمع إلى كل الأراء فى الفن والإعلام الحكومى والخاص قبل إصدار أى قرارات حتى تتعرف على وجهات النظر المختلفة فى موضوع الفن والمنتج الإعلامى مع إعداد الكوادر التى تعمل فى الرقابة ويضيف نريد وضع قواعد عامة يلتزم بها الجميع ولاتتغير بتغيير الأشخاص ونحن ننتظر التشريعات الجديدة التى تنظم دور الرقابة. ويقول المنتج محمد حسن رمزى: إن الرقابة ليس لها أى دور على المسلسلات ولاتملك أى سيطرة على الفضائيات ولذلك أقترح أن يتم توقيع عقوبات على عناصر العمل المختلفة من مخرجين وفنانين ومؤلفين ومنتجين بعد عرض العمل على الشاشات فى حال وجود سلوكيات خارجة وتنفذ العقوبات فورا وتكون مغلظة وبالتالى يخشى صناع العمل الفنى من الدخول فى أعمال إلا إذا كانت ذات مضمون جيد، أما عملية الرقابة قبل عرض العمل فأثبتت فشلها ولايستطيع أحد السيطرة عليها خاصة أن معظم دراما رمضان يتم تصويرها بسرعة فائقة فى وقت ضيق فكيف ستراجع الرقابة كل كلمة وكل مشهد؟، ويضيف: إننى ضد الإنحطاط الأخلاقى فى الدراما والسينما ولابد أن نحترم عقلية المشاهد ونحترم تقاليدنا ويتساءل: أين النماذج المتميزة فى المجتمع ؟ ولماذا لا يتم تقديمها على الشاشة؟