فى نقاش مع إحدى الصديقات حول أنتشار الزواج الثانى والثالث فى مجتمعنا هذه الأيام لكن باستحياء وفى انتظار اعتراف مجتمعي قادم لا محالة عندما يستفحل الأمر أكثر ، كان كل أعتراضى على جملة أجمعت عليها الصديقات وهى وصف المرأة التى تقبل بالزواج من رجل متزوج بأنها "خطافة رجالة" بمعنى أنها تكون بذلك قد خطفته من زوجته وأولاده ، وبغض النظر عن المسميات سألت المتحدثات سؤال واحد : هل الرجل عندما يتزوج على زوجته لا يكون فى وعيه ، أم هو طفل لا يدرى ماذا يفعل ؟ صمت تام قبل استئناف الدفاع عن الرجل "المسكين" الذى تغرر به امرأة أخرى و"تخطفه" لتتزوجه وتحرمه من حياته فى بيته الأول . فى ظنى أن مشكلتنا تكمن دائما فى التفكير فى الأتجاه المخالف للحقيقة ، فمثلا إذا حدثت جريمة قتل ، قد يسال البعض هذا السؤال الغريب " ولماذا ذهب المجنى عليه فى هذا المكان ؟" ، وإذا حدثت سرقة قد يسأل آخر وهل معقول أن يحتفظ أحد فى بيته بكل هذه الأموال ؟. لكن أن ننظر لأي حدث بشكل موضوعي لنفهمه فهذا لا يحدث ، أعتقد أن الأجيال التي عاشت قبلنا كانت حياتهم أكثر هدوءا وأقل جدلا ، لأنهم تعاملوا مع كل مظاهر حياتهم ببساطة ودون تعقيد ، فمن يريد أن يتزوج أو يطلق أو يعيش وحيدا يسعى لتحقيق ما يريد دون أن يدفعه أحد لتغيير إرادته ، فهل يحق لنا أن نسمى المرأة التي تطلق نفسها من زوجها أو تخلعه باسم "طاردة الرجالة" ؟ نحن نعيش الآن عصر الحريات الشخصية المطلقة ، حتى الأطفال الصغار أصبح من الصعب إجبارهم على عمل أى شىء لا يريدونه ، فما بالنا بالرجل الراشد الذى يسعى للأقتران بأكثر من أمرأة لأى سبب يراه !! لذلك على النساء أن يفكرن بطريقة عملية ، كأن يضعن أنفسهن فى أماكن الرجال لينظروا لماذا قد يتجه إنسان بقلبه وعقله لتكوين حياة أخرى غير القائمة بالفعل ؟! ولنترك قوالب التفكير الجاهزة مسبقا والتى أصبحت لا تليق بعصرنا الحديث . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل