يشهد قطاع الفنون التشكيلية نشاطا مكثفا للتعجيل بافتتاح المتاحف وسرعة الانتهاء من تطويرها ليعود دورها الهام فى تثقيف المجتمع بكل فئاته العمرية والثقافية من خلال مفردات تبنى عليها اليات تحقق الأهداف المنشودة فى المبنى والمعنى والنشاط فى هذا التحقيق نسعى للوصول إلى كيفية النهوض بالتربية المتحفية التى أصبحت حقيقة واقعة فى التأهيل لإدراك اللغة البصرية حالها كحال غيرها من المؤسسات الثقافية والتربوية قد تعانى الرتابة والعقم فى نظر البعض وقد يرى آخرون الحداثة فى تناولها الفكرى بينما ما لا يستطيع أحد أن ينكره هو أهمية المتحف فى البناء المجتمعى والذى يسهم بدوره من خلال التربية المتحفية فى تعزيز التراث الثقافى الفنى ومزجه بالحاضر والارتقاء بالذائقة البصرية والمعرفية لدى النشيء والجميع . فى البداية تقول الدكتورة سرية صدقى أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية الفنية جامعة حلوان .للأسف فى مصر يوجد استخفاف بالثقافة المتحفية فهى تقدم خدمات سطحية وتفتقر للدور الصحيح فى مخاطبة رواد المتحف، وهذا ليس اتهاماً للقائمين بإدارتها وأنما للقائمين على عملية التخطيط، فلا يوجد لدينا دعاية ولا تسويق لكل متحف تقوم عليه مجموعة متخصصة ، أيضا اختفاء دور أصدقاء المتحف فى جمع التبرعات المهمة للتمويل وعمل البحوث والدعاية وتوفير احتياجات الزائر ذلك على غرار المجتمع الغربي. فلدينا يقتصر دور أصدقاء المتحف على المشاركة فى الأنشطة والورش الفنية . وقد رأيت بالولايات المتحدة أن أكبر قسم هناك هو الخاص بالتربية المتحفية ولا يوجد متحف يخاطب الفئات والطبقات الاجتماعية على حداً سواء . لذا فيجب أن يتسع مفهوم التربية المتحفية ولا يقتصر على الجولات داخل المتحف وعمل الأنشطة التعليمية للأطفال فتعدد الأنشطة للفئات والشرائح المختلفة أمر هام، وإلا تكون مقصورة على ممارسة العمل التشكيلى بل يمتد ليشمل جميع أنواع الفنون. أيضا أن يكون لدينا محاولات لتعزيز إيرادات للمتحف ومؤسسة مركزية خاصة بدراسات التربية المتحفية فضلا عن ألحاق كل متحف بقسم للتسويق يساعد على الشراكة بين المتحف والمؤسسات المختلفة. ويقول الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية: لاحظت خلال رئاستى للقطاع عزوفا ملموسا عن زيارة المتاحف من قبل المواطن المصرى والذى مازال يفتقر للثقافة المتحفية. ونحن حاليا لا نعمل بقوة كافة متاحف القطاع . فبعد أحداث ثورة 25 يناير بتسعة أشهر توليت رئاسة القطاع و كانت كافة المتاحف مغلقة ، وبعد عمليات التطوير والإصلاح للأنظمة الأمنية بها أعيد افتتاح ثمانية متاحف من أصل 25 متحفا، مما يؤثر بشكل أو بأخر على الدور التربوى للمتحف والذى سوف يفعل بشكل اكبر بعد أعادة كافة متاحف القطاع لمزاولة نشاطها. والتربية المتحفية هى أدارة قائمة بالفعل فى تلك المتاحف وتعمل على مستوى لائق ومستحدث ، وكل القائمين عليها هم من خريجى كليات فنية. فلم يقتصر دورها فى مخاطبة فئة محدودة ولم يقتصر نشاطها على الفن التشكيلى ، ولكوننا دائما ما نأخذ بالمستجدات فقد قمنا بتفعيل فكرة المسرح المتحفى منذ عامين حيث يعد نشاطاً مستحدثا على نشاط التربية المتحفية, وقد قمنا بمراسلة رؤساء الإدارات المركزية للمناطق التعليمية للسماح لنا كمؤسسة ثقافية بممارسة دور التربية المتحفية فى المدارس نظرا لأزمة الشارع المصرى حاليا. وتشير راوية عبد الرحمن مدير عام التنشيط الثقافى بالقطاع الى أن التربية المتحفية هى فرع مستحدث ، بدأت الفكرة عام 2000 والممارسة الفعلية عام 2001، ومن هذا التوقيت " عدا فترة الثورة " حدث تطور فى أدائها المجتمعى لا يقوم أبداً على مخاطبة نمطية للفئات والشرائح الاجتماعية وليس مقتصراً على الجولات المتحفية ولا على الورش الفنية فلا توجد لدينا فئة محرومة, بالإضافة الى الحقيبة المتحفية والخروج بها الى المناطق العشوائية لتوصيل نوع من التثقيف لدى المحرومين . فضلا عن نشاط التربية المتحفية والمتعلق بمنتجاتها التى تقدم للزائرين فنحن لدينا منتج غنى والقطاع هو من يتولى أنتاجه وتوزيعه والإنفاق عليه. وعن أصدقاء المتحف الذين يشاركون فى الأنشطة المتحفية منهم من هو موهوب يشارك بأعماله من خلال القطاع فى المسابقات التى تعقد بالخارج . وتضيف الدكتورة دينا عادل وكيل الدراسات العليا والبحوث بكلية التربية النوعية جامعة الإسكندرية: يعتمد تفعيل دور التربية المتحفية على بناء شراكة بين المؤسسات التربوية والثقافية وغرس ذلك الدور فى بناء شخصية الطفل وذلك بتخصيص وحدة من كل منهج دراسى يدرس داخل المتحف بالتعاون بين المعلم والمربى المتحفى فى ظل مفهوم التكامل المعرفى و استخدام تطبيقات المتاحف الافتراضية بالمدارس، ايضا الحملات الأعلانية والتوعية الثقافية بوسائل الأعلام لرفع ثقافة زيارة المتاحف فضلا عن ضرورة تفعيل دور المربى المتحفى وأعداده تربويا وتخصيص قاعات للأنشطة المتنوعة وتواجدها على مدار العام. مما يترتب عليه تحقيق المفاهيم المستحدثة لنجاح الطالب فى أن يكون عضوا فعالا قادرا على أتخاذ القرارات المبنية على المنطق والمدعمة بالحقائق التى يجمعها ويحللها بذاته.